جواهر
لحجز العريس المناسب

أمهات في مهمة خطبة لبناتهن!

سمية سعادة
  • 6564
  • 12

رغم أن الدعاة وعلماء الدين أجازوا للمرأة أن تخطب لنفسها من تراه ذو دين وخلق تأسيا بالسيدة خديجة رضي الله عنها، إلا أن هذه الخطوة لم تقدم عليها إلا القليلات ممن كسرن حاجز الخجل وأقنعن أنفسهن بأن هذا الأمر لا يتناقض مع  الحياء ولا يسيء إلى كرامة المرأة طالما أن الإسلام أجازه وحث عليه، لذلك تتم الخطبة تحت هذه الظروف بصورة طبيعية يظل فيها الرجل ممسكا بزمام الأمور، وتظل المرأة محافظة على كبرئها.

ولكن الملاحظ أن هذه الخطوة اكتسبت في الوقت الراهن الكثير من الجرأة وأصبحت الأمور تجري فيها بطريقة لا تراعى فيها الأصول ولا الشروط الواجب احترامها للحفاظ على كرامة المرأة  بعد الزواج، وهي خطوة تقدم عليها عادة الفتاة المعنية بالأمر، بحيث تكشف عن مشاعرها بطريقة تصدم بها الرجل وتجعله يشك في أخلاقها، أو تتولاها الأم التي تتصرف وكأنها أم العريس وليس أم العروس.

وهذا بالضبط ما روته لنا السيدة نورية التي تحدثت عن هذا الموقف بطريقة تهكمية ساخرة، حيث تقول إنها تفأجات بسيدة تزورها في بيتها وهي تحمل علبة حلوى فاعتقدت أنها جاءت بغرض خطبة ابنتها البالغة من العمر 21 سنة، ولكنها لم تبد شيئا للضيفة التي سرعان ما كشفت لها عن غرضها الحقيقي وهي أن تخطب منها ابنها لابنتها التي تقيم معه علاقة عاطفية منذ سنوات، فما كان من السيدة نورية إلا أن وافقت على طلبها طالما أن ابنها متمسك بها، ولكن الفتاة قررت أن تقطع علاقتها بالشاب بعد أن نالت شهادة البكالوريا وطلبت من أمها أن تبلغ عائلته بأنها لا ترغب في الاستمرار معه.

ولم تكن هذه الخطوة بالصعبة على امرأة عاشت سنوات طويلة في فرنسا وأنجبت أبناءها هناك، ثم عادت بهم إلى الجزائر لتتعرف ابنتها على جارهم الشاب الوسيم الذي توطدت علاقتهم بعائلته وصاروا يتزاورون في العديد من المناسبات، حيث طلبت والدة الفتاة من والدة الشاب أن “تحجز” لها ابنها لابنتها، فوافقت على الفور خاصة وأن الفتاة تملك وثائق الإقامة في فرنسا.

ويقول عبد الجليل حول هذا الموضوع إنه هو الآخر تعرض لهذا الموقف من قريبته بالرغم من أنه لم يتجاوز العشرين، حيث أبدت له ابنة عمه التي تصغره بسنتين من التصرفات ما كشف عن حقيقة مشاعرها اتجاهه، ولكنه لم يحرك ساكنا، وبعد أن لاحظ إلحاحها على هذا الموضوع طلب منها أن تزوره في بيتهم وهناك باحت له بكل ما كانت تخفيه وعبرت له عن إعجابها بأخلاقه وسلوكاته ورغبتها في أن يصبح زوجها في المستقبل باعتباره ابن عمها وهي الأولى به من فتاة أخرى، وهو أولى بها من رجل آخر، واستطاعت من خلال هذه الجلسة أن تمتلك مشاعره، حيث أكدت له أنه بإمكانها أن تقنع والديها به وأن تنتظره حتى يصبح مستعدا للتقدم لها.

لئن أجاز الإسلام للمرأة أن تخطب لنفسها فهذا لا يعنى أن تنزع رداء الحياء وتطرق باب الرجل خاطبة بجرأة زائدة تكشف عن فساد طويتها وأخلاقها، بل تستعين بأهل الثقة والصلاح ليقوموا بهذه المهمة بدلها حتى لا تعرض نفسها للإحراج أو الاهانة بعد الزواج.

مقالات ذات صلة