الجزائر
يراجعون معهم الدروس بسبب قلة الفهم في الأقسام

أولياء يدرسون مع أولادهم

نادية سليماني
  • 926
  • 3
أرشيف

دفع انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية وإعادة المراجعة الإلزامية في المنزل بالأولياء إلى مشاركة أولادهم التعلم وحفظ الدروس، فكثير منهم بات يحفظ الدروس عن ظهر قلب، وآخرون ولجوا عالم الدراسة مجددا لنقل معارفهم لأبنائهم، لأنه لا طاقة لهم لتسديد ثمن الدروس الخصوصية التي بلغت أسعارا خيالية.
يبدو أن ظاهرة الدروس الخصوصية والتعلم بالمنزل انتقل من التلاميذ إلى أولياءهم، وإلا كيف نفسر الإقبال الكبير للأولياء على مواقع التعلم عبر الأنترنت، أو حتى حضور حصص دراسية خصوصية جنبا مع أولادهم للتعلم. “سامية” والدة لطفليْن أحدهما مقبل على اجتياز امتحان “البيام” والثاني سيُمتحن في البكالوريا هذه السنة، وسامية انقطعت عن الدراسة في مستوى الثالثة متوسط سنوات السبعينات، فحسب تعبيرها “لأن ابني الأصغر ضعيف جدا في مادة الرياضيات، وباءت كل محاولات إفهامه سواء من معلمته بالمدرسة أو معلم الدروس الخصوصية بالفشل، فوجدتُ نفسي مجبرة على إعادة مراجعة جميع دروس الرياضيات التي أخذها في المدرسة”، وتؤكد محدثتنا، أنها تمكنت فعلا من تبسيط الدروس لابنها وبعد مشقة كبيرة، وإن كانت سامية ضيّعت الكثير من وقتها وأهملت شؤونها العائلية للتفرغ لدراسة ولديْها.
أما “محمد” من بلوزداد وهو والد بدوره لطفلين، فهو يحضر يوميا الدروس الخصوصية رفقة ابنته المقبلة على اجتياز امتحان نهاية شهادة المتوسط، ولأنها لا تفهم اللغة الفرنسية، يضطر محمد لحضور الدروس مع ابنته ليحاول الاستيعاب، ثم نقْل ما استوعبه لابنته في المنزل.
ويتأسف المتحدث، لتحول غالبية الأولياء إلى معلمين، في ظل استقالة بعض الأساتذة من دورهم الرئيسي في المؤسسات التعليمية، وهو أمر وصفه محمد بـ “الشاق جدا والمرهق”، في ظل الانشغالات اليومية للأولياء، أما “فطومة” من تيبازة فتقول إنها حفظت جدول الضرب عن ظهر قلب لتساعد ابنتيها التوأم (نهاد وشروق) في دراستهما بالطور الابتدائي.
وفي الموضوع، يرى رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، أحمد خالد في اتصال مع “الشروق” أمس، أن بعض الأولياء صاروا مُجبرين على الانخراط في الدراسة مجددا من أجل المساهمة في تدريس أطفالهم، في ظل استقالة بعض المدّرسين من مهمتهم النبيلة. ولكن يضيف خالد بالقول “هذا لا يمنع من القول إن كثيرا من الأولياء يُضخِّمون الأمور، ويريدون أن يكون أبناؤهم نوابغ في الدراسة رغم مستواهم المحدود، اقتداء بأبناء الجيران أو الأقارب، فيُجهدون أنفسهم وأبناءهم في الدّراسة، والنتيجة غالبا ما تكون كارثية”، حسب تعبيره، “لأن الإفراط في الشيء يأتي دائما بنتائج عكسية”.

مقالات ذات صلة