جواهر

أهل زوجي العقبة في طريق حبي له

جواهر الشروق
  • 7174
  • 42
ح.م

منذ فترة سافرت مع زوجي للعمل خارج البلاد، وكنت أتواصل مع أهل زوجي خاصة أخواته كتابة عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي. وذات مرة كنت أتحدث مع أخته الكبرى أنهت كلامها بأنها مشغولة ستخرج، ومن وقتها انقطع التواصل، وأرسلت لها لأسأل عنها وقرأت رسالتي ولم ترد، فتضايقت وأخبرت زوجي وكانت الحجة أن قدمها كسرت وكان هذا منذ عام 2014، وعندما رجعت بلدي في إجازة تكشفت الأمور، فقد أخفوا على زوجي أن زوج أخته خسر ماله ومال زوجي وضاع مال الناس في البورصة، وبالتالي تعرض كل من كان مسئول عن هذه الأموال للتهديدات من أصحاب المال، حتى الآن لا أعرف فيم كان يشغل المال؟ وماذا كان يحدث؟ما فهمته أنها لها علاقة بتركيا، لكن حذرت زوجي من البورصة في خطبتنا وبعد الزواج أكثر من مرة لعدم ارتياحي لكونها حرام لكن لم ولن يقتنع.

أنجبت منذ عامين ولم تتصل أخواته للمباركة، وتوفي جدي بعدها بأشهر ولم تعزيني إحداهن، ولا اسمع صوتهن حتى في المناسبات، أخته الكبرى تتصل بزوجي، كانت تتصل عندما كنا نزور حماتي، وتكلم زوجي وتعرف أني معه وأجلس بجانبه، ولا تكلف خاطرها تكلمني ولا هو يعرض عليها حتى أن تحادثني، وشكوت لزوجي لكنه لم يستطع أن يأمرها بالاتصال بي أو الاعتذار، وعندما شكا الأمر لوالدته، قالت له اعذرها لظروفها وذلك بدلاً من أن تقول لابنتها عيب عليك وتأمرها بما يصح.

قلت لزوجي:من أخطأ يصلح خطأه ولا يتمادى، ولم تقم بالواجب تجاهي وأنت لم تحافظ على كرامتي، ولم تأخذ لي حقي، وحدثت مشاكل كبيرة بيني وبين زوجي تدخل فيها الأهل من الطرفين، وكان من ضمن كلامي أمام زوجي ووالدي هذا الموضوع، الذي قد يكون وصل للمرة الثانية لأمه التي اعتقدت هي وابنتها أنني بلهاء، وسأنسى وسأضيع حقي وسأكلمها بلا كرامة.

 بعد سنة ونصف من مقاطعتها لي بلا سبب، اتصلت كالعادة وأنا عند حماتي لكن هذه المرة قالت حماتي لها أني معها وكانت مكالمة فيديو سلمت علي بكل برود وكأن شيئا لم يكن، ومنذ هذه المكالمة حتى الآن رجعت لمقاطعتها ثانية ولن تكلمني وأنا أعرف.

ندمت على قبولي بالكلام معها وأني فرطت في حقي ولم آخذ موقفاً حاسماً، لكن موقفي كان محرجاً، وحماتي فعلت ذلك لمصلحة ابنتها أيضا لتعفيها من الخطأ وتقطع الكلام في الموضوع، وكي تبين لي أنها حلت الموضوع.

المشكلة بالنسبة لي في كذا نقطة، فأنا عشت بسبب مشاكلها هي وغيرها (سواء الأم أو باقي الإخوة) في هموم بسبب كثرة شكوى زوجي، وسوء معاملته لي، وخاصة في حملي وفي الولادة الأولى ببعده عني وسوء المعاملة وكذلك بعد الولادة رغم غربتي وبعدي عن أهلي، كل هذا بسبب مشاكلهم التي يتسببوا فيها بأيديهم،والذي ينعكس عليّ في النهاية، كذلك موقف زوجي السلبي وضعفه ووقوفه في الباطل، واتهامه لي بكرههم وعدم رؤيته أن موقف مثل هذا وغيره كفيل بأن أكرههم، وإن لم يحدث ولم أتحدث في ذلك، رغم أن من يكرهني هم بما يفعلونه وشرهم وليس أنا، والأسوأ من ذلك يستقوى علي ويخطئني في أي شيء يخصهم ويدافع عنهم باستماتة، ويتصرف لمصلحتهم ويأخذ لهم حقهم سواء لم أخطئ أو كان خطأ بسيطاً، وفي النهاية يتعجب لماذا تكرهينهم؟ فأنا أكرههم لعدم حفاظ زوجي على كرامتي، وإيقاف كل أحد عند حده، وقلة قيمتي عند زوجي وظلمه لي.

ورغم ذلك فأنا أكره الخصام، وأخشى من عقاب الله فلا يحل أن يهجر المرء أخاه فوق ثلاث ليال، فما بالك بالخصام سنتين إلا شهرين، فالصراع داخلي مرير فكرامتي تمنعني عن الاتصال بها وأعرف أنها ستطول، وأعرف أنهم أشرار وسيستضعفونني وسيعتقدون أنهم انتصروا علي، وأنهم على حق وصواب ويكررون أخطاءهم، فباقي إخوته قاطعوني بعد تلك المشاكل شهوراً، ولم تتدخل إحداهن حتى للصلح بيننا، ورغم هذا كله راسلتهم بعد ذلك كل واحدة على حدة على الفيسبوك، وتلقيت ردوداً مقتضبة، وترد بعدها بساعات رغم أنها تكون متاحة، وكل ذلك بعد رجوعنا لبعضنا أنا و زوجي، أشعروني بأني ذللت نفسي وأهنتها كثيراً، كرهتهن فعلاً، ولا أسامحهن فعلاً، فقد قمت بكل واجباتي تجاههن، ولم أؤذيهن، والمشاكل كانت بيني وزوجي، وهو من أوصل الكلام، وأم زوجي دائماً مصلحة وخاطر أبنائها خاصة البنات فوق أي أحد وعلى حسابه)

 وأخوه الأكبر شربت المر بسببه، وهو لا يستحق، افترى وظلم زوجته إلى أن خلعته، والكل شارك في هدم بيته، بما فيهم للأسف زوجي، ويرون أنها كانت ابتلاء، ولا يعمل وزوجي ينفق عليه، ويسعي لأن نفترق أنا وزوجي أيضاً! 

زوجي يؤمن  بالسمع و الطاعة لكل تعاليم الوالدة حتى لو مجحفة وظالمة – يتأخر في شراء ما أطلبه منه، والإذلال بالانتظار بدلاً من الطلب أكثر من مرة للتذكير، ويقلل ادخارنا، ومعظم المرتب لهم مع أن راتبه كبير، كل ذلك زود كرهي وحقدي عليهم كلهم أكثر، وضيقي وحنقي وعدم حبي لزوجي، بالإضافة لكل ما سبق كذبه علي وتخبئة الحقائق، وكثرة الأسرار بينهم، لدرجة عدم تحدثه في المنزل معهم، وشجاره معي رغم خطئه وكذبه ليس معي نقود فهي مصاريفنا، كنا على وشك الطلاق، ولا أريد تكرار ذلك،  دلوني كيف أتحمله وأصبر؟ وكيف أحبه لكي أستطيع العيش معه؟

 أم نزار

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد: 

السلام عليكم يا أم نزار

أهلا وسهلاً بك على صفحات جواهر الشروق، والله أسأل أن ييسر لك أمرك، وأن يصلح بينك وبين زوجك، وأن يديم بينكما السكن والمودة والرحمة.

رويداً رويداً على نفسك! اكبحي لجام الشيطان الذي يسيطر  عليك، فالأمور أهون وأبسط من ذلك بكثير، الزوجة الحكيمة هي التي تتجاهل كل مشاكل أهل زوجها وتتعامل بالحسنى وبالقلب الأبيض حتى تكسب قلب زوجها، وتحفظ بيتها من النكد والمشاكل، خاصة وأنها أمور بسيطة، وليست مشاكل حقيقية، الزوجة الذكية هي التي تتفهم حالة أهل زوجها، وطريقة تفكيرهم ومشاعرهم، ولكي تتفهمي ذلك أن تضعي نفسك مكانهم تماماً وبصدق وتفكري كيف ستتصرفين لو كنت مكانهم.

هل من المنطقي أن تقف امرأة مع زوجة ابنها ضد بناتها؟؟ بالتأكيد لا

تخيلي أن ابنك ضرب زميله في المدرسة، وجاء زميله هذا يشكو لك الأمر، هل ستنصرينه على ابنك أمام الجميع؟ لا أظن، سوف تعتذرين له وفقط، وتتحدثين مع ابنك بهدوء بينك وبينه فقط.

الحياة أبسط من كل هذه المشاحنات يا أختي، والأهم في الموضوع برمته هو زوجك الذي يجب ألا تخسرينه، فطبيعة الرجل الذي يجد زوجته كل بيوم بمشاكل مختلفة مع أهله لا يتقبلها، خاصة إن كانت مشاكل تافهة ومتكررة ولا تنتهي، بل أن معظم الرجال يختار التخلص من هذه المرأة ليشتري راحة باله فيطلقها.

لا أجد أن زوجك به عيوباً تستدعي كل هذا، افصلي حياتك عن أهله تماماً، ومن الجيد أنك في الغربة بعيداً عنهم فهذا يجعل الاحتكاك معهم أقل، كوني رسمية بذوق وأدب وحكمة، ولا تتركي مجالاً للتداخل، لا تتصرفي بطريقة تجعلك في نظر زوجك الشريرة التي تكره أهله وتسعى للمشاكل، كوني لطيفة معهم واطلبي منه برهم ورعايتهم دون التقصير في حقك.

عندما يجدك كذلك لن يبخل عليك، ولن يخفي عنك شيئاً، وذكري نفسك دائماً أن الدنيا زائلة ولن يبقى إلا أعمالنا، هل تستحق هذه التفاهات أن تعيق طريقك إلى الجنة؟؟ أم هل من الأفضل أن تكون هذه التفاهات تجلب لك الحسنات، بأن تتجاهلي من أساء إليك، وتحسني له، وأن تعيني زوجك على برهم حتى لو آذوك، وأن تقتصي منهم يوم القيامة، والأروع والأسمى أن تنقي قلبك من كل هذا وتشغلي نفسك بما هو أهم، برعاية زوجك وتدليله، برعاية طفلك وحسن تربيته، ورعاية نفسك والاهتمام بها، من يتصل بك ويبارك لك فليتصل، ومن لم يتصل نلتمس له سبعين عذراً ولا نشغل بالنا به، هكذا تشتري صحتك وراحة بالك واستقرار بيتك.

لكن بخصوص مصاريفكِ أنتي وابنك فهذه لا نقاش بها، لا تهتمي كثيراً بما ينفقه على أهله، فهذا من واجبات البر طالما أنه لا يقصر في حقوق ومصاريفك، تحدثي معه بالشرع، وخلال الحديث لا تتطرقي لما ينفقه على أهله، بل شجعيه على ذلك، وبقلب سليم، فكل ما تفعلينه الآن سيبقى في ميزان حسناتك ويرد لك ببر ابنك لك.

تنمياتي لك بالسعادة والتوفيق

للتواصل معنا:

fadhfadhajawahir@gmail.com

مقالات ذات صلة