-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد نحو ستة أشهر من تعيينه ممثلا دبلوماسيّا في إسبانيا

أول لقاء بين وزير خارجية مدريد وسفير الجزائر الجديد

محمد مسلم
  • 3229
  • 0
أول لقاء بين وزير خارجية مدريد وسفير الجزائر الجديد
أرشيف

التقى، أخيرا، وبعد نحو ستة أشهر من تعيينه سفيرا للجزائر في مملكة إسبانيا، عبد الرحيم دغموم، بوزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، خوسي مانويل ألباريس، بالعاصمة مدريد، وهو أول اتصال بين رئيس الدبلوماسية الإسبانية والسفير الجزائري، وذلك بعد أزمة عاصفة ألمت بالعلاقات الثنائية، بسب الانحراف (وفق الجزائر) الذي طرأ على الموقف الإسباني بانحيازه للنظام المغربي على حساب القضية الصحراوية.
ووصل السفير الجزائري عبد الفتاح دغموم، الذي خلف السفير الحالي بباريس، سعيد موسي، إلى مدريد في منتصف شهر ديسمبر المنصرم، وقدم أوراق اعتماده للملك فيليب السادس في الثامن من أفريل الأخير، الأمر الذي لم يساهم في حصول لقاء بين الدبلوماسيين، على حد ما أوردته وكالة الصحافة الإسبانية “يوروبا بريس”.
وكان يمكن أن يحدث اللقاء بين الرجلين قبل هذا التاريخ لو تمت زيارة رئيس الدبلوماسية الإسبانية إلى الجزائر في 12 فبراير المنصرم، حيث كان يفترض أن يكون السفير دغموم حاضرا بالجزائر خلال هذه الزيارة، غير أن إلغاءها في آخر لحظة، حال دون ذلك.
وجاء اللقاء خلال الاجتماع الذي نظمته وزارة الخارجية الإسبانية، بقصر فيانا، مع السفراء الأفارقة الخميس 23 ماي 2024، بمدريد والذي خصص لتقديم ممثلي الدول الإفريقية مقترحات بخصوص الاستراتيجية الجديدة التي تحضر لها الحكومة الإسبانية للتعاون مع القارة السمراء، والتي حضرها نحو عشرين سفيرا من مجموع 54 دولة إفريقية.
وتعمل الحكومة الإسبانية على صياغة إطار استراتيجي جديد لتمتين علاقاتها بإفريقيا، ويسعى هذا الإطار إلى الدفاع عن مستقبل مستدام على نطاق عالمي، وإلى إقامة “رابطة متجددة مبنية على حوار صادق” ودعاهم إلى الانضمام إلى هذه العملية من خلال تقديم مقترحاتهم.
وبرأي مراقبين، فإن مشاركة السفير الجزائري بمدريد في الاجتماع الذي دعا إليه وزير الخارجية الاسباني، لا يعني أن العلاقات بين البلدين عادت إلى طبيعتها، فتبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين لم يحدث منذ اندلاع الأزمة في مارس 2022، كما زيارة خوسي مانويل ألباريس إلى الجزائر في فبراير 2024، والتي كانت يمكن أن تقود إلى خفض التصعيد بين الطرفين، انتهت إلى الإلغاء تأكيدا على أن الأزمة الدبلوماسية لا تزال قائمة حتى اليوم.
وما يعزز من هذا الطرح، هو أنه ورغم مرور ما يناهز الأربعة أشهر من إلغاء زيارة ألباريس إلى الجزائر، لم يتم تحديد موعد محدد لهذه الزيارة، كما لم تبرز أي بادرة جديدة تؤدي إلى التفكير في التقارب من هذا الطرف أو ذاك.
ويعتبر وزير الخارجية الإسباني من أكثر الشخصيات بغضا في الجزائر، بسبب تصريحاته غير المضبوطة ومواقفه الارتجالية، الأمر الذي جعله محل انتقاد كبير من قبل الآلة الدبلوماسية في الجزائر، والتي وصفته في وقت مضى بأنه “دبلوماسي هاو”، و”مؤجج الفتن”.
ووفقا للأرقام الصادرة عن وزارة التجارة الإسبانية، فإن قيمة الصادرات إلى الجزائر في الشهرين الأولين من العام الجاري، بلغت 163 مليون يورو، مقارنة مع 17 مليونًا تم تسجيلهم بين يناير وفبراير 2023، لكنها لا تزال بعيدة جدًا عن 334 مليون المسجلة في الشهرين الأولين من عام 2022، وذلك رغم المساعي الجبارة التي قامت بها مدريد على أكثر من صعيد، من أجل رفع “الحصار” المفروض على السلع الإسبانية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!