جواهر

إذا كانت الدموع سلاح المرأة فما هو سلاح الرجل؟!

نادية شريف
  • 33716
  • 68
ح.م

يبدو الصراع أزليا بين آدم وحواء، إذ يسعى كلاهما للتأثير في الطرف الآخر من خلال الأفكار والسلوك، وحتى العواطف التي تحتل مكانا واسعا في علاقة الطرفين ببعضهما، فيسعى كلاهما بوسائله الخاصة للدفاع عن نفسه وإثبات حجته، وتستغل المرأة دموعها كما هو متعارف عليه منذ فجر التاريخ، أما الرجل فسنعرف أدواته في رد الاعتبار لشخصه بعد الإطلاع على آراء مجموعة من القراء.

ما هو سلاح الرجل إذا كان سلاح المرأة الدموع؟ سؤال توجهنا به إلى جمع من المواطنين في محاولة لمعرفة وسيلة هذا الأخير في مواجهة تمرد ودلع حواء.

سلاحي في الحكمة وسرعة البديهة والعضلات المفتولة

السيد عمار موظف عبّر عن هذه الإشكالية بقوله: “أرى أن سلاح الرجل يكمن في قوته على جميع الأصعدة، الذكاء سرعة البديهة، العضلات القوية والقدرة اللامحدودة على اتخاذ القرار المناسب، وهو سبب قوامة الرجل عليها” وبحسب اعتقاد عمار فإن المرأة تلجأ إلى سلاحها الناعم.. الدموع لكسب عطف الرجل إذا ما أحست بالخطر يتهددها أو احتاجت لتحقيق مآرب يتعذر عليها بلوغها بالطريقة العادية.

في حين ذكرت السيدة أم الخير وهي في العقد السادس قائلة: «إن الرجل مهما كانت زوجته ماكرة ونمرودة فإنها لا تتغلب عليه، وإن استمالت عطفه وحركت أوتار قلبه بدموعها فإنه يبقى منها على حذر، لهذا تخطئ من تظن أنها هزمت زوجها بدمع جار، فالرجل لا يعطي إلا ما يريد، متظاهرا في كل ذلك بهزيمة وهمية، مستمتعا بدلالها عليه في نفس الوقت”.

أما السيد حميد.ن، موظف متزوج فيرى أن لجوء المرأة للبكاء ما هو إلا حيلة فقط، مشيرا أن حواء ذكية بطبعها، أما الدموع فوسيلة تستدعي بها عطف الرجل ليتغاضى عن خطأ ارتكبته أو خطة الهدف منها تحقيق رغبة معينة، “وشخصيا سلاحي الحكمة والتريث لمواجهة سلوكها، فليس بإمكاني الرضوخ دائما لنوبات زوجتي الطفولية، وعموما حواء معروفة بأنها عاطفية في أغلب أحكامها وقراراتها، فالصبر والتحكم في الأعصاب هو ما أواجه به بعض ما يثير غضبي من زوجتي”.

“التبلعيط”.. الضحك على الذقن ومعسول الكلام  

أمال متزوجة حديثا، لديها ما تقوله في المسألة  فتعتقد أن سلاح الرجل هو المداراة واللّف والدوران في الكلام، فمهما استغلت حواء دموعها في فرض نفسها وتحقيق مطالبها كما ترى يبقى سلاح الرجل هو الأكفأ بما يتميز به من قدرة على فرض رأيه وبسط كلمته على حواء حتى وإن كان مخطئا، لأن المرأة عاطفية وهو أحد أسباب وقوعها في فخ لسان الرجل الحذق في إيجاد الأعذار، السيدة خديجة إطار في مؤسسة وطنية تقول حول الموضوع: ” المرأة في لجوئها للبكاء لا تقصد تصيد ضعف الرجل، إنما هو سلوك عادي تريد من ورائه التنفيس عن مشاعر اليأس والقنوط التي تعصف بها في أحيان كثيرة نتيجة صدام في الرأي أو سوء تفاهم بينها وبين شريكها فتلجأ المرأة إلى الدموع مرغمة في لحظة ضعف عادية تشعر فيها أنها عديمة الحيلة، أما الرجل فهو الطرف الأشد ذكاء، فرغم تحجج هذا الأخير باستغلال حواء دموعها للإيقاع به والتغلب عليه، إلا انه سرعان ما يرضيها ببعض الكلام المعسول أو حتى التهديد الخشن ليكسب الجولة في النهاية ليبقى للتسلط الذكوري كلمته في مجتمعنا المحافظ مهما كانت حواء ذكية ومهما كان الحق إلى جانبها، فسلاح الرجل هو التسلط و”التبلعيط ” كما ترى بشرى/ن بائعة في محل “اعتقد أن سلاح الرجل هو “التبلعيط” والضحك على عقل المرأة، فالكثير منهم يتغلب على المرأة بمعسول الكلام وإن جفت عيناها من الدموع أمامه، وهي سرعان ما تنهزم أمام سيل الكلام العاطفي وتنسى سبب البكاء بسرعة عجيبة نظرا لطبيعة المرأة العاطفية”.

سوء استخدام القوامة

ومن جهتها، ترى السيدة سعاد موظفة بمكتبة البلدية “ليس يخفى على أحد أن الرجل يشعر بنوع من الاستعلاء أمام المرأة، كما يكره لا إراديا تفوقها الذي يراه انتصارا عليه، معتمدا سلاح المنع والتهديد كأن يمنع زوجته وأخته من إثبات وجودها لمجرد الغيرة جاعلا من السلطة والقوامة التي له على حواء سلاحا ضدها وما أكثر ما ضاعت مواهب واندثرت طاقات خلاقة ورحلت نساء وفي صدورهن حرقة العلم بعد أن تجرعن مرارة الأمية  بسبب سوء استخدام القوامة التي منحها الله له إما غيرة أو تعجرفا”.

السيد ناجي محام عبر عن الموضوع بقوله “لست أنكر أن المرأة مبالغة في استخدام دموعها في مواقف كثيرة تجمعها مع الرجل تجنبا للمشاكل أو تحصيلا لمطلب ما. في حين يستغل آدم قوته وسلطته ضد كل النساء اللائي ضمن دائرة اختصاصه، ابنته زوجته أو حتى أمه لو لزم الأمر في أمور قد تعوق مستقبلهن، قصص كثيرة عايشتها كما عاشها غيري. الدراسة والعمل ساحة تحرك فيها الرجل المتسلط منعا وقهرا دون وعي منه، جاعلا من سلطته على المرأة سلاحا يكبح طموحها ليبقيها عالة عليه إلى الأبد”.

ضرب وصراخ وتهديد بالطلاق

هم رجال أعيتهم الحيلة وغابت عنهم الحكمة، ليصبح التهديد والعنف وسيلتهم الوحيدة لحل المشاكل المستجدة وهذا حسب بعض المتدخلين.

كريم سائق شاحنة يقول “أنا رجل أشقى كثيرا في عملي وأنتظر من أهل بيتي صبرا وتفهما، أكره دلع النساء وأمقت المرأة التي تثير أعصابي لشيء أو لآخر، لأن الدلال أسلوب لا أتعايش معه، فكثيرا ما ألجأ للعنف والصراخ إذا رأيت ما يزعجني من زوجتي وابنتي، لست حكيما، أعرف أن طبعي الغلاب كان السبب في تطليقي لزوجتي الأولى رغم أن لي منها أولادا، ربما أكون مخطئا، لكن هذا طبعي الذي جبلت عليه، والعنف سلاحي، لأني لا أحتمل النقاش وتكرار ما قلته سابقا وأكره المرأة الضعيفة البكاءة”. 

آسيا مطلقة من زواج لم يدم أكثر من شهرين تقول: “تزوجت من رجل هو قريبي، عشت معه أقل من شهرين هما أسوأ ما حصل لي، يضربني لأتفه الأسباب، إذا لم يجد المنشفة يصرخ وإذا غفلت عن أمر طلبه مني يشتمني على مرأى من أهله، لغته وسلاحه العنف ثم العنف، لا يعرف اللطف في المعاملة، هددني بالطلاق بعد أسبوع  من زواجنا فكان سلاحه الذي يرفعه في وجهي في اليوم مرات حتى سئمت ومللت بعد أن أصبح الخوف من غد أجهله عنوان حياتي الجديد بعد أن بت أشعر أن زواجي مجرد عقوبة تدمر حياتي”.

في حين تؤكد السيدة نوال أستاذة هذا الرأي بقولها “أظن أن أخطر سلاح لدى الرجل هو الصراخ، فالرجل عموما يستغل ضعف المرأة وإن كانت ذكية ومثقفة بنبرة الصوت القوية مع الصراخ لفرض وجهة نظره حتى لو كانت خاطئة، فتربية المرأة في مجتمعنا المحافظ تفرض عليها التزام حدود معينة من اللياقة والهدوء أمام موجة الغضب العارمة التي يلجأ إليها الرجل أو تجتاحه نتيجة سلوك معين يصدر من هذه الأخيرة”.

سلاحنا في الحكمة وسرعة البديهة والعضلات المفتولة وورقة الطلاق

السيد ناجي محام “لست أنكر أن المرأة مبالغة في استخدام دموعها في مواقف كثيرة تجمعها مع الرجل تجنبا للمشاكل أو تحصيلا لمطلب ما. في حين يستغل آدم قوته وسلطته ضد كل النساء اللائي ضمن دائرة اختصاصه. الدراسة والعمل ساحة يتحرك فيها الرجل المتسلط منعا وقهرا دون وعي منه، جاعلا من سلطته على المرأة سلاحا يكبح طموحها ليبقيها عالة عليه إلى الأبد” 

آسيا مطلقة من زواج لم يدم أكثر من شهرين تقول: “تزوجت من رجل هو قريبي، عشت معه أقل من شهرين هما أسوأ ما حصل لي، يضربني لأتفه الأسباب، إذا لم يجد المنشفة يصرخ وإذا غفلت عن أمر طلبه مني يشتمني على مرآى من أهله، لغته وسلاحه العنف ثم العنف، لا يعرف اللطف في المعاملة، هددني بالطلاق بعد أسبوع من زواجنا”

أما السيد حميد.ن فيقول: “شخصيا سلاحي الحكمة والتريث لمواجهة سلوكها، فليس بإمكاني الرضوخ دائما لنوبات زوجتي الطفولية، وعموما حواء معروفة بأنها عاطفية في أغلب أحكامها وقراراتها، فالصبر والتحكم في الأعصاب هو ما أواجه به بعض ما يثير غضبي من زوجتي”.


* نقلا عن مجلة الشروق العربي 

مقالات ذات صلة