الرأي

إرهابيون.. وبعد؟

حسين لقرع
  • 2359
  • 6

لم يكن أكثرُ الصهاينة تفاؤلاً بتعزيز العلاقات مع مصر، يتوقع أن يأتي يومٌ ويتلقون فيه كل هذه الخدمات الجليلة التي يقدّمها لهم الانقلابيون هذه الأيام على طبق من ذهب، حتى أن بعض إعلامييهم وقادتهم لم يخفوا ذهولهم وهم يتابعون هذه التطورات “التي فاقت كل التوقعات” على حدّ وصفهم.

في البداية، شدّد النظام الانقلابي الحصار على غزة وأغلق معبر رفح، ثم دمّر جلّ الأنفاق وشرع في اقامة منطقة عازلة بعد هدم كل البيوت في رفح المصرية، وهي خطوة فاجأت حتى الصهاينة فصرّح أحد قادتهم بأنهم حتى عندما كانوا يحتلون سيناء بعد حرب 1967، لم يجرؤوا على مثل هذه الخطوة لقطع الدعم عن فلسطين، ولكن الجيش المصري فعلها، وعزل غزة تماماً عن العالم لأول مرة في التاريخ.

والآن يُصدِر القضاء المصري الذي تحوّل إلى مجرد أداة للانقلابيين ليصفّوا بها حساباتهم مع خصومهم في داخل مصر وخارجها، قرارا قضائيا يصنّف كتائب القسام  منظمة إرهابيةليفوق بذلك الاتحاد الأوربي نفسه الذي تراجع عن هذه الخطوة منذ أسابيع.

النظام الانقلابي يختار إذن أن يتخندق إلى جانب الكيان الصهيوني ويصنّفا معاً المقاومةإرهاباً، وقد يشنان مستقبلاً حرباً مشتركة على غزة بذريعة مكافحة الإرهاب“.. وبالأمس فقط أطلق جنود مصريون النار باتجاه مواقع أمنية في غزة.

 لا شيء يمكن استبعادُه اليوم بعد أن بلغت الأمور هذه الدرجة من الحقد والعداء والكراهية التي يغذيها إعلامٌ مصري موتور لا همّ له إلا شيْطنة حماس وتحميلها كلّ المصائب التي لحقت بمصر؛ فهي التي تساهم منذ أزيد من عام ونصف عام في دعم الإرهاب في سيناء وتوفير التدريب والأسلحة والملاذات الآمنة له، على حدّ زعم إعلام الفتنة والتحريض والبغضاء.

إثر كل عملية في سيناء، نسمع الأسطوانة نفسها، والاتهامات ذاتها، ولكن لا دليلَ يُقدَّم للعالم، كل ما هنالك هو دعاية إعلامية جبّارة تحوّل الباطل إلى حق والأكاذيب إلى واقع.. حماس مجرّد كبش فداء جاهز يقدّمه النظام الانقلابي في كل مرّة لمداراة عجزه عن التصدي لخطرداعشالمتعاظم في سيناء والذي استفاد من الترسانة الهائلة للأسلحة الليبية المهرّبة إلى مختلف بؤر التوتر في الشرق الأوسط والساحل، هذه هي الحقيقة التي يتخفى وراءها الانقلابيون بتصنيفهم القسّاممنظمة إرهابيةمع أن العدوّ الذي يوالونه اليوم هو الأجدر بهذا التصنيف؛ فهو الذي قتل آلاف الأطفال في غزة بدم بارد، وقتل قبل ذلك عشرات الآلاف من الجنود المصريين في حرب 1967 بسيناء.

 

سلاحُ المقاومة مصوّبٌ نحو الاحتلال وحده، ولا يمكن أن تتورّط في توجيهه إلى أيّ بلد عربي مهما بغى عليها وتجبّر وظلم. كتائب القسامرفعت رأس الأمة عالياً في ثلاثة حروب بعد أن أذلتها جيوشُ العار العربية في ثلاثة حروب أيضاً، وهي تمارس حقها الشرعي والقانوني الذي تكفله لها كل الشرائع والقوانين الدولية في مقاومة الاحتلال، ولكن إذا أصرّ من عاداها على وصف مقاومتها بـالإرهابفليصفها بما يشاء، وستواصل القسّام ممارسته دون عقدة إلى غاية تحرير الأرض والمقدّسات ولو كره الصهاينة والانقلابيون.

مقالات ذات صلة