-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أيها الممتهنون للقذف هل حجتكم كافية؟

جواهر الشروق
  • 5223
  • 11
أيها الممتهنون للقذف هل حجتكم كافية؟

الناظر إلى حال مجتمعنا اليوم، لا يخفى عليه كثير من المظاهر التي التبس فيها الحق بالباطل وارتدى فيها الخطأ عباءة الصواب، حيث بات التفريق بينهما في كثير من الحالات أمرا من الصعوبة بمكان، وهذا ما خلق بيئة خصبة للطعن الجزافي في الأعراض وتعميم الأحكام السلبية، وسوء الظن، وأخطرها على الإطلاق قذف النساء، هذه الآفة اللسانية الخطيرة التي ما فتئت تُستَسهَل وتنتشر، حتى غدت أمرا شائعا، لا يردعه رادع ولا يحده ضمير.

فكم من فتاة شُوِّهَت سمعتها ظلما، وكم من سيدة انفصلت عن زوجها وخُرِب بيتها بسبب قذفها في شرفها بهتانا، وكم من جرائم قتل حدثت لذات السبب؟

هل يدرك هؤلاء الطاعنون في شرف النساء، واللائكون للأعراض دون دليل صادق عظمة الذنوب التي يرتكبونها، وخطورة الكلام الذي يتلفظون به.

إن ما آل إليه المجتمع من انسلاخ ومفاسد، وكانت المرأة الطرف الأبرز فيها بتبرجها وسفورها وميوعها حقيقة وحكما، اضطرارا واختيارا، ليست حجة مقنعة ليمتهن هؤلاء اللوك في عرضها، والتربص بزلاتها، والتشهير بها، لحتى أصبح الواحد منهم يطلق أحكاما مجحفة تصب في خانة القذف والاتهام الصريح بالزنا، لكل امرأة متبرجة أو امرأة تعمل في إدارة، أو فتاة تدرس في جامعة، وحجته في ذلك واهية، تستند إلى مظهر تلك المرأة، أو إلى ما تبادر إلى سمعه من أخبار عن بيئة عملها أو دراستها وما شابه!  

فرب محتج بشبهة ما وضعت فيه المرأة نفسها، ومانح لنفسه حق اتهامها في شرفها، نسوق إليه هذه الرواية عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكيف تعامل مع قاذفي مغيرة بن شعبة رضي الله عنه:

جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فشهد على المغيرة بن شعبة بالزنا فتغير لون عمر، ثم جاء آخر، فشهد فتغير لون عمر، ثم جاء آخر فشهد، فتغير لون عمر، حتى عرفنا ذلك فيه، وأنكر لذلك، وجاء آخر يحرك بيديه، فقال: ما عندك يا سلخ العقاب، وصاح أبو عثمان صيحة تشبهها صيحة عمر، حتى كربت أن يغشى على، قال: رأيت أمرا قبيحا، قال الحمد لله الذي لم يشمت الشيطان بأمة محمد ( صلى الله عليه وسلم )، فأمر بأولئك النفر فجلدوا” أخرجه الطحاوي ( 2 / 286 – 287 ).

فصرامة الشريعة في تحديد أربعة شهود رجال، واشتراط إجماعهم على رؤية حادثة الزنا الأكبر رؤية واضحة لا اِلتباس فيها، دليل قاطع على مدى خطورة القذف والطعن في الأعراض.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • واقعية

    القذف و ما اكثره هنا من تعليقات اغلب الرجال : العاملات و الجامعيات بالجملة بل كلهن المطلقات و الثانويات الارامل مازال فقط اطفال دور الحضانة ربي يهديهم متى يعلم هؤلاء ان الكلمة كالسيف

  • بدون اسم

    بارك الله فيك يا أماني وهل يكب الناس على مناخرهم الا حصائد ألسنتهم أو كما قال عليه الصلاة والسلام

  • نصرو الجزائري

    القدف في الاعراض داء العصر وفي وطننا انتشر بشكل لافت في السنوات الاخيرة ولم يعد من حديث الا عن اسرار الناس الشخصية والتدخل في الخصوصيات التي لاتعنينا فاختلط الحابل بالنابل ولم نعد نميز الخبيث من الطيب وخابت النوايا ودهبت الاخلاق واشتد النفاق وساد الشقاق فاصبحنا في وضع لايطاق لاحكم فيه الا بالمظاهر الخداعة لا بالدين الصحيح ولا بالاخلاق والتحضرالتي تفوق فيها الغرب علينا ونسال الله العفو العافية وحسن العاقبة والخاتمة

  • حضني شامخ

    اتركوا الحضنة شريفة عفيفة كما وجدتموها ايها النائمون على براكين من الفجر والاستغلال والنهب. التشهير باعراض الطالبات والاساتذة والاستاذات شيئ مخطط له لقضاء مارب ضيقة تحت الجهوية والعروشية والولاء والطمع. لهذا كان المدير السابق للجامعة سليمان برهومي نصب كاميرات للرقابة وكذا تشكيل فرق من اعوان الامن الجامعي لتتبع كل الانحرافات واياك ان وقعت في الاحبولة، اما في عصر العميد الحالي فلا يكاد يفارق مكتبه والجرائم الاخلاقية تقع على مراى حجر منه وينصحه المحيطون بترك الحبل على الغارب. وكلن امركن لله

  • حضني شامخ

    نعم الحضنة شامخة برجالها ونسائها وهي قطعة غالية من الجزائر. وجامعتها رغم الصراعات الانتفاعية الا انها من بين الجامعات الرائدة في القطر الجزائري. درست بهذه الجامعة في قسم الالكتروتقني وكنا عددا قليلا مقارنة بتخصصات الحقوق والادب والتجارة والرياضة، فلم نكن نشاهد هذه التجاوزات والانحرافات التي تحدث بها حاليا، واصبح الاساتذة خاصة الشباب منهم عرضة للاتهامات والتحرشات وانا لا ادافع عن احد كما ان العلامة تمنح بوسائل غير اخلاقية وهكذا تستغل الطالبات في شتى صور القذف والوشاية والفتنة-عافانا الله منها-

  • سمير 1

    رايي كالراي الذي جاء في تعليق farid tougourty.
    واظيف بان القذف في اعراض النساء ليس سببه لباس المراة ان كانت واضععة قماش على شعرها ام لا لان اذا اردنا ان نصف امراة بسافرة حسب مظهرها فنرى نسبة كثيرة من نساء مغطيات الشعر"محجبات" و لباسهن غير محتشم بل هن شبه عاريات مغريات "سكسي" و وجوههن لم تعد وجوه بل لوحات كرنفال لا تليق بمراة عاملة كانت او طالبة او ربة بيت.
    نتيجة التسعينات كثرالتظاهر بالتدين و العمل بعكس الدين لم تبق الحرمة الحشمة التي كانت من مميزات شعبنا قبل الثمانينات.
    المسلم لا يقذف احد

  • سمية دراجي

    متى تحدث اعادة صحوة ويهتم الاستاذ بمهامه التربوية وتهتم الطالبة والطالب بانشغالاته العلمية والقيام ببذل جهود حضارية متمدنة بعيدا عن التزلف. اصبحت الجامعة للاسف مجرد جدران تكاد تنفجر تحت وطاة القذف والكذب والبهتان، ما سبب تدني مستوى الطالب الجامعي اليس مثل هذا النوع من القذف الذي يوظف اساسا لقضاء مارب وضيعة.

  • سمية دراجي

    القذف هذا السلوك الخسيس والدنيئ لا يمارسه الا ضعاف النفوس والمضللون، كطالبة جامعية بجامعة المسيلة وفي مجتمع محافظ اساسا، لاحظت وسمعت ان القذف هو سيد الموقف، فكل يوم ننهض ونمسي على الوشايات والنمائم والقذف في اعراض الناس، وكثير حتى من الاساتذة الذين يفترض فيهم حسن الاخلاق يقومون بمثل هذه التصرفات القبيحة،ما رايك سيدتي في اساتذة يتجسسون ويشهرون باعراض طالبات عفيفات شريفات؟ وما رايك في الضغوطات التي تمارس عليهن؟ وما رايك في طالبة لا تحب مجاملة الاساتذة فتجد نفسها تحت ايتيكيت غير اخلاقية.

  • بدون اسم

    أرى تعليقات كثيرة تتهم المرأة عموما بإبشع الصفات ويتهمها و يسلقها بالسنة حداد لمجرد استفزازها وعندما يجد من ترد يتهمها أكثر وفى آخر المطاف يقول (رأنى نقصر برك ) حسبى الله و نعم الوكيل.

  • lمحمد

    إختي الفاضلة أماني . لا تتعجبي من مجتمع سطحي يحكم على المظاهر . ولا تتعجبي من مجتمع أصبح فيه صوت الرعاع و الجهلة يعلو فوق صوت العقل والمعرفة . لا تتعجبي من مجتمع أصبح فيه أشباه المثقفين نخبة المجتمع ، وأشباه العلماء نصبوأنفسهن أوصياء على الناس دون وازع ديني أو أخلاقي .
    كل هذا في ظل غياب صوت العقل والنور ، واليمان الصحيح ، وقيم المجتمع الجزائري التي ورثناها عن أجدادما عبر العصور. إنها أزمة هوية وأزمة أخلاق . لا بد للمثقف أن ينهض من سباته ، وأن يتحمل مسؤولياته كما تحملها الأوروبيون سابقا .

  • farid-touggourty

    الموضوع ذااهمية لكنه لم ياخد حقه من الشواهد الاسلامية فالقذف اصلا من السبع الموبقات المهلكات التي حدرنا منها الرسول(ص)فالقذف اصبح اليوم فاكهة المجالس لمجرد ان ترفض فتاة معاكسة شاب تجد نفسا متهمة بالزناوالاستهتار والفجور وهذا كثيرا مع ضعاف النفوس.