-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أين تعيش أنت؟ أنت في الجزائر..

محمد سليم قلالة
  • 5344
  • 13
أين تعيش أنت؟  أنت في الجزائر..

عند تحليل المشكلة بموضوعية وطرح الحلول بعقلانية ووفق المنطق السليم غالبا ما يجيبك الناس: أين تعيش أنت؟ نحن في الجزائر؟ عندما يتقدم طرف بحلول موضوعية جديدة لمحاربة الفساد أو الرشوة أو تحسين التعليم أو تطوير الأداء الاقتصادي أو تنظيم الإدارة بشكل أفضل، غالبا ما يقابل بتلك الإجابة النمطية التي نعرفها جميعا: لمن تقرأ زبورك يا داوود؟ نعم أنت في الجزائر؟

بما يعني أن هناك اتفاقا غير مرئي بين الجزائريين اليوم أنك إذا عشت في هذا البلد ينبغي أن تضع عقلك وفكرك ومنطقك وموضوعيتك جانبا وأن تؤمن باللامعقaول واللاعقلاني وغير المنطقي وغير المحسوب…

هذه الحالة المنشئة للإحباط واليأس ينبغي أن تزول..بل ينبغي أن تحارب لكي تزول.

حقيقة، هي حالة غير نابعة من الفراغ، بل من حقائق الواقع، نابعة من سياسة دولة ريعية تقوم على أساس أن الثروة يمكنها أن تَنتج من غير عمل، والشهادة يمكن أن تُكتسب من غير دراسة، ونابعة أكثر من تلك الحقائق التي يراها الناس تمشي أمامهم في الواقع كل يوم: سياسيون يحكمون ولا علاقة لهم بالسياسة، ومسؤولون في أعلى مراتب الدولة لا علاقة لهم بالمسؤولية، وأغنياء لم يبذلوا أي جهد من أجل الحصول على الثروة، و”سادة” يتقدمون الصفوف الأولى من غير أية مقومات تسمح لهم بذلك… هي وقائع تجعل بحق الهرم مقلوبا ببلادنا، تم تحويلها، للأسف، إلى حقائق، ثم إلى قوانين ثم إلى مسلمات ينطلق من خلالها الناس بلا تفكير ويثبطون بها كل عازم على التفكير..

ينبغي أن تحارب مثل هذه الحالات في كافة المستويات لكي نعيد الأمور إلى نصابها.

ينبغي أن لا نساهم في الترويج لموت العقل، وموت الفكر وموت المنطق وموت الموضوعية وموت الحجة والدليل في بلادنا… بل أن نقوم بالعكس تماما..

أن نبرز تلك النماذج الكثيرة المغمورة في بلادنا، ممن نجحوا بكفاءاتهم وجهدهم وعملهم وإخلاصهم، وإن لم يعترف بهم الناس.

أن نبرز تلك النماذج التي عملت ومازالت تعمل في صمت لأجل تكوين هذا القطاع أو ذاك، إحداث نقلة نوعية في الفلاحة أو التعليم أو الصناعة من غير أن يلتفت لها أحد.

  أن لا نزيد مصيبة هؤلاء مصيبة بأن نخيّرهم بين أمرين: عقلهم وموضوعيتهم أو العيش خارج الجزائر…

أن نستبدل سؤالنا وجوابنا لهم: أين تعيش أنت؟ أنت في الجزائر.. بسؤال وجواب الآخرين ممن أوصلونا وأصلوهم إلى هذه الحال: هل هي بلادكم أيها الأغبياء؟ دعوا الجزائر لأبناء الجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
13
  • rida21

    لا نستطيع التغيير لأنه مضى وقت طويل ونحن نشجع اللامسؤولية والريع والكسل وحب الذات، نشجع الجشع والجهل والجهل والجهل ثم نقول ما عليش آو يفوت، حتى أصبح التلميذ يغيبون عن مقاعد الدراسة بلا وازع، وأصبح الموظف يتهرب من عمله بلا وازع.
    لقد غيبنا الوازع الديني، ونحن قوم بربر لا يحكمنا الوازع السلطوي والقانوني، فلا نحن تمسكنا بديننا ولا نحن أقمنا مجتمعا مدنيا كم الأوروبيون، فإما أن نسلك طريقهم أو نسلك طريق أولنا لأنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح أولها.
    وليبدأ كل منا بنفسه ثم أهله ثم ما يليه

  • بدون اسم

    المقبرة والجبانة هي الوطن الأخير والرسمي لك مهمابغ(شأنك أو طال أجلك)

  • عبدالحفيظ

    السلام عليكم الجزائر وطننا وليس لنا وطنا اخر .

  • بدون اسم

    ...من عادات وتقاليد(الامم المحترمة.نعم المحترمة فقط)أنها تحتفل(بتنصيب رئيسها(المحترم ايضا)بدعوة ناسها المحترمين.خاصة الأطارات العلمية.والثقافية.والاكاديمية من أطباء وعلماء ومهندسين وحتى كتاب ومفكريــــن.....فهل(الخابط الشايب خالد خريج المراقص)من الرجالات المحترمة.ومن الأطرالعلمية الاكاديمية.ومن الكتاب والمفكرين العظماء)..والدليل(حضوره العظيم الجليل)حفل تنصيب(الريس)...كيف تفكرون ايها الأكادميون والكتاب ومشخصي علل الامة في بلد(يرفع)شأن الخباطجية وخريجي الملاهي؟

  • بدون اسم

    العقول تم غسلها، بمياه نتنة تنزل من فوق إلى تحت و ليس العكس. انا لا أريد تعليل لماذا يفكر قطاع كبير من الجزائريين بهذه الطريقة، و ليس لايفكر. لمّا تشاهد في صفحة الشروق تيفي ماتعرّض له إطار في الجمارك، ستفهم أن سبب الوضعية الكارثية في الجزائر هو النظام، و الحل هو تغيير هذا النظام.

  • said

    السلام عليكم:
    نعم هذه حقيقة تمارس علينا يوميا نلتقى بها فى كل الاتجاهات وحيث ما توجهنا او وجدنا نعيش بالمقلوب ولا مكان للمنطق وكما يقال نوووورمال ..عجييب واقعنا بالجزائر وصفونا بانها جزائريتنا كلما كان الامر يمشى على غير المنطق فهو الصحيح فى مخ الجزائرى .

  • Kada

    مع احترامي الكبيرلك استاذ الااسمح لي ان اقول لك انك تغني وتزرع لوحدك.انك شرحتاسباب الفعل المشين الذي عشعش في فكر الناس و يثبط كل الجهودحتى يمكن لسياسةالرداءة والاتكال ومنع عمل عقل الانسان في جزائرالاستقلال من التفكير والاستسلام لاوهام التي كرسهاالنظام حتى اصبح تهميش الكفاءات والغش في المعاملات والتفكيرفي الفسادبكل اشكاله من المسلمات لدى اغلبيةالناس وجعلهم لايؤمنون بالتغييروالاصلاح لاننا في الجزائر.تغييرالتفكيرلن يكون بالتنظيرعن بعدعلى صفحات الجرنال والقيل والقال بل يكون بالعمل الدؤوب في الميدان

  • محمد

    استاذي الفاضل .هذه نتيجة منطقيةلعقود من غسيل المخ .فمحاربة هذه العقلية مهمة الجميع . انا معك قلبا و قالبا ,املي كبير في غد احسن لانني متيقن ان البقاء سيكون للاصلح .

  • حمورابي

    لا لا لا ... أنا أعيش هنا ...أحب من أحب وكره من كره ...

  • الزهرةالبرية

    هذا منطق الفاشلين الذين يبحثون عن مشجب يعلقون عليه فشلهم وعقليتهم المريضة المحبة للفوضى والفساد فالصالح بيقى صالحا ولو كان محيطه كله فاسد إذ لا مبرر للفساد والإنحراف الأخلاقي..كن زهرة تطلق أريجها فتعطر به الجواء حتى ولو نبتت في بيئة ملوثة وهواء فاسد..كن السكر الذي يضاف لليمون الحامض حتى يصبح شرابا حلوا..كن قطرات ماء تسقي أعوادا يابسة فتخرج منها براعم ناعمة وتدب بها الحياة من جديد.. كن الشمعة التي تحترق وتحرق من حولها الظلام
    لا تقل كل الناس يفعلون ذلك إبدأ الإصلاح من نفسك.. كن مؤثر ولا تكن متأثر.

  • بدون اسم

    شكرا أستاذ على الموضوع و من ثم يجب إعادة بناء العالم الثقافي للمجتمع برمته، فهو أساس اي بناء سليم...

  • د.عبد الحفيظ بوناب

    شكرا جزيلا استاذنا الفاضل على طرح هذه الفكرة .التي اقول معلقا عليه:هذه عقلية،او هذه طريقة تفكير.أين تعيش أنت؟ نحن في الجزائر
    - كذلك اذا حققت اي نجاح و كنت متالقا (و لا تريد ان تسير في نفس الخط الذي يرسم لك ) يُقال لك انت مكانك (بلاستك) ليست هنا :اخرج من الجزائر.اريدك ان تتحدث اساذنا عن هذه الفكرة و باسهاب.لماذا عندما تحقق نجاح يجب ان تخرج من بلدك.استاذ سليم لتأثري بالواقع اقول لكم: اخرج من الجزائر و انشر افكارك يُسمع لك و تتبنها السلطات و يتفاعل معها الشباب اما هنا في الجزائر صعب .يبدو لي الامر

  • الابراهيمي

    إن تشخيص هذه الامراض التي وجدت مكانها بيننا سواءا بايدينا او بايدي غيرنا واجب وطني، و الاوجب أن نتعاون بكل الطرق المتاحة ان نعالجها. إن تجاهل هذه الحالة هو خيانة حقيقية للوطن. شكرا على المقال و نرجو المزيد