-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إساءة بليغة للإسلام

حسين لقرع
  • 5302
  • 20
إساءة بليغة للإسلام

الجريمة المروِّعة التي ارتكبها مسلمان في لندن بحق جندي بريطاني، لا يمكن إلا أن تُدان بكل المقاييس، فهي إساءة بليغة للإسلام، ولا تخدم 1.5 مليار مسلم في شيء، بل ستُلحق بهم أفدح الأضرار وستُفاقم موجة “الإسلاموفوبيا”، وتصعّد جرائمَ الكراهية والاضطهاد ضد مسلمي المهجر وضد مساجدهم هناك.

 لقد جاءت هذه الجريمة النكراء لتنسف تقريباً الجهود التي بذلها العلماءُ والدعاة في الغرب، لسنوات عديدة لطمأنة الغربيين والتأكيد أن الإسلامَ دينُ رحمة وتسامح وتعايش مع أتباع باقي الديانات، وتمنح فرصة ًمن ذهب لليمينيين المتطرفين في أوربا وأمريكا وحتى في جنوب شرق آسيا، حيث يُضطهد مسلمو ميانمار وسيريلانكا وغيرُهم في الأشهر الأخيرة، لتصعيد حملاتهم على الإسلام والمسلمين، والزعم بأن الإسلام “دينُ عنف وإجرام” كما فعل مئاتُ المتظاهرين الساخطين على جريمة قتل الجندي في قلب لندن.

 

   هذان المسلمان اللذان قتلا الجندي البريطاني، ومزّقاه بالساطور ونكّلا بجثته ودعيا المارة إلى تصوير المشهد بالكاميرات.. يُعدّان من أكبر مشوِّهي الصورة الناصعة للإسلام، وإن زعما “خدمته والدفاع عنه” أو تذرَّعا بجرائم الجيش البريطاني في أفغانستان وقبلها في العراق ومناطق أخرى لمحاولة تبرير جريمتهما، ذلك أنهما منحا ذريعة من ذهب لغلاة اليمين المتطرِّف لتصعيد الهجوم الحاقد عليه ومواصلة تأليب شعوب العالم ضده، وكذا إضعاف حجج المدافعين عنه، كما أن جريمتهما الفظيعة قد تجعل الآلاف من الغربيين الذين بدأوا يتعاطفون مع الإسلام ويفكرون في اعتناقه، يُحجمون عن ذلك الآن وهم يتابعون تفاصيل هذه الجريمة المنسوبة إليه ظلماً، ثم إن هذين المسلمين لم يلتحقا بأفغانستان لمقاتلة الجنود البريطانيين وباقي قوات الاحتلال المنضوية تحت لواء (الناتو)، وجهاً لوجه كما يفعل مقاتلو طالبان، بل فضَّلا الفتك بجندي بريطاني آمن وقتله غيلة وغدراً.

   وسواء كان هذان المسلمان سويِّين أو مختلّين نفسياً وعقلياً، وهو الأرجح، فإن عملاً كبيراً ينتظر دون شك العلماءَ والدعاة لإقناع ملايين الشبان المسلمين في مختلف بقاع العالم، وبخاصة الذين يعيشون في شتى بلدان الغرب، بضرورة التحلي بالوسطية والاعتدال وضبط النفس وعدم الاندفاع والتهور وارتكاب الحماقات والجرائم بذريعة الدفاع عن الإسلام والمسلمين، والرد على جرائم جيوش الغرب في أفغانستان أو غيرها، فمن أراد منهم ذلك، فما عليه إلا أن يلتحق بجبهات القتال المفتوحة، بدل أن يقتل الناس غدراً في عُقر ديارهم بطرق سادية رهيبة لا يقترفها عادة إلا غلاة المجرمين المضطربين نفسياً.

   إن مظاهر الغلوّ والشطط وردود الأفعال الخاطئة على إهانة الإسلام والمسلمين في العالم، هي أخطر التحديات التي تشوّه وجه دين الله اليوم، وتعطي المزيد من الذرائع للإعلام الصهيوني والغربي المتحالف معه ليزيده تشويهاً ومسخاً، وعلى العلماء التركيز على مكافحة هذه الآفة بكل جدّية، ويخصصوا لها وقتاً وجهداً كبيرين لإنقاذ آلاف الشباب من مستنقع الغلو الذي يُعدّ أحدَ أخطر التحديات التي باتت تواجه الإسلام وتهدّد المسلمين في الصميم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
20
  • ابو محمد الحسن

    متى قامت الانظمة بتعليم الشباب الاسلام الوسطي المعتدل عبر مؤسساتها؟
    و ما هي الاسباب الحقيقية لغلو و تطرف بعض الشباب المسلم؟

    و متى كان الغرب في حاجة الى ذريعة ليهين و يتهجم على الاسلام
    و المسلمين؟
    ولماذا لما يرتكب مواطن غربي جريمة قتل لايوصف بانه مسيحي؟
    ارجو من الاستاذ المحترم ان يفرد مقالا ليجيب عن هذه التساؤلات ,
    و شكرا,

  • بدون اسم

    عمل مرفوض .

  • ام ملاك

    بل قل لماذا كل جريمة يرتكبها شخص مسلم يتحمل وزرها جميع المسلمين ؟؟؟الجرائم تقترف كل يوم وبأبشع الصور ، نحن ضد الجريمة والظلم والاعتداء أيا كان دين مقترفها .

  • عبد المجيد

    اصبت كبد الحقيقة جزاك الله ببخير

  • فارس

    و من قال انهما مسلمان في بلادنا قتلوا اطفالهم و ابائهم و امهاتهم و لم تعلق بكلمة ام ان الانقليزي عندك اغلي من المسلمين ...انت تدافع عن البريطاني و ليس عن الاسلام

  • AZZAZI

    …والاسلام بشهادة معتنقيه من العلماء والفلاسفة الغربيين والشرقيين بريء من التصرفات الهمجية …لأنه دين الرحمة والسلام …”ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ” المقاومة للمحتل الأجنبي نراها حرب تحرير …ولأنهم هم القوة الغاشمة التي احتلت البلدان العربية والاسلامية قديما وحديثا سياسيا ،اقتصاديا وثقافيا وتفعل الآن كل دلك باعلي مرحل الاستعمار التي هي العولمة -أي استدمار- بالفوضي والفتن واعادة رسم الخرائط التي تتوافق مع مصالحها وليس مصالح الشعوب …
    هدا زمان ليس يفهم أهله … إلا حديث النار أو لغة الدم

  • AZZAZI

    …وان كان البعض منا يتقزز من أفعال تنسب الينا ظلما وبهتانا … يتخيل لنا أن من ينسبونها لنا هم تلاميدة الصهاينه …لآن اللوبي الصهيوني موجود في كل زاوية من العالم …والعلاقة بين بريطانيا وأمريكا -واسرائيل علاقة خاصة ، وان كانت في الحقيقة علاقة تبعية بامتياز .أما بوصمنا بصفة الارهاب …فكلمة [الارهاب] في الاسلام لاتعني القتل والتفجير وازهاق الأرواح بدون وجه حق …الارهاب يعني التخويف من الاقدام علي ارتكاب فعل لا تريه …معني يشبه الردع دون ارتكاب أي فعل سيء.أما ما يصفون المسلمين به الآن هو [الرعب ] بعينه

  • أبو علي

    هذه هي الصورة التي يقدمها التكفيريون للغرب عن الإسلام، يصورون الإسلام على أنه دين لنبش القبور، وشق الصدور وقطع الرؤوس.

  • احمد01

    ...غالبية التعليقات المحشوة حشوا والمركبة تركيبا ......هي الاساءة نفسهالمن يدعون الاسلام والانتماءاليه.....ركزوا على فحواها وستقفون على الرداءة والاساءة للاسلام...انتم..وعقلياتكم المحدودة والفارغة سبب هذه الاساءات؟

  • العابد

    مات انجليزي و مات اكثر من ألف مسلم

  • محمد رايس

    مؤامرة كبرى ضد الاسلام للتمهيد لخروج الاعور الدجال . ...!! اتسائل بحق في اي عصر تعيشون بهذه الافكار . افتحوا عقولكم قليلا . لماذا نرد جميع خيباتنا على مؤامرات الغرب . هل تظن ان الحرب العالمية الثالثة تقوم بين الصهيونية و المسلمين . اعتقد ان الحروب العالمية تقوم بين طرفين متعادلين نسبيا ربما ستقوم هذه الحرب التي يزعمون بين الصين و امريكا مثلا اما حال المسلمين فهو ليس في افضل حال بل في الحضيض . الدول المتحضرة تتسابق للوصول الى الفضاء اما المسلمون فيتحضرون لاستقبال الدجال ...!

  • لطيف

    بارك الله كاتب المقال..أعتقد أن هناك عمل كبير يقع على عاتق الدعاة لينتشلوا الغربيين الذين أسلموا من دركات التطرف والغلو فهناك سوابق عديدة تبين أن هؤلاء قد تورطوا في العديد من الأعمال الإجرامية كالكندي الذي تورط في عدوان تيقنتورين

  • عبدالله

    بعد أن قام مشائخ الضلال بإنفاذ فتاوى التكفير، وحللت ودعت إلى قتل المسلم للمسلم، وعممت الفساد في الأرض على أنه جهاد وحرية، بعد ذلك ليس مستغرباً أن يصبح بعض الشباب المسلم المتشوه يُخرِّب مجتمعاته أينما كان، وذلك بالتأكيد لا يخدم إلا مشاريع الصهاينة والإستعمار. هذا يكمل نصف المشهد الوارد في المداخلة (3) محمود من الجزائر

  • يزيد

    يا كاتب المقال يوجد دين واحد هو الاسلام اما الباقي كفر وشرك لا حولة ولا قوة الا بالله العلي العظيم مثقف جاهل او يستهجل

  • بدون اسم

    لماذا نضع دوما انفسنا مدافعين وهل شخص او شخصين يمثلون مليونين هناك مليوني مسلم في بريطانيا عاشو سنوات ولم تحدث منهم مشاكل وحتى اللاجئين في بريطانيا فلماذا يحاكم ااسلام و المسلمون لحوادث فردية لماذا حين ارتكب المتطرف النرويجي مجزرته لم يتهم ديانته رغم كرهه للاسلام لن نعتذر ولن نكون في موقف تهام ويجب على بريطانيا ان تراجع سياستها بدل ان تتهم الاشراف جزافا انشري يا شروق

  • المراقبة بصمت

    بسم الله والصلاة على رسول الله

    من فضلك يا استاذ ياسين امانة ان تقرا كتاب مسيطرون حمله من نت ساعتها تفهم ما يدور في العالم وان محاولات تشويه صورة اسلام مبرمجة ومخطط لها من طرف صهاينة من اجل اذكاء الحرب العالمية الثالثة بين الصهيونية والمسلمين تمهيدا لخروج الاعور الدجال

    وامانة عليك انت تطلب من كل صحفيين الجزائرين وغيرهم ان يقرؤا هدا الكتاب وكتب اخرى للمؤلف عبد الحميد هشام من فضلك هده امانة حتى تكشفوا مخططات تشويه الاسلام

    من فضلك من فضلك انشر فالامر جلل لايحنمل التاخير

  • amal

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    موضوعك رائع أيها الأخ الكريم حسين لقرع، وتحليلك جد منطقي
    أنني اقرأ لك مواضيعك المفيدة في جريدة البصائر
    وفقك الله

  • محمود

    من يطلع على حجم خوفك على الإسلام والمسلمين يتصوّر أن الغرب كان يحضن أمتنا بدف بين ذراعيه.وما الذي اقترفناه من منكر طيلة قرون الإحتلال والدمار وتشويه معالم ثقافتنا حى نعامل تلك المعاملة؟أنا ضد الجريمة ليس خوفا على صورة الإسلام عندهم لأن الإسلام عندهم غير مقبول ولن ينتظروا مثل هذا المبرر كي يشوهوه.أنا متعاطف مع أسرة المعتدى عليه وفقط لكني أيضا ضد هذا التوجه الغير منطقي في تحليل الواقع.لو كانوا فعلا منصفين لعلموا ان الإسلام ليس فئة متطرفة من اهله ويشرحوا ذلك لذويهم.وقد يكون الأمر من فعلهم.من يدري

  • بدون اسم

    أحسنت يا حسين فأنت محق في كل ما كتبته كما يقول المثل "يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه"

  • أبو عبد الله السعودي

    عمل مرفوض .

    وأؤيدك بترجيح أن من قام بهذا الفعل ليس سويا من الناحية العقلية .. وأعان الله الجاليات المسلمة والعربية في تلك البلاد .