جواهر
فيما يراه بعضهم شأنا لا يعنيهم

أولياء يوضحون أسباب تدخلهم في اختيار شركاء لأبنائهم

أماني أريس
  • 1881
  • 6
ح.م

يفضل بعض الأولياء إعطاء الحرية لأبنائهم في اختيار شريك الحياة، رافضين التدخل في هذا القرار المصيري باعتباره جزءا من حياتهم الخاصة التي لا يجوز لأي كان أن يتدخل فيها، مجنبين أنفسهم احتمال التسبب في تعاسة أبنائهم أو فشل حياتهم الزوجية.
وخلافا لهؤلاء يرى البعض الآخر أن الوصاية والإشراف على أبنائهم في قرار اختيار شريك الحياة، وتدخلهم بشكل مباشر أو غير مباشر في هذا القرار حقا من حقوقهم مادام الزواج هو علاقة لا تقف عند الزوجين فقط بل تتعداهما إلى جميع أفراد العائلتين.

يموت بيديه

دأبت عائلة السيد قنيفي على ديمقراطية متوارثة أبا عن جد تمنح الأبناء حق اختيار زوجة المستقبل دون تدخل أو ضغط من أحد، فكما أعطاه والده الضوء الأخضر في تقصي أثر  “بنت الحلال” منذ أكثر من ستين عاما خلت؛ هاهو الحاج بلقاسم يمنح أبناءه جميعا بنات وذكورا حقهم في اختيار شريك الحياة وشعاره في ذلك “يموتو بيديهم” في إشارة إلى تبريه من حشر أنفه في أمر يخص حياتهم، وتقول حرمه أنه منعها من اختيار زوجة لابنها الأكبر بطلب منه، مضيفة أنه كان يقول لها منذ صغرهم: “سأفعل مثل أبي وجدي عندما يكبر أبناؤنا أطلب منهم اختيار زوجاتهم بمفردهم.”
أسباب مقنعة يبرر بها الأولياء تدخلهم في هذا القرار الهام لأبنائهم خصوصا الشباب الصغار الذين مازالوا لم يصلوا إلى سن النضج الكافية التي تمكنهم من انتقاء الشريك المناسب، فيقعون ضحايا أهوائهم التي تحول دون تعقلهم والنظر إلى الأمر من جميع الزوايا ما يؤدي في الكثير من الأحيان إلى سوء الاختيار وبالتالي فشلهم في الاستمرار.

ارتكبت خطأ فادحا

وترى السيدة عبلة أنها ارتكبت خطأ فادحا حينما وضعت الثقة في ابنها البالغ من العمر 25 عاما، ووافقت على الذهاب لخطبة فتاة اختارها بمفرده، فكانت نتيجة اختياره فتاة سيئة الأخلاق سلبته أمواله وتقول: “منذ أن رأيتها في الصورة لم أرتح لها وقلت له لن أقبل هذه في بيتي فقلبي يحدثني أنها لا تناسبنا، مع ذلك غلبني بإصراره وذهبت معه لبيتها، لكنه لم يستمر معها واضطر إلى فسخ عقد الزواج بعدما اكتشف أنها طماعة و ليست مؤدبة وتتدخل فيما يعنيها وتحرضه ضد أخواته. والمؤسف أن القضية انتهت لصالحها وربحت المهر وجميع الهدايا والأموال التي سلبته، وكبدتنا خسارة لا تقل عن 30 مليون سنتيم، لهذا السبب أقسمت أنني أنا من أتولى اختيار زوجات أبنائي الثلاث، أو على الأقل لن أسمح لأي منهم بالزواج دون موافقتي على الفتاة التي يختارها.”

نحن من نتحمل العواقب

سوء اختيار الأبناء وما ينجم عنه من مشاكل وعواقب لا يتحملونها وحدهم بل يتقاسمها معهم كل أفراد العائلة ويقع العبء الأكبر على الوالدين، كما حدث مع السيد سليمان الذي وجد نفسه مضطرا لتربية حفيده من ابنه الذي تزوج من شابة يونانية دون رضاه، ويحدثنا السيد بغضب عن تفاصيل هذا الاختيار الفاشل قائلا: “لم يسمع نصيحتنا كلنا حذرناه من الزواج بـ “قاورية” أنا وأمه وأعمامه وخاله لكنه نفّذ ما أملاه عليه عقله الطائش وفي النهاية هجرته وتركت له ابنه والعواقب كما ترون نتحملها أنا وأمه رماه هنا عندنا وسافر إلى فرنسا من أجل عمله ونحن من نتكفل اليوم بتربيته.”
ويضيف محدثنا: “أبناؤنا يظنون أننا متخلفون ولا نفهم وينزعجون من تدخلنا في قراراتهم المصيرية لكننا في الحقيقية نرى ما لا يرونه شباب هذا الجيل تقودهم أطماعهم المادية ويغريهم جمال فتيات لا نعرف أصلهن من فصلهن، خصوصا في عصر الأنترنيت هذا الذي جلب لنا المشاكل، ويعمون عن رؤية العيوب فيقعون على رؤوسهم من فصلهن ويجرون معهم والديهم.”

مقالات ذات صلة