-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجم الدراما المصرية الممثل محمد عبد الحافظ للشروق العربي

أنا ضد تنميط الفنان وتفصيل أدواره عليه

طارق معوش
  • 662
  • 0
أنا ضد تنميط الفنان وتفصيل أدواره عليه
تصوير: محمود شرف الدين

كان من الممكن أن يستسهل ويسير على الوصفات المجربة، المضمون نجاحها سلفا، ويعتمد على نجاح والده، الراحل المخرج، إسماعيل عبد الحافظ، ولكنه يصر على أن يكون نجاحه تحديا لكل ما هو صعب. ربما لرغبته في أن يبرهن عن كونه ممثلا متعدد الإمكانات، حتى لو جاء ذلك على حساب المخاطرة بمشواره الفني، فاستطاع أن يخلق لنفسه بصمة متفردة في الدراما، بتقديمه مجموعة متنوعة من الأدوار. فبعد أن خرج من «ليالي الحلمية» و«السيرة الهلالية»، قدم «الباطنية» و«إسمهان»، ثم انطلق في مغامرة «مزاج الخير»، التي حققت له نقلة خاصة، وتغيرت أدواره في أعمال، مثل «لحظة ميلاد» و«العراف» مع عادل إمام، و«الأسطورة» مع محمد رمضان، الذي نال من خلاله العديد من التكريمات والجوائز. نجم الدراما العربية، محمد عبد الحافظ، في لقاء خاص مع الشروق العربي..

أنا ضد تنميط الفنان وتفصيل أدواره عليه

 مشوارك الفني يدل على أنك عاشقا للتنوع والاختلاف. فبعد الرومانسية في أعمال كثيرة، كمزاج الخير وبنات في بنات وغيرها، ها أنت تعكس مؤخرا الرمانسية بأدوار الشر بالأسطورة وبنت القبائل… يقاطع ويرد:

 أنا لا أقصد تحديداً القيام بأدوار معينة، بل أنا ضد تنميط الفنان وتفصيل أدواره عليه، فطوال مسيرتي التي امتدت الآن إلى أزيد من 42 مسلسلا، بدأتها مع أبي، المخرج إسماعيل عبد الحافظ- رحمة الله عليه- حاولت تجسيد مختلف الأدوار والشخصيات، بين الكوميديا والرومانسية والآكشن و…

لكن جمهورك أحبك في الرومانسية، ألم يشكل قيامك بأدوار الشر صدمة لهم، ولنأخذ مثالاً دورك في مسلسل (الأسطورة)..؟

على العكس من ذلك، فقد وجد المسلسل نجاحاً كبيراً، سواء على مستوى النقاد أم على مستوى الإقبال الجماهيري عليه، وحقق إيرادات عالية جدا من ناحية تسويقه إلى القنوات. وفي اعتقادي، تنوع الأدوار يخرج كل إمكانات الممثل، ويوضح لنا بجلاء مدى ملكته الإبداعية..

تعاملت مع مخرجين كثر… ألم تجد أحدهم يقترب من مدرسة والدك، الراحل إسماعيل عبد الحافظ؟

 شهادتي بوالدي مجروحة، فهو لم يكن مخرجاً فحسب، إنما صديقي أيضاً، واستمتاعي في مواقع التصوير معه حالة أعتقد أنه من الصعب إيجاد مثلها، لكنني أستمتع بالعمل مع بعض المخرجين، من بينهم محمد جمال العدل، الذي تعاونت معه في مسلسل “حارة اليهود”.

 لماذا لقب إسماعيل عبد الحافظ بـ “مخرج الشعب”؟

والدي كان من أكثر المخرجين تعبيرا عن الواقع الملموس في حياة الفلاح المصري، والطبقات المهمشة والبسيطة، وكانوا يشكلون قضيته في معظم أعماله. ومن خلال ذلك، لقب بالعديد من الألقاب، مثل “المصراوى”، و”عمدة الدراما”، و”عم إسماعيل”، و”مخرج الشعب”، و”الفلاح المصري”.. فكان شغله الشاغل هو الناس البسطاء، وكان يطلق على الطبقة الوسطى “رمانة الميزان”، فيحرص دائما على نقل صورة وحياة تلك الفئة من المجتمع.

لهذا السبب عارض والدي المخرج إسماعيل عبد الحافظ دخولي التمثيل

 تعلقك بوالدك جاء منذ الصغر أم بعد خوضك عالم التمثيل؟

 أنا متعلق بوالدي منذ طفولتي، فكنت دائما “في ديل جلبابه”، مربوطا به جدا، وعندما اشتغلت في الميديا ارتبطت به أكثر، فعشقته أكثر ودخلت في الوسط الفني، ورأيت كما من الأخلاق غير العادية التي يتعامل بها مع زملائه وفريق عمله.

كيف ساعدك والدك في دخول عالم التمثيل؟

 أنا فى البداية كنت أحب أن أقلد المشاهد التي أراها في مسلسلات أبي، تأثرا بأعماله، مثل مشاهد للفنان يوسف شعبان، في مسلسل “الشهد والدموع”، و”ليالي الحلميه”، فكانت عندي موهبة التمثيل، إلا أن أبي عارض دخولي هذا العالم، خوفا أن يقول الكثير “ابن إسماعيل عبد الحافظ”. وكان يريد أن أدخل كلية الشرطة. ولكن، تحديت نفسي بالموهبة، وقمت بتنميتها، ودرست من خلال معهد السينما، ونجحت فيه حتى شاركت في مسرحيات، وتوالت من خلالها الأعمال، وساعدني أبي في نجاحها.

في مرحلة خوف المخرج إسماعيل عبد الحافظ من دخولك عالم التمثيل الذي أصررت عليه، فمن المؤكد أنه قدم لك عدة نصائح لتأخذ بها.. فما هي؟

 أولا: المواعيد التي تشكل لديه أهمية قصوى، وهي رقم 1 عنده. فكان يؤكد: “لازم تروح لشغلك قبل معادك بساعه، تكون موجود في اللوكيشن، لأن الفنان يتعرف من مواعيده”.

ثانيا: كان يقول: لابد من التحضير الجيد للعمل قبل البدء فيه، لأنه لا يصح أن تدخل اللوكيشن وأنت غير مستعد. فلازم تذاكر دورك كويس، وتعرف هتلبس هنا إيه، وما شكل الأداء الخاص بكل شخصية.

ثالثا: التنوع في الأدوار والهدف من كل دور ولازم تقدم شيء مفيد للناس وإذا جاء دور مكرر، ارفضه على الفور، والرسالة والهدف أهم ما في العمل.. وهذا، ما أسير عليه في خطى حياتي التمثيلية. فتلك النصائح لا تغيب عني لحظة، وهي السبب في نجاحي، بعد توفيق الله.

ما الوصية التي أوصاك بها إسماعيل عبد الحافظ قبل موته؟

 أول طلب أثناء شعوره بوفاته هو “ادفني في كفر الشيخ، جنب أخواتي” ثم الوصايا المعتادة والمعروفة، التي تندرج في سياق أن أهتم بأخواتي وأمي، وكنت معه مدة شهر ونصف لم أفارقه لحظة حتى صعود أنفاسه الأخيرة.

أنا شخص أحاسب نفسي باستمرار.. وأريد أن أقدم أعمالاً يفتخر بها أولادي

لماذا قررت الابتعاد عن التلفزيون هذا العام واكتفيت بدور بسيط فقط؟

 أنا شخص أحاسب نفسي باستمرار، وقد أكون قاسياً جدا على نفسي، ولذلك لا أريد أن أقدم أي عمل إلا إذا كنت مقتنعاً به بنسبة كبيرة، وأريد أن أقدم أعمالاً يفتخر بها أولادي عندما يكبرون، ولا يهمني الوجود لمجرد الوجود، وأنا شخصيا أحب التلفزيون وأرى بأنه كان صاحب فضل كبير عليَّ، وأريد أن أقدم العديد من المسلسلات، لأنني لا أعترف نهائيا بمقولة حرق الفنان، ففي بدايتنا كان البعض يطالبون بالابتعاد عن التلفزيون حتى لا يؤثر على وجودنا السينمائي، بحجة الحرق، لكنني أرى بأن التلفزيون يفيد الممثل ويقربه من جمهوره بشكل أكبر، حتى إنه يعطيه خبرة أكبر. أعترف بأنني مقصر أحياناً أمام جمهوري بسبب قلة أعمالي، إلا أنني لم أجد الموضوع الذي يحركني إليه، وأكرم لي أن أجلس في البيت بدلاً من أن أقدم عملاً يجعلني أخجل منه.

هل ترى بأنه يجب أن تحدث ثورة على مستوى الكتابة كما حدث في الواقع السياسي؟

بالتأكيد. فأنا شخصيا أرى بأننا نعيش عصراً جديداً، وعلينا كفنانين أن نتعامل مع هذا التغيير ونقدم أفكاراً وطرحاً مختلفاً للأعمال عن الوقت السابق، خاصةً أننا نعيش واقعاً خصباً ومليئاً بالتغيرات، ونحن كفنانين يجب أن نعكس ذلك للجمهور على الشاشة.

 في رأيك، هل البطولات الجماعية تحقق نجاحاً أكثر من البطولات الفردية؟

عندما يعرض عليَّ سيناريو، أسأل عن المخرج والسيناريو أولاً، ولا تشغلني فكرة تقديم عمل جماعي أو فردي، لأن العمل إذا تم تنفيذه بشكل جيد سيحقق نجاحاً بصرف النظر عن عدد النجوم فيه.

كل إنسان أصبح معرضا للفضائح والشائعات مع تطور التكنولوجيا والإنترنت

 هل للشهرة مساوئ؟

لكل شيء مميزات وعيوب، ويجب أن نتعامل معه في مجمله، لذلك لا أجد عيوباً ضخمة للشهرة، لكن هناك بعض الأشياء، منها مثلاً الانتقاد أو الهجوم من بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي والسوشال ميديا، على دور معين أو عمل فني ما، لم ينل إعجابهم، ويجب التعامل في مثل تلك الأمور بطريقة متوازنة وعدم الشعور بالانفعال أو الغضب. الأمر نفسه بالنسبة إلى الفضائح والشائعات، التي أصبح كل إنسان معرضاً لها مع تطور التكنولوجيا والإنترنت، وعدم وجود رقابة على أي شيء من خلالها.

كيف تصف نفسك؟

 أحب أن أحلم، وأجتهد للوصول إلى تحقيق أحلامي، وأنظر دائماً إلى الجانب الإيجابي في حياتي، وأسير على مبدإ «انظر إلى نصف الكوب الملآن»، وهذا يعطيني دفعة إلى الأمام، ويجعلني أسعى إلى الأفضل، وأعتقد أن هذا أكثر ما يميز شخصيتي.

لماذا تُبعد دائماً حياتك الشخصية والأسرية عن الأضواء؟

لا أحب التحدّث في الأمور الشخصية أو الأسرية، فحياتي الخاصة ملكي أنا وحدي، ولا يحق لأحد التدخّل فيها، وما يهم الجمهور هو فني فقط.. لذا، أطلعه على تفاصيل أعمالي الفنية.

هل يمكن أن تترك الفن يوماً؟

 ما أحب قوله أنني طوال عمري لم أقدم عملاً غصباً عني، وأرى أنني الوحيد الذي لم تحتكره شركة إنتاج حتى الآن، لأنني أصر على توقيع كل عمل على حدة، وكنت أفعل ذلك حتى أعطي نفسي فرصة لتقديم أي عمل يعجبني مع أي جهة. وهذه، كانت من ضمن وصايا أبي- رحمة الله عليه-، بالإضافة إلى كوني أفضّل أن أكون حرا دائماً، ولا أكون تحت رحمة أي شخص..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!