-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إرهابيون.. وبعد؟

حسين لقرع
  • 2358
  • 6
إرهابيون.. وبعد؟

لم يكن أكثرُ الصهاينة تفاؤلاً بتعزيز العلاقات مع مصر، يتوقع أن يأتي يومٌ ويتلقون فيه كل هذه الخدمات الجليلة التي يقدّمها لهم الانقلابيون هذه الأيام على طبق من ذهب، حتى أن بعض إعلامييهم وقادتهم لم يخفوا ذهولهم وهم يتابعون هذه التطورات “التي فاقت كل التوقعات” على حدّ وصفهم.

في البداية، شدّد النظام الانقلابي الحصار على غزة وأغلق معبر رفح، ثم دمّر جلّ الأنفاق وشرع في اقامة منطقة عازلة بعد هدم كل البيوت في رفح المصرية، وهي خطوة فاجأت حتى الصهاينة فصرّح أحد قادتهم بأنهم حتى عندما كانوا يحتلون سيناء بعد حرب 1967، لم يجرؤوا على مثل هذه الخطوة لقطع الدعم عن فلسطين، ولكن الجيش المصري فعلها، وعزل غزة تماماً عن العالم لأول مرة في التاريخ.

والآن يُصدِر القضاء المصري الذي تحوّل إلى مجرد أداة للانقلابيين ليصفّوا بها حساباتهم مع خصومهم في داخل مصر وخارجها، قرارا قضائيا يصنّف كتائب القسام  منظمة إرهابيةليفوق بذلك الاتحاد الأوربي نفسه الذي تراجع عن هذه الخطوة منذ أسابيع.

النظام الانقلابي يختار إذن أن يتخندق إلى جانب الكيان الصهيوني ويصنّفا معاً المقاومةإرهاباً، وقد يشنان مستقبلاً حرباً مشتركة على غزة بذريعة مكافحة الإرهاب“.. وبالأمس فقط أطلق جنود مصريون النار باتجاه مواقع أمنية في غزة.

 لا شيء يمكن استبعادُه اليوم بعد أن بلغت الأمور هذه الدرجة من الحقد والعداء والكراهية التي يغذيها إعلامٌ مصري موتور لا همّ له إلا شيْطنة حماس وتحميلها كلّ المصائب التي لحقت بمصر؛ فهي التي تساهم منذ أزيد من عام ونصف عام في دعم الإرهاب في سيناء وتوفير التدريب والأسلحة والملاذات الآمنة له، على حدّ زعم إعلام الفتنة والتحريض والبغضاء.

إثر كل عملية في سيناء، نسمع الأسطوانة نفسها، والاتهامات ذاتها، ولكن لا دليلَ يُقدَّم للعالم، كل ما هنالك هو دعاية إعلامية جبّارة تحوّل الباطل إلى حق والأكاذيب إلى واقع.. حماس مجرّد كبش فداء جاهز يقدّمه النظام الانقلابي في كل مرّة لمداراة عجزه عن التصدي لخطرداعشالمتعاظم في سيناء والذي استفاد من الترسانة الهائلة للأسلحة الليبية المهرّبة إلى مختلف بؤر التوتر في الشرق الأوسط والساحل، هذه هي الحقيقة التي يتخفى وراءها الانقلابيون بتصنيفهم القسّاممنظمة إرهابيةمع أن العدوّ الذي يوالونه اليوم هو الأجدر بهذا التصنيف؛ فهو الذي قتل آلاف الأطفال في غزة بدم بارد، وقتل قبل ذلك عشرات الآلاف من الجنود المصريين في حرب 1967 بسيناء.

 

سلاحُ المقاومة مصوّبٌ نحو الاحتلال وحده، ولا يمكن أن تتورّط في توجيهه إلى أيّ بلد عربي مهما بغى عليها وتجبّر وظلم. كتائب القسامرفعت رأس الأمة عالياً في ثلاثة حروب بعد أن أذلتها جيوشُ العار العربية في ثلاثة حروب أيضاً، وهي تمارس حقها الشرعي والقانوني الذي تكفله لها كل الشرائع والقوانين الدولية في مقاومة الاحتلال، ولكن إذا أصرّ من عاداها على وصف مقاومتها بـالإرهابفليصفها بما يشاء، وستواصل القسّام ممارسته دون عقدة إلى غاية تحرير الأرض والمقدّسات ولو كره الصهاينة والانقلابيون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • بن بريك

    لو كان عدوهم الوحيداسرائيل لهان الامر و الحل كما تقترح لكن شعب فلسطين محاصر من طرف اسرائيل في الداخل وهذا ومن نظام عباس ومن طرف جيش السيسي ولا نقول جيش مصر الشرفاء فلا تصله جرعة فضلا عن الغذاء والدواء اما السلاح فقد صنف القضاء المصري المقاومة في خانة الارهاب ومحاصر من طرف الاردن .المساعدات العربية تسلم لاسرائل ثم الى عباس مقابل تنازله عن حقوق الفلسطينيين للصهاينة.عندما تثار المقاومة لشعبها اول من يندد حكام مصر ورام الله وينعتوهابالارهابية .لست يائسا لكن خنجر اخوانهم العرب في ظهرهم اشد كبلهم

  • شويش

    الطريق الوحيد للشعب الفلسطيني الشقيق للتحرر من الصهاينه ليس الاشقاء في مصر ولا العالم الاسلامي والعربي ولا المفاوضات بل التصنيع الحربي والعمليات الاستشهاديه المزلزله في العمق الاسرائيلي يجب عدم تركه يلتقط انفاسه حتي يخرج من جميع الاراضي المحتله يجب علي ابناء فلسطين في غزه والضفه الغرببيه ان يدمروا اقتصاد العدو ومصالحه في الداخل والخارج وليعلموا انهم تنتظرهم الحور العين والجنان

  • ياسيف

    طول عمرو النظام المصري والعربي والخليجي خاصةرهن اشارة الصهاينة

  • بدون اسم

    يجب تسمية الاسماء بمسمياتها فان ما يسمى بالجيش المصرى ليس كدلك بل هو عبارة عن عصابات تاتمر بزعيم العصابة و الدى بدوره ياتمر باوامر اسياده الصهاينة اما المقاومة الفلسطينية لا يضرها كيد هؤلاء المعتوهين لان مصيرهم الى زوال مثل اسيادهم

  • بدون اسم

    علينا ان نفهم الدرس .نظام مصر لم يعد في خدمة مصر والامة العربية بعد الانقلاب على مرسي الذي اختاره المواطنون المصريون بكل حرية وشفافية رئيسا لهم .بل اصبحت مصر السيسي ونظامه كمكا خطط لذلك جزءا من منظومة الدفاع على مصالح امريكا واسرائيل في المنطقة مقابل المساعدات العسكرية.لا غرابة في الانقلاب على الرئيس مرسي لانه لا يخدم مصالح اسرائيل وامريكا اما السيسي فجيء به لانه الضامن لمصالحهم في المنطقةلكونه ابن يهودية لذلك يعادي المقاومة الفلسطينية والاسلاميةخاصة لانه يهودي من الام.علينا ان نعي هذه الحقيقة.

  • ريان

    الله ينصر المجاهدين ضد الصهاينة و يثبت أقدامهم و يوحد كلمة المسلمين علی الحق اللهم امين.