-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجمة الدراما الجزائرية مليكة بلباي للشروق العربي

إذا كنت صادقا في عملك وفي تقمص شخصیتك ستنجح لا محالة في أداء دورك

طارق معوش
  • 507
  • 0
إذا كنت صادقا في عملك وفي تقمص شخصیتك ستنجح لا محالة في أداء دورك
تصوير: عبد الكريم شنيقل

ضيفتنا أصبحت واحدة من الوجوه المألوفة للمشاهد الجزائري، وهى واحدة من النجمات اللواتي يمتلكن ثقافة وحسا فنيا عاليا.

من يقترب منها يتأكد من كونها ليست فنانة اعتيادية، هي أكاديمية مثقفة، قارئة نهمة للأدب والتاريخ، جمعت بين جمال ملامح الوجه، فحصلت على لقب ملكة جمال الجاذبية، وبين جمال الروح الوثابة المرفرفة على سماوات الفن.. مثل أشعة الشمس، تتسرب إلى القلوب، فتدفئها بمودتها وصداقتها وعذوبة حضورها.. ولهذا، حققت نجاحات عريضة عبر أدوار متنوعة، قدمتها منذ أن بدأت العمل في الدراما الجزائرية.. نذكر: اللاعب، الربيع الأسود، أحوال الناس، يما، اولاد الحلال، وغيرها من أعمال بين السينما والمسرح، وهاهي اليوم تتألق بمسلسل 11.11، الذي كان محط أنظار الموسم الرمضاني.

المتألقة، الفنانة مليكة بلباي، في لقاء خاص مع الشروق العربي.

إذا كنت صادقا في عملك وفي تقمص شخصیتك ستنجح لا محالة في أداء دورك

الشروق: حققت نجاحا ملفتا للانتباه. وكالعادة، في الموسم الرمضاني بمسلسل “11.11”، برأيك، ما معاییر النجاح في تقمص الشخصیات التي تعرض علیك؟

ـ الصدق في أداء الدور وفي التعامل مع الشخصیة، عاملان مھمان في النجاح بتقمص الشخصیة، وجعل المشاھد یتفاعل معھا، أن تكون صادقا في عملك وفي تقمص شخصیتك، فأنت ناجح لا محالة في أداء دورك. أضف إلى ذلك، الموھبة، فن دونھا لا یتمكن الممثل من التعایش مع الدور والوصول إلى الجمھور، وكذا التكوین الذي یحتاجه الفنان طوال مسیرته الفنیة، فالبرغم من أنني درست بالمعھد العالي للفنون الدرامیة بالعاصمة، وتخرجت سنة 2005، إلا أنني لم أكتف بما تحصلت علیه، وأحرص منذ بدأت التمثیل سنة 2000 من خلال مسلسل «مرآة منكسرة»، على تطویر موھبتي، إذ أعتبر التكوین نقطة أساسیة ومحوریة، لأن الموھبة وحدھا لا تكفي، ویجب أن تصقل بالعلم، وھذه نقطة الضعف التي أراھا في الجیل الحالي.

الشروق: الاعتماد على الموھبة دون صقلھا لا یصنع ممثلا ناجحا. بم تنصحین الممثلین الشباب الذین یبحثون عن النجومیة منذ أول ظھور؟

ـ على كل شاب یتمتع بموھبة في المجال ویمتلك رغبة في العمل فیه، أن یصقلھا بالتكوین، وألا یلھث لبلوغ مرحلة الاحتراف، التي تستدعي الإلمام بكل تقنیات التمثیل، وأبجدیاته، لأن الاعتماد على الموھبة دون صقلھا بالتكوین، لن یصنع منه ممثلا ناجحا، وأنصحھم بعدم استسھال المھنة، مع ضرورة الوعي بما یحصل من تطورات

ومواكبة ما یحصل في المجال. فالتصور العام للمسلسلات والسیناریوھات تغیر، ولم تعد الطریقة الكلاسیكیة في صناعة الأعمال مجدیة، لأن التكنولوجیات الحدیثة، فرضت فكرا جدیدا یجب مواكبته، فحتى التطرق إلى أعمال تاریخیة، أخذ شكلا جدیدا یطبعه الإبداع، وھذا ما یجب على الفن الجزائري مواكبته.

الشروق: مسلسل “11.11” استطاع أن ینافس أضخم الإنتاجات الرمضانیة، وشھد تفاعلا كبیرا من رواد مواقع التواصل، بالرغم من كونه عملا بسیطا من الناحیة التقنیة وحتى الشكلیة، ما سر نجاحه؟

– بقدر ما یكون العمل بسیطا ویحاكي الواقع المجتمعي ویقدم بصدق وإخلاص وبلمسة جمالیة غیر مبالغ فیھا، بقدر ما یحقق نجاحا مبھرا.. فعدم توفر إمكانات مادیة للعمل لإبراز الجانب الشكلي، جعلنا نركز بشكل كبیر على الأداء، في الوقت الذي لم تتمكن أعمال ضخمة من تحقیق ذلك، بسبب إبراز شخصیات لا تمثل الواقع المعيش التي تقابل بالرفض.

أؤمن بقاعدة أن أفرض مكانتي في الساحة الفنیة الدولیة

الشروق: ھل تعتبرین مشاركتك في مسلسل «أولاد الحلال» الذي حقق نسب مشاھدة قیاسیة سنة 2019، الأنجح في مسیرتك؟

ـ نجاحي في مسلسل «أولاد الحلال» لا یختلف عن النجاح الذي حققته في مسلسل «موعد مع القدر»، الذي نلت بفضله لقب جائزة الفنك الذھبي كأحسن ممثلة، بحسب ردود فعل الجمھور التي لمستھا في الشارع، لكن اختلاف ظروف عرضھما، جعل نجاح آخر عمل أقدمه آنذاك یظھر، وذلك بفضل مواقع التواصل الاجتماعي، لكن السر وراء نجاح مسلسل «أولاد الحلال» یعود إلى منتج العمل الذي سخر كل الإمكانیات، كما أن السیناریو كان في المستوى، بالإضافة إلى التقنیین، ما جعل فریق العمل یعمل بأریحیة ویبدع، نتیجة تركیزه على عمله فقط، لكن عدم توفیر الظروف وضعف الإمكانات، یؤثران على نوعیة العمل لا محالة.

الشروق: أغلب أعمالك تقريبا تعتمد على البطولة الجماعية. برأيك، هل هذا يتيح للممثل إثبات وجوده وسط باقة من النجوم المعروفين؟

– الممثل الجيد يستطيع تقديم نفسه وإثبات وجوده أينما حل. وفي رأيي، وجود نجوم معروفين ولديهم خبرة واسعة من المفترض به أن يساعد الممثل الشاب أو الممثلة الشابة.. فالشريك الجيد في التمثيل يرفع من مستوى الأداء في المشهد.

الشروق: مليكة بلباي، ما الذي يغريك أكثر: البطولة المطلقة أم العمل ضمن فريق؟

– لكل منهما متعته الخاصة. فالبطولة المطلقة تشبع الأنا لدى الممثل وتتيح له فرصة مثالية لتقديم إمكاناته وإثبات وجوده، لاسيما إذا اجتمع الكم مع النوع في دور واحد. أما العمل الجماعي، فيطور أدوات الممثل ويسمح له بتبادل الخبرة مع المجموعة، لاسيما إذا كانت المجموعة متفاهمة.

الشروق: هل ترین بأن الدراما التلفزیونیة حققت قفزة نوعیة في رمضان هذه السنة، خاصة مع كثرة الأعمال الدرامية؟

ـ أنا لا أؤمن بالقفزات، وأؤمن بقاعدة واحدة ھي أن أفرض مكانتي في الساحة الفنیة الدولیة، وأواكب التطورات الحاصلة، وإما أن أكون أو لا أكون، الإشكال الذي یكمن لدینا، أننا نملك إمكانات كبیرة، إلا أننا نقنع بالقلیل، في الوقت الذي بإمكاننا أن نكون من الرواد، بالنظر إلى ما تقدمه بعض الدول التي نفوقھا في الإمكانات، حیث نجد دولا صغیرة تقدم أعمالا فنیة ضخمة.

یجب أن یتم وضع ترسانة قانونیة لتأطیر الساحة الفنیة وتطھیرھا

الشروق: ماذا تقترحین للانتقال فعلا إلى صناعة فنیة حقیقیة؟

ـ تقیید الفن بالإدارة وبعراقیل بیروقراطیة، في حد ذاته عائق، وما دام یتحكم في تسییره أشخاص بعیدون عن الفن، فلا یمكن تحقیق صناعة فنیة، وما دمنا لا نعطي قیمة للفنان ولا نخدمه لیقدم الأفضل، فلا یمكن الحدیث عن صناعة في ظل غیاب التغییر الجاد والنیة الصادقة، والرغبة في التطور. فمحتوى الأعمال ونوعیتھا، بمثابة واجھة البلد ومرآة عاكسة لواقعه.

الشروق: الكثیر انتقد غالبیة الأعمال الرمضانیة دون ذكر العناوين طبعا، وقال بأنھا لم تكن في المستوى المطلوب ما رأیك؟

– تقدمنا خطوة ھذا الموسم، لأن ھناك إنتاجا كثیرا، وھذه نقطة إیجابیة، حیث نجد على الأقل عملا أو اثنین في المستوى، وسیتم غربلتھا مستقبلا، لأن ھناك جمھورا ونقادا یبدون رأیھم وسیساھمون بذلك في تحسین نوعیة الأعمال، كما یجب أن یتم وضع ترسانة قانونیة لتأطیر الساحة الفنیة وتطھیرھا ووضع نقابة تسھر على الدفاع عن الفنان وحقوقه، لیتفرغ للإبداع الفني فقط. فالدراما في الجزائر لا تزال حدیثة ولا نزال نتخبط، لأن ھناك منتجین یستعبدون الممثلین ویمارسون علیھم الحقرة، فإن لم تغربل الساحة الفنیة سنبقى في نفس الحلقة، كما أتمنى أن یضع الممثلون الید في الید ونحب بعضنا.

الشروق: ما الأعمال التي ترین بأنك نجحت فیھا أو أنت راضیة عن أدائك فیھا؟

ـ «الذكرى الأخیرة» وكذلك «لالة زینب»، ھذا العمل لم یأخذ حقه، سواء في التمویل أم غیره. فھو عمل مقتبس من مسرحیة «عدو الشعب» للكاتب ابسن، كان من الأعمال الأحب إلي، فتم تصویره في حمام ملوان، وسط دیكور طبیعي جمیل جدا، كما أن قصته رائعة، حیث أدیت دور زینب، إلى جانب فنانین رائعین، على غرار مصطفى لعریبي ولیندة سلام ونضال الجزائري وعبد الكریم بریبار وأكرم جغیم وغیرھم.. وكان بالنسبة إلي أجمل عمل بفریق جزائري مئة بالمئة، وقد تم عرضه سنة 2018.

الشروق: ھل یمكن أن نرى ملیكة بلباي في أعمال تاریخیة؟

ـ نعم، لكن في عمل تاریخي جدي، لأنه لا یمكن استسھال ھذا النوع من الأعمال، فقد كانت لي تجربة للعمل في مسلسل تاریخي مع مخرج عربي وانسحبت، عندما كنت في بلاطو التصویر، بعد أن لاحظت عدم الحرص على الحقائق والتحري في مصداقیتھا.. فھذه الأعمال تتطلب الجدیة وتوفیر كل الإمكانیات، لأن العمل بمثابة ذاكرة، وأنا ضد الاعتماد على مخرجین غیر جزائریین في أعمال تاریخیة، لأن ذلك یوسع ھامش الوقوع في الخطإ، وھذا أمر غیر مقبول، كما لا یمكن أن نھمل سیمیولوجیة الصورة المھمة جدا في ھذه الأعمال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!