-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أولياء يلغون العطلة بسبب الظروف الاقتصادية وغلاء الأسعار

نسيبة علال
  • 1389
  • 0
أولياء يلغون العطلة بسبب الظروف الاقتصادية وغلاء الأسعار
بريشة: فاتح بارة

تحصل غالبية العمال في مختلف المجالات، على عطلة سنوية خلال موسم الصيف، هكذا اقتضت العادة التي يتطلبها اصطحاب العائلة وخاصة الأطفال إلى شاطئ البحر، لقضاء أوقات ممتعة بعيدا عن حرارة المنزل والتزاماته، في المقابل بات هذا الأمر يكلف ميزانية مضنية بعد الظروف الاقتصادية التي يمر بها العامل مؤخرا، ما جعل أرباب الأسر يمسون ببرنامجهم السنوي ويتخذون إجراءات أخرى.

العمل لموسم إضافي من أجل ضمان دخول اجتماعي مستقر

في الوقت الذي يختار فيه كثير من العمال فصل الصيف للتمتع بعطلتهم السنوية على شاطئ البحر، وتحت المكيف، هناك آباء وحتى أمهات، يضحون بهذه الفرصة، ويختارون البقاء في وظائفهم لتقاضي راتب إضافي، أو البحث لهم عن وظيفة ثانية يضمنون بها مدخولا يساعدهم على تغطية نفقات الدخول الاجتماعي، خاصة أولياء المتدرسين. السيد إبراهيم، طبيب عام، يعيل أسرة من خمسة أطفال، ورغم أن راتبه محترم، يضطر أحيانا إلى المناوبة في عيادة خاصة في عطلته الأسبوعية، أما حقه في الحصول على عطلة سنوية، فيفضل أن يستفيد منه على طريقته: “هناك الكثير من الأطباء الخواص يسافرون مع عائلاتهم صيفا، وأقوم منذ سنوات باستخلافهم، ما يوفر لي سعة أكبر في الميزانية، أستطيع من خلالها إرسال أبنائي في عطلة مريحة، مع ضمان كل الضروريات من أجل دخول اجتماعي مريح، لا يحتاجون فيه إلى شيء ولا أشعر فيه بأني مضغوط”. هذا، فيما تقضي السيدة بشيرة، أستاذة لغة إنجليزية عطلتها تستقطب التلاميذ، من الراغبين في تحسين مستواهم، أو التحضير للسنة الدراسية المقبلة، تقول: “في الواقع، أنا من عشاق البحر والتجوال، لكنني أفضل استغلال وقت الفراغ لجني المال، أحتاج لدفع تكاليف الإيجار التي توافق مصاريف عودة أبنائي إلى المدرسة، بينما ليس هناك من يساعدني، فزوجي مصاب منذ سنتين في حادث عمل”.

الهروب إلى العمل.. يجنبهم مواجهة التهاب الأسعار

لم يعد جديدا على الجزائريين كون الاستجمام لمن استطاع إليه سبيلا، حتى أولائك الذين لا يقدرون على حجز غرف فندقية لأسرهم، ولا شقق ساحلية لأسعارها الخيالية بالنسبة لميزانيتهم المحدودة، لم يعودوا قادرين على برمجة ولو رحلات يومية بسيطة، فأقلها تكلفة يساوي ما يجنيه العامل المتواضع في أسبوع عمل، بدءا من تكاليف النقل لمن لا يملك سيارة تقله، إلى كراء فضاء خاص، يحتوي خيمة ضيقة أو شمسية وبعض الكراسي، مرورا بمصاريف الإطعام والمثلجات.. فكلها وأكثر تفاصيل تدخل ضمن رفاهية الرحلة وضرورياتها، التي تضمن جزءا مهما من المتعة. يقول عبد الغني، 38 سنة، موظف إداري لا يتجاوز راتبه أربعين ألف دينار، ينفق منها على ولديه وزوجته وأبويه: “إذا حصلت على عطلة، فلن يتوقف الجميع عن طلب التنقل إلى البحر، الذي يبعد أقربه إلينا 80 كم، فبغض النظر عن كوني لن أستمتع بسبب التعب، تكلفني كل رحلة ربع راتبي تقريبا، لهذا أفضل العمل والتطوع أحيانا، حتى لا أضطر إلى رفض طلبات عائلتي، فكل رحلة إضافية يمكن أن تعرضني للتدين نهاية الشهر”.

يحاول الأستاذ لزهر زين الدين، خبير اجتماعي، أن يوضح أهمية التوقف في عطلة دون حرمان العائلة بسبب الظروف الاجتماعية الصعبة: نظام العطلة السنوية سائد منذ الأزل، في مختلف الأنشطة والمهن، فالفرد بحاجة إلى الراحة بعد جهد يستمر شهورا، هذا لا يعني أن العطلة يجب أن ترتبط بالرفاهية دائما، فكل بحسب ميزانيته وظروفه، لكن التوقف الظرفي عن النشاط أمر ضروري، ويمكن أن يبرمج العمال عطلتهم بحيث لن يتضرروا مستقبلا من الناحية المالية، وذلك بمحاولة الادخار الشهري على مدار العام”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!