-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الممثل فتحي نوري لمجلة الشروق العربي:

أملي كبير في نجاح فيلم العربي بن مهيدي

طارق معوش
  • 291
  • 0
أملي كبير في نجاح فيلم العربي بن مهيدي
تصوير: عبد الكريم سنيقل

رغم أن بدايته الفنية كانت في إيطاليا، ومنها انطلق للعمل في أفلام فرنسية وإيطالية، لكن، يبدو أنه متشوق إلى المشاركة في أعمال عربية، يستطيع أن يخرج من خلالها طاقته التمثيلية، الكامنة بداخله.. فلغته العربية، هي الأقرب إلى قلبه، ومجتمعه العربي وقضاياه هو همه الأول. عرفه الجمهور الجزائري من خلال عدة أدوار تلفزيونية وسينمائية.

يصف نفسه بأنه إنسان حالم، ينظر إلى الإيجابيات، ويسعى إلى تطوير قدراته دائما. إنه النجم “فتحي نوري”.. شاب من الشباب القلائل، الذين استطاعوا أن يجدوا لأنفسهم مكانا مميّزا في التلفزيون والسينما والمسرح. عن حياته الشخصية وجديده في السينما، كان معه هذا اللقاء الخاص للشروق العربي.

الشروق: بداية، حدثنا عن مشروعك المقهى المسرحي “la mise en scène café théâtre“.. وكيف جاءت الفكرة؟

– الفكرة جاءت بحكم أنني عشت سنين في الغربة، وكنت كلما آتي لزيارة العائلة بالجزائر، ألاحظ أنه لا يوجد أماكن ترفيهية للجلوس فيها مع العائلة أو الأصدقاء. في الحقيقة، لم أكن مهتما بفتح مقهى لوحده، ومسرح لوحده.. ففي الجزائر لا يمكن، مع الأسف. لهذا، فكرت في أن أجمع بينهما. ووفقني الله، والحمد لله، رغم أن الأمر لم يكن سهلا.

الشروق: لكونه المقهى المسرحي الأول في الجزائر.. هل تخوفت من فكرة المشروع وتقبله من طرف الزبائن؟

– صحيح.. هو أول مقهى مسرحي في الجزائر، لكن، لم أتخوف منه، بل حفزني، وجعلني أتحمس أكثر لتحقيق مشروعي، ولم أشك في ترحيب الجمهور بالفكرة، بل، بالعكس، فأغلب الزبائن الذين يذهبون إلى المقهى المسرحي من مستوى راق، يحبون الفن. كما أنني أركز مع الذين لا يعرفون فكرة المقهى المسرحي، لأجعلهم يعشقون الفن.

الشروق: شاركت مؤخرا في فيلم العربي بن مهيدي، وجسدت دور ديدوش مراد، إلا أن الفيلم لم يعرض حتى الآن. ما سبب ذلك؟

– أولا، بالنسبة إلى العرض، هناك أخبار تؤكد صدور الفيلم، ولم يحدد بعد تاريخ العرض بالضبط. أما عن الأسباب الحقيقية، فلا أحد يعرفها. ربما، الوحيد الذي يعرفها هو الشخص الذي أوقف فيلم العربي بن مهيدي،

لأننا نحن، الممثلين، وحتى المنتج والمخرج والتقنيين، لا نعرف السبب الحقيقي. كل ما أقوله: أملي كبير في نجاح هذا العمل الجبار.

الشروق: ما رأیك في ارتباط السینما في الجزائر بالجانب التاریخي؟

ـ ھو إیجابي من جھة، لكون السینما تنقل التاریخ إلى الأجیال القادمة، بالصورة والصوت. والتأثیر سیكون أبلغ على المتلقي، الذي یعیش في عصر التطور والسرعة. أما الجانب السلبي، بحسب رأیي، فھو أن السینما یجب ألا تھتم بالثورة فقط، وعليھا أن تنفتح على كل الأنواع السینمائیة.

الشروق: ھل حان الوقت لنرى فتحي نوري یتقمص شخصیة ثوریة كبیرة في دور بطولة مطلقة؟

ـ بالنسبة إلي، لا فرق بین الأدوار التي أقدمھا، سواء كانت بطولة أم عبارة عن دور ثانوي. فأنا، أتعامل مع كل الأدوار بمسؤولیة كبیرة، لأن مھمة الممثل ھي الإقناع في الأخیر، وكل دور یؤدیه یدخل ضمن سیرته المھنیة.

ما تم تقدیمه في رمضان ھو بین المقبول إلى دون المستوى

الشروق: كان لك دور بارز في مسلسل الجریح.. والكثير كانوا ينتظرون طلتك في رمضان. وللأسف، نتفاجأ بغيابك عن الدراما. ما السبب؟

– صحیح، في مسلسل الجریح، كان لي دور بارز، شخصیة لم أتقمصھا من قبل، أظن أنھا تجربة إیجابیة، وكل التجارب الإیجابیة تجعلك تتعلم أكثر.. ولكن، لا يعني هذا أنني أقبل أي دور يعرضه علي منتج أو مخرج، بدليل أنني رفضت عدة أدوار عرضت علي، لأنني لست من الناس الذين يمثلون في أي دور، أو يتقبلون أي سیناریو. أنا أحب الاشتغال في السیناریوھات التي عندما أطلع عليها، أحس بھا، لأنني لا أقبل أدوارا لكي أمثل وفقط. فھذا الشيء لا يھمني بتاتا. أضف إلى هذا، ربما انشغالي بالسينما، في الفترة الأخيرة، من ضمن أسباب ابتعادي نوعا ما عن الدراما.

الشروق: ھل یفضل فتحي نوري تقمص الأدوار التي عادة ما تتقاطع مع شخصیته الحقیقیة؟

– لا، أنا أفضل الشخصیات الجدیدة. وھي الحال بالنسبة إلى شخصیتي في مسلسل الجريح. أحب أن أكون ذلك الآخر، الذي لا تربطني بھ تفاصیل في الحقیقة، لأعایش بعض المواقف وردود الفعل التي قد لا تحدث معي في الواقع، والإحساس بما یعانیه الآخر، كالمعاق أو المجنون وغیرھما من الشخصیات.

الشروق: ما الأعمال التلفزیونیة التي شدت انتباھك في رمضان؟ وما رأیك في غزارة الإنتاج ھذا العام؟

– ھذه الغزارة أمر إیجابي، لكن، من المؤسف، أن ینحصر في شھر رمضان فقط. وأتمنى، كغیري من الفنانین، أن تكون ھناك غزارة طوال السنة، لنعطي نوعا من التوازن الفني. وعلى العموم، ما تم تقدیمه في رمضان ھو بین المقبول إلى دون المستوى.

الشروق: ما النقائص التي یجب معالجتھا في الأعمال الجزائریة، التي ھي محل سخط الجمھور؟

– المشكل المطروح، بحسب رأیي ھو ضعف الحوار، وغیاب التناسق في المشاھد، وبین الممثلین، وعدم القدرة على الإقناع وشد الانتباه.. وھي نقاط، یجب التركیز عليھا كثیرا، خاصة أننا أمام جمھور متطلب وواع. والأھم، علینا الاھتمام أكثر بكتابة السیناریوھات.

كل إنسان معرض لشائعات مع تطور التكنولوجيا وعدم وجود رقابة على أي شيء..

الشروق: لم ابتعدت عن المسرح؟ وھل سنشاھدك مرة أخرى على الركح؟

– أنا ابن المسرح.. فمنه كانت انطلاقتي مع المسرح الھاوي، حیث كان وقتھا للمسرح قدرة على تغییر الكثیر من الأمور. ولا أخفي تلك الرغبة الجامحة في الوقوف مرة أخرى على الركح، بعد غیابي عنه لمدة، لعدة اعتبارات، منھا انشغالي بالتلفزیون والسینما، وكذلك قلة العروض المسرحیة. ورغم ھذا، فأنا أشرف بین فترة وأخرى على تنظیم عدة عروض لمحبي المسرح بالمقهى الخاص بي: “la mise en scène café théâtre“، وھناك مشروع مسرحي قریبا، رفقة الممثلة المبدعة ليديا لعريني.

الشروق: كيف تصف نفسك؟

– أحب أن أحلم، وأجتهد للوصول إلى تحقيق أحلامي، وأنظر دائما إلى الجانب الإيجابي في حياتي، وأسير على مبدإ «انظر إلى نصف الكوب الملآن»، وهذا يعطيني دفعة إلى الأمام، ويجعلني أسعى إلى الأفضل.. وأعتقد أن هذا أكثر ما يميز شخصيتي.

الشروق: هل للشهرة مساوئ؟

– لأي شيء مميزات وعيوب.. ويجب أن نتعامل معه في مجمله. لذلك، لا أجد عيوبا ضخمة للشهرة. لكن هناك بعض الأشياء، منها مثلا الانتقاد أو الهجوم من بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي والسوشال ميديا، على دور معين أو عمل فني ما، لم ينل إعجابهم. وهذا، ما نعيشه في الفترة الحالية، مع بعض الزملاء الممثلين، (لا تسألني عن اسم معين).. ويجب التعامل في مثل تلك الأمور بطريقة متوازنة، وعدم الشعور بالانفعال أو الغضب. الأمر نفسه بالنسبة إلى الشائعات، التي أصبح كل إنسان معرضا لها، مع تطور التكنولوجيا والإنترنت، وعدم وجود رقابة على أي شيء من خلالها.

أحب التغيير من جلدي الفني.. وهذا رأيي في اقتحام المؤثرين للدراما

الشروق: الجمال أصبح معيارا أساسيا في الدراما، وفي اختيار أبطال الأعمال الدرامية، حتى لو كانوا من المؤثرين. ما رأيك؟

– الجمال سيف ذو حدّين، لأنه قد يلزمك بأدوار معينة. وبالنسبة إلي، الأهم، هو التنويع في الأدوار. والحمد لله، كل الأدوار التي قمت بها، لم يكن لديها علاقة بشكلي، إنما بشخصيتي.. أما عن المؤثرين، فحبذا لو أكتفي بكلمة، سبق أن قالها الممثل علي جبارة: “الفن.. أصبح مهنة من لا مهنة له”.

الشروق: ما جديدك؟

– عندي أربعة أفلام سينمائية، بين القصير والطويل.. فيلم العربي بن مهيدي، لبشير درايس، وفيلم الملكة الأخيرة، لداميان أونوري، وفيلم لبرية لمراد قشود، وMon destin لسماعيل لكحل.

الشروق: ما السر وراء ميلك في الفترة الأخيرة إلى السينما؟

– لا يوجد سر، فقط أحب التغيير من جلدي الفني، والتنوع في الأعمال التي أقدمها. ويجب على الفنان أن يقدم الأشكال والأدوار كافة. وقد قدمت قبل سنوات عددا من الأفلام العالمية بإيطاليا، وحققت نجاحا جماهيريا كبيرا. ولهذا، أحببت أن أفرض نفسي في السينما الجزائرية، كما فرضت نفسي في أوروبا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!