الشروق العربي
ينهين عن منكر ويأتين بمثله

أمهات يربين أبناءهن على الحسنة ويتصرفن بعكسها!

الشروق أونلاين
  • 10435
  • 0

تربية الأبناء تربية سليمة مستقيمة، من أهم المسؤوليات التي يتحملها الأزواج، فكونك أب أو كونك أم،مهمة صعبة تحتاج إلى الالتزام على مختلف الأصعدة، فالكثير من الأمهات حين يرغبن في تلقين أبنائهن قيما وعادات حميدة، تجدهن يغتنمن أخطاءهم فيلفتنهم إليها، وقد يؤنبنهم كذلك، لإظهار السلوك السوي من غيره، فيما يتحير الأبناء من مواقف أمهاتهم تجاه تصرفاتهم، فيقابلونها بالقول: “فعلت ما رأيتك تفعلين، أو قلت ما تقولين يا ماما..”.

تواجه الأمهات في مجتمعاتنا ذات الطابع التسلطي مشاكل مستعصية في التواصل مع أبنائهن وإخضاعهم للسلوكيات الحسنة، وهذه المشاكل التي تتفاقم مع الوقت لتشكل تهديدا فعليا على تربيتهم إنما تنم في معظم الأحيان عن مواقف بسيطة، تبدي الأم سيئا أمامه فيتبعها الطفل في تصرفه الخاطئ ويشب عليه، وكذلك العكس، فالأم في جميع الأحوال أول وأقرب قدوة لوليدها تعلمه الأدب من أدبها كأن تعوده على إرفاق طلبها منه غلق الباب أو إحضار غرض ما من المطبخ بدعوة أو بكلمة طيبة، وشكره مهما كان صنيعه صغيرا أو واجبا، ما يجعل الابن ينشأ وفق هذه المعاملة ويطبقها في حياته، لأنه اعتادها، وهذا ينطبق على المكتسبات الأخرى سواء الإيجابية أو السلبية، هذه الأخيرة التي عششت في جلبيوتنا،أين تشدد الأم على أبنائها للالتزام بالصدق عند مخاطبة الآخر، وعدم الكذب مهما كانت الظروف، ولكنها حين يرفع ابنها سماعة الهاتف تشير إليه بالقول أنها نائمة، أو غائبة عن المنزل، وقد يعود زوجها من العمل فتختلق له الأكاذيب لتبرر تهاونها عن أداءأعمالها المنزلية على مسمع الصغار الذين يظهر لديهم ما يشبه تصادما في القيم، فهم لا يستطيعون معاقبة الماما على كذبها بما تعاقبهم به، لذلك يلجأون إلى تغيير سلوكياتهم لا إراديا، بل ويدافعون على كذباتهم حتى وإن نهوا عنها مرارا، وهذا لا شك يضر بتربيتهم، ويؤثر على القيم الدينية والاجتماعية شأنه شأن التكبر والبغضاء والعنف، حيث يشير العديد من الباحثين في علم الاجتماع أن غالبية التصرفات التي يشتكي منها المعلمون في المدارس والجيران في الحي، والنابعة عن الأطفال ناتجة عن تربية متناقضة يتلقونها في المنازل، فالأطفال الذين يضربون أصدقاءهم أو يشتمونهم ويجرحونهم بعبارات غير أخلاقية عادة ما يكون قد سبق لهم و أن شاهدوا أولياءهم يفعلون ذلك، ويحتمل كذلك أنهم تعرضوا لسلوكيات مشابهة من قبل الأم أو الأب،ويحرص جميع الأولياء على أن يتعامل أبناءهم بأسلوب مهذب مع الجميع وفي أي مكان، لكن هذه الإرادة قد تهتز،حينما يخرج الطفلمع والديه إلى السوق أو إلى المطعم ويلاحظ فظاظة أسلوبهما في التعامل مع البائع أو النادل، أو كيف تلقي الأم بقايا الطعام من نافذة السيارة وهي التي مافتئت تكرر أهمية النظافة، إذا لهذا وغيره يعتبر الأخصائيون أن سنوات من التربية قد يمحوها خطأ واحد.

الفرق بين سلوكيات الأولياء والأبناء يولد العصيان

يعلم الجميع بأن الأطفال في سن مبكرة يحتاجون لمرجعية ينهلون منها تصرفاتهم، تكون بمثابة شخصيات تؤثر في حياتهم،يعجبون بهاوتشكل لديهم المثل الأعلى، لكن وحسب الأخصائية في علم النفس التربوي هجيرة مداح، أنه أحيانا ينسى بعض الأولياء هذا وينسون أيضا التزاماتهم ومبادئهم التي يحاولون في كل مرة إقناع أبنائهم بها، فيتصرفون أمامهم بعكسها، حيال بعض المواقف، كأن توصي الأم أبناءها بالهدوء والرزانة والتحلي بالروح الرياضية وأن يكونوا مسالمين مع الغير،بينما تجدها سريعة الانفعال، دائمة الصراخ، مفلتة الأعصاب، تفتعل المشاكل مع الوالد وأهله أو مع الجيران، وهذا قد يكون نتيجة بعض الظروف الاجتماعية، لذلك تندد الأخصائية بمثل هذه التصرفات التي يشوبها الكذب ونكران الجميل أيضا، خاصة وأن الطفل في سنواته الأولى لا يحتاج لأكثر من أن يلاحظ ما تفعله الأمليتبع دربها، وهنا يجبانتباه الأولياء إلى ضرورة التزامهما بنفس القواعد التي يلزمان بها الطفل في طور التربية، ومراجعة سلوكياتهم. 

مقالات ذات صلة