الجزائر
تخوّفا من مياه الصهاريج بالمدارس

أولياء يشترون قارورات بلاستيكية لملئها بمياه معدنية للمتمدرسين

نادية سليماني
  • 1639
  • 2
ح.م

استعدت العائلات لمواجهة داء الكوليرا، والذي تزامن ظهوره مع فترة الدخول الاجتماعي، وفي ظل تخبط كثير من المدارس في مشكل نقص النظافة وانعدام الماء الشروب، ولعل الأمر الذي ستولي له العائلات اهتماما كبيرا هو توفير مياه صالحة لشرب أبنائهم داخل المدارس، بدل مياه الصهاريج. والظاهرة ستثقل كاهل التلاميذ المضطرين لحمل قارورات مياه إضافة لمحافظ مليئة بالأدوات المدرسية.

شيء جديد أضحى يُباع رفقة المحافظ المدرسية بأسواقنا، ألا وهو قارورات بلاستيكية مُتنوعة تستعمل لحفظ ماء الشرب، فظهرت القارورات بأشكال متنوعة.

فالعائلات جد متخوفة خاصة القاطنة بالأماكن “الموبوءة” بالكوليرا، ولن تطمئن على سلامة أبنائها سوى بتأمين مياه شرب نقية لهم، تحول دون استعمالهم مياه الحنفيات بالمدارس، رغم تطمينات مديريات التربية عبر الوطن بسلامة مياه الشرب عبر المؤسسات التربوية.

جولة “الشروق” بسوقي ساحة الشهداء وباش جراح الشعبيين بالعاصمة كشفت التنوع في أشكال قارورات حفظ المياه الموجهة لأطفال المدارس، والإقبال عليها كان كبيرا من الأمهات، لدرجة تزاحمت النسوة وشكلن طابورا طويلا أمام الباعة، وغالبية القارورات البلاستيكية ذات صُنع صيني وتباع بسعر 300 دج للقارورة الواحدة.

قارورات بلاستيكية للماء بين 300 دج و1200 دج

وتُبرِّر الأمهات المُقبلات على الشراء تزاحمهن، بأن القارورة تحوّلت وبعد ظهور مرض الكوليرا لأمر ضروري يحتاجه أطفالهن، إضافة للأدوات المدرسية، حيث قالت إحداهن والقادمة من ولاية البليدة “اشتريت ثلاث قارورات مياه بمبلغ 900 دج لأولادي المتمدرسين بالطوريْن الابتدائي والمتوسط، والتي سأملؤها لهم كل يوم بمياه معدنية أو مغلية، لأنني متخوفة جدا من مياه الصهاريج والتي تحمل عديد الميكروبات وأخطرها الكوليرا”، وأكدت السيدة أنها ستؤكد على أولادها المتمدرسين بعد التحاقهم بالمدرسة بعدم الشرب من مياه الحنفيات.

أما بالمحلات فوجدنا أسعار هذه القارورات البلاستيكية وصلت إلى غاية 1200 دج للقارورة الواحدة، وكان الإقبال عليها كبيرا.

ومن جهة أخرى، تحسّر أستاذ سابق بالطور الابتدائي بمدرسة بالعاصمة، محمد جمان في اتصال مع “الشروق” لظروف تمدرس التلاميذ السنوات الأخيرة، وحسب تعبيره “بعدما قسموا ظهور أطفالنا بالمحافظ الثقيلة وعشرات الكتب، هانحن نجبر مرة أخرى لإضافة أوزان ثقيلة لظهورهم، بحملهم قارورة مياه تحمل لترا كاملا من الماء”.

فكيف يركز التلميذ ويستوعب دروسه، بعد وصوله منهكا وخائر القوى لقسمه؟؟ فكثير من التلاميذ حسبه، وخاصة القاطنون بولايات نائية والذين يقطعون مسافات طويلة للوصول لمدارسهم، حوّلوا القسم لمرقد أو مكان يستريحون فيه من عناء الطريق، وليس مكانا لتلقي العلم.

وهو ما جعله يدعو وزارة التربية، لتوفير ظروف تمدرس معقولة وطبيعية لأجيال المستقبل، وأهمها وجود مياه شرب نظيفة ودورات مياه لائقة تحتوي على أدوات التنظيف من صابون ومناشف ورقية ” لأن المدارس أكبر فضاء لنقل الأمراض المعدية إلى الأسرة ثم المجتمع ككل”.

مقالات ذات صلة