الجزائر
جنازة الغريقين شيعت الخميس ببلدية الحوامد في المسيلة

إبراهيم ومسعود.. اجتازا “السانكيام” معا وتوفيا صائمين

أحمد قرطي
  • 4025
  • 5
ح.م

ووري في أجواء جنائزية مهيبة أمسية الخميس، جثمان إبراهيم ومسعود ضحيتي حادثة الغرق في بركة مائية ببلدية الحوامد جنوب المسيلة، بحضور جمع غفير من المواطنين القادمين من بلديات مجاورة وبحضور ومشاركة السلطات المحلية.
ودع سكان المنطقة، إبراهيم ومسعود صاحبي 10 سنوات، اللذين شاءت الأقدار أن يرحلا إلى دار البقاء صائمين منذ بداية شهر رمضان المبارك، بعدما اجتازا الأربعاء الماضي امتحانات نهاية المرحلة الابتدائية مع بعضهما وكانا يجلسان حسب شهادات من محيط عائلتيهما مع بعض في المدرسة الابتدائية، كما أنهما خرجا رفقة أطفال آخرين من أجل السباحة هروبا من لفح الحرارة وبحثا عن أماكن للترفيه والتسلية.
الضحيتان اللذان عثر عليهما حسب ما استقته الشروق، أحد أبناء القرية في حدود الساعة منتصف نهار الأربعاء الذي غيب فيه الموت ابنين كانا يحلمان باجتياز المرحلة الابتدائية والانتقال إلى مرحلة المتوسط وإدخال الفرحة والبهجة على أفراد العائلة والأقارب.
هذا الأخير الذي سارع، إلى إبلاغ سكان المنطقة بالفاجعة، التي سرعان ما خيم عليها الحزن والأسى بعد تداول هذا النبأ غير السار في شهر رمضان المبارك وسط ذهول وصدمة بالحادثة التي فجعت الجميع، وسط مشهد جثة أحدهما على سطح البركة المائية التي تشكلت من مجموعة من البرك الصغيرة بفعل الأمطار الغزيرة المتساقطة مؤخرا، والآخر غارقا في الوحل.
غادر مسعود ورفيقه إبراهيم بعدما تمكن أحدهما من حفظ 3 أحزاب من كتاب الله، فيما شرع الآخر في الحفظ، على غرار باقي أبناء المنطقة، وتركا أسئلة عديدة باتت تتكرر كلما حلت مثل هذه المناسبات الأليمة، لماذا يدفع أبناؤنا الضريبة وهذه الفاتورة القاسية؟ خاصة أنها الحالة الثالثة التي تشهدها المنطقة في السنوات الأخيرة الماضية، لغياب أماكن الترفيه من دور شباب أو سينما أو قاعات لممارسة الرياضة أو مسابح جوارية. وهو ما جعل القاطنين هناك يعتبرون بلدياتهم نماذج للمناطق التي تعاني الحرمان والعزلة وتفتقد إلى كل شيء.

مقالات ذات صلة