-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أمهات مدمنات.. المهلوسات والمخدرات تفتك بأسر جزائرية

نسيبة علال
  • 1830
  • 0
أمهات مدمنات.. المهلوسات والمخدرات تفتك بأسر جزائرية

تتوغل المخدرات والمهلوسات، في المجتمع الجزائري، بشكل مريب. فبعد أن سيطرت على عقول الشباب والكهول، هاهي تزحف رويدا رويدا إلى حياة النساء بمختلف أعمارهن، المراهقات وحتى الأمهات، مشكلة خطرا لا سابق له، على قوام الأسرة والمجتمع.

يهدد إدمان الأمهات على التدخين والمخدرات أسرا كثيرة جدا في المجتمع الجزائري، بغض النظر عن المستوى الثقافي أو الاجتماعي، حيث مست هذه السموم سيدات مجتمع راقيات ذوات علم وثقافة ومال، وفنانات ومؤثرات، كما مست أمهات فقيرات في الأحياء القصديرية والشعبية من الطبقة الكادحة والمستوى الثقافي المحدود.

مدمنات يضعن أطفالا مشوهين ومعاقين

بعد استشارة بروفيسور في طب النساء والتوليد بمستشفى بارني، تؤكد الأخصائية الاجتماعية، زهرة فاسي، أن ارتفاع نسب المواليد المعاقين ذهنيا وحركيا، والمشوهين خلقيا، راجع بالأساس، إلى تفشي ظاهرة التدخين بين الأمهات، وكذلك الإدمان على المهلوسات والمخدرات بمختلف أنواعها، التي تؤثر تأثيرا مباشرا وسريعا على الجنين. هذا، فيما تؤكد دراسات علمية أن الأمهات اللواتي يتعاطين المخدرات أثناء فترة الحمل، يعاني أطفالهن من عجز في النمو البدني والعقلي مع تشوهات في القلب أو في نمو الكفين، الجهاز التناسلي، مع إمكانية حدوث تشوهات في عظام الجسم والعضلات.. كما أن نسبة عالية من الإصابة بأورام الأوعية الدموية لدى الرضع، وأمراض العين وتمزق الأغشية ناجمة عن مفعول هذه السموم.

المخدرات خلف ارتفاع نسب جرم المرأة

فجأة، ووفق كرونولوجيا سريعة جدا، ارتفعت نسب الجريمة المرتكبة من قبل المرأة في المجتمع الجزائري، وأثناء البحث في الأسباب والحيثيات، نجد أن المخدرات والمهلوسات من أهم الدوافع لذلك، حيث جاءت جرائم القتل والسرقة والاعتداءات كنتيجة مباشرة لانتشار الإدمان في أوساط النساء، وحتى لا نذكر عشرات الحوادث الأليمة التي يذيعها الإعلام دوريا، نقف عند آخرها، “فتاة من تبسة تقتل عريسها طعنا بسكين، أياما بعد زفافها بسبب حاجتها الملحّة إلى تعاطي المخدرات..”. وفي هذا الشأن، تقول الأخصائية في تقويم المجتمع، السيدة زهرة فاسي:

“المجتمع الجزائري مستهدف من أعداء حقيقيين، يحاولون ضرب أساسه، وهو المرأة، وقد أفلحوا في ذلك بجعلها تتنازل عن مكانتها في أن تكون القدوة والمنشئ، وجعلها ترتكب الجرائم المختلفة، بفعل تأثير المخدر”. وتضيف الأخصائية أنها قبل أيام قليلة كانت شاهدة على حادثة مرعبة داخل أسوار مؤسسة تربوية ببرج الكيفان بالعاصمة، حيث أقبلت ولية تلميذ على تهديد حياة المراقبة العامة بخنجر، لعدم استفادة ابنها من منحة 5000 دج، رغم عدم أحقية هذا الأخير.

أمهات بلا مسؤولية.. متى يسقط عنوان الأمومة؟

ألقت مصالح أمن تبسة مجددا القبض على سيدة ثلاثينية تخبئ كمية مخدرات في ملابس ابنها الرضيع، فيما تم ضبط سيدة في حي قصديري بباش جراح بالعاصمة رفقة زوجها يقدمان المال لابنهما المراهق من أجل أن يقتني لهما حبوبا مهلوسة، على أنها دواء ومهدئ.. عينة صغيرة لا تكاد تسمع ولا ترى من واقع فظيع يعيشه المجتمع وتعكسه الآفات المنتشرة به، والتفكك الأسري الحاصل، متى تسقط عن الأم وظيفتها في تنشئة أجيال سليمة صالحة، إذ يؤكد الأخصائيون والخبراء على أن خطر تناول الأمهات للمخدرات أشد فتكا بالأسرة من إدمان الآباء، ذلك أن الأطفال يتأثرون بسلوك الأم خمسة أضعاف من سلوك الأب، الذي يمكن أن يقاوموه ويتصرفوا بخلافه، على عكس ما يبدر من الأم، التي تعتبر المدرسة الأولى، وحتى وإن لم يشهدوا تعاطيها، إلا أنه ينعكس بشكل واضح على نمط حياتها، وتراجعها في أداء واجباتها ومسؤولياتها.

كحل محتمل لظاهرة الأمهات المدمنات في المجتمع الجزائري، تدعو الأخصائية، السيدة فاسي، إلى البحث عن النساء المدمنات وإلحاقهن بمراكز العلاج لمدة واحد وعشرين يوما، ثم إعادة إدماجهن، نظرا إلى أهمية دور الأم داخل الأسرة والمجتمع، شرط المتابعة الدورية على المدى البعيد، إلى غاية التأكد من التعافي التام، وزوال خطر المخدرات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!