الرأي

أين المشككون في قدرة المقاومة؟

رشيد ولد بوسيافة
  • 2968
  • 10

الضربات التي وجهتها كتائب القسام وباقي فصائل المقاومة إلى جيش الاحتلال أعادت الأمل من جديد للمؤمنين بالقضية الفلسطينية والذين بدأ اليأس يتسرب إلى قلوبهم، في ظل عدم فعالية الصواريخ التي كانت تطلقها المقاومة على البلدات الإسرائيلية والتي لم تكن تخلف أضرارا معتبرة.

لقد وجهت الكثير من الانتقادات إلى حماس بكونها ورطت الفلسطينيين في مواجهة غير متوازنة، وعرضت الفلسطينيين في غزة للقصف والقتل بأبشع الطرق، فمنهم من وصف عملها بالعبث ومنهم من ادعى أنها تستغل مأساة الفلسطينيين تحت الحصار في تحقيق أغراض سياسية، ومنهم من قال إنها تنفذ أجندة دولية تقف وراءها كل من قطر وتركيا، وهناك من قال إنها تحمل مشروعا إخوانيا إرهابيا عدميا، وغيرها من الاتهامات الجاهزة.

لكن هذه الأصوات النشاز بدأت تتلاشى بسبب الانتصارات التي حققتها المقاومة التي نقلت الرعب إلى الإسرائيليين وفضحت حقيقة الجيش الإسرائيلي المشكل في أغلبه من جنود احتياط تم استدعاؤهم للمواجهة، ومع الأعداد المتزايدة للجنود الذين قتلوا في المعارك مع المقاومين الفلسطينيين على أطراف غزة خرست هذه الأصوات المشككة والانهزامية وأصبح أصحابها يخجلون من مهاجمة حماس التي سترت عوراتهم وعورات كل العرب والمسلمين بصمودها وإدارتها للمعركة بالشكل الذي قلب الموازين لصالح الفلسطينيين.

ستضع الحرب أوزارها وستنكشف الكثير من الحقائق عن المؤامرة التي بدأت خيوطها تظهر ضد الفلسطينيين، وهي مؤامرة حيكت بين إسرائيل ومصر ودول خليجية، كان الهدف منها مسح المقاومة تماما من قطاع غزة، لكن استبسال المقاومين وصبر الفلسطينيين الذين سقط منهم الآلاف بين شهيد وجريح، حال دون تحقيق هذا المخطط الأسود.

لقد أصبحت بعض العواصم العربية تعج باللّقاءات والاجتماعات الرامية إلى إقناع المقاومة بوقف إطلاق النار، وبات الجميع يسلم بأن حماس هي التي تملي شروطها لوقف القتال، خصوصا بعد أن أسرت جنديا إسرائيليا رغم كل الترتيبات التي وضعها الجيش الإسرائيلي للحيلولة دون ذلك.

إن انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة هو في الواقع انتصار استراتيجي لكل العرب والمسلمين، لأنه سيحيي جذوة المقاومة بعد أن أطفأها الحكام المتآمرون وسيعيد ترتيب الأوضاع الداخلية في الدول التي ظهر تآمرها على المقاومة وعلى الفلسطينيين، كما أن هذا الانتصار سيكون رادعا لأي عدوان في المستقبل بعد أن أيقن الصهاينة أن الحرب مع الفلسطينيين لا تكون دائما بالضغط على الأزرار وضرب الأهداف عن بعد…

مقالات ذات صلة