-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أنا مسلم

أنا مسلم

ذكر الزعيم فرحات عباس (1899 – 1985) – رحمه الله – في آخر كتاب ألفه وهو “غدا سيطلع النهار”؛ ذكر أنه كان ذاهبا ضمن فريق لكرة القدم من مدينة جيجل إلى مدينة قسنطينة لإجراء مقابلة مع فريق قسنطيني، وكان ذلك في سنة 1922.

توقف الفريق الجيجلي في الطريق لاستراحة قصيرة، فتوجه نحوهم طفل كان يرعى أنعام أسرته، فسأله أحد اللاعبين الفرنسيين سؤالا لا يوحي به إلا شيطان مريد إلى شيطان رجيم، وهذ السؤال هو: “هل أنت عربي أم قبائي؟”، وجاء الجواب الذي بهت ذلك الشيطان الرجيم من ذلك الفتى ذي القلب السليم: “أنا مسلم”. (ص 40).

لقد كان جواب هذا “الراعي” – رغم أميته – أفضل من أجوبة بعض “الكبار” الذين يحسبون أنفسهم على شيء، فإذا تكلموا اشمأزّت منهم نفوسنا، لأنهم يتنكرون للفطرة التي فطرهم الله عليها، وينسلخون من صبغة شعبهم ووطنهم الإسلامية.. هذا الإسلام الذي يدعو فرحات عباس إلى العودة إلى  قيمه لأنه – كما يؤكد – رديف الحيرة والمساواة والديمقراطية”. (ص 95) وأن “أحسن ما نقوم به هو الاقتداء بالخلفاء الراشدين”. (ص 97).

إن الملاحظة الجديرة بالتسجيل والحقيقة بالتنبيه هي أن هذا الكلام صدر من الزعيم فرحات عباس بعدما علت سنّه، ونضج عقله، وهدأت عاطفته، واستحكمت تجاربه، وأنعم نظره في مختلف الفلسفات الاجتماعية، والنظريات السياسية، والاقتصادية، لينتهي بنصح نفسه وشعبه قائلا : “لنشد على عروة الإسلام الوثقى، التي لا نزاع حولها” (ص 70)، ولا يجادل فيها إلا من دخله نقص في عقله ودينه من الذكران والنسوان..

لقد ذكرني جواب ذلك “الراعي” الواعي بقطعة شعرية عنوانها “أنا مسلم” للشيخ أحمد سحنون، استمللته إيّاها، وذلك يوم 4 – 3 – 2000، عندما زرناه ؛ الشيخ عبد الرحمان شيبان، والدكتور عبد الرزاق ڤسوم، والحاج الحبيب اللمسي (التونسي) وكاتب هذه الكلمة .. وقطعة الشيخ سحنون – رحمه الله – هي:

 .

أنا مسلم وكفى بأني مسلم ** حوت المكارم كلها أنا مسلم

أنا مسلم رغم العدا فهم الألى ** كانوا العدا حسدا لأني مسلم

أنا مسلم ما عشت لا أخشى الردى ** لكن أسرّ به لأني مسلم

أنا مسلم تشفي الجراح جميعها ** وتحل مشكل وضعنا أنا مسلم

أنا مسلم سبب الوصول لخالقي ** ووسيلتي لرضاه أني مسلم

أنا مسلم سأفوز يوم لقائه ** بجلال (*) رؤيته لأني مسلم

أنا مسلم داري هناك بجنة ** الفردوس تخليدا لأني مسلم

أنا مسلم حزت السعادة كلها ** وحظيت بالحسنى لأني مسلم

أنا مسلم كنت بداية مجدنا ** وتكون آخر مجدنا أنا مسلم

أنا مسلم رمز (**) الخلود لأمتي ** قد عقّنا من لم يقل أنا مسلم

.

رحم الله الفقيدين اللذين ظلمهما “ذوو القربى”، الذين لم يراعوا في ظلمهم لا مقامي الرجلين، ولا نضاليهما الكبيرين في سبيل الجزائر، ولا سنّيهما العاليتين، ولا شيبتيهما اللتين يستحي منهما الله – عز وجل – كما ورد

 .

هوامش:

*) في الجزء الثاني من ديوانه (ص 367) وردت كلمة “بجميل”.

 

**)في الديوان (ص 367) وردت كلمة “سمة”

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • محمد ب

    حقيقة يفتخر الإنسان حينما يعي أنه مسلم لكن الأفضل أن يتصف بخلق الإسلام لا أن يستتر وراء كلمة مهما كانت دون أن يعمل في كل نشاطاته بروح الإسلام. ما سمع فرحات يوم كان سنه 23 عاما يغاير ما أدلى به ب لم ألق في التاريخ دولة اسمها الجزائر وناضل بكل قواه ليندمج الشعب في فرنسا لولا فرض عليه الالتحاق بالثورة التحريرية ومثله كثير. ما يهم في ادعائنا أننا مسلمون هو هل نحب حقا بعضنا بعضا وما هي علامات المحبة بيننا والجهل والتناحر والكذب من سماتنا. ماذا يقوم به العلماء لصالح شعبهم الجاهل الذي استعبده الدينار؟

  • جزائري قح

    لمن تقرأ زابورك يا داوووووووووووووووووووود
    لا أحد يقرأ و يفهمك يا شيخ الا أولوا الألباب