-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“إسرائيل” البريئة وحماس المُجرِمة!

حسين لقرع
  • 2003
  • 0
“إسرائيل” البريئة وحماس المُجرِمة!

رفضت محكمة مصرية، أول أمس، النظر في دعوى قضائية تطالب باعتبار الكيان الصهيوني “دولة” إرهابية بذريعة “عدم الاختصاص”، وكانت المحكمة نفسها قد رفضت أيضاً في 16 أفريل 2014 دعوى مشابهة تطالب بحظر الأنشطة الصهيونية في مصر، وتحكم أيضا بـ”عدم الاختصاص”.

لكن المحكمة ذاتها رأت نفسَهامختصةحينما تعلّق الأمر بدعوى قضائية رفعها محام حاقد مأجور ينتمي إلى النظام الانقلابي ضد حركة حماس، وطالب فيها بتصنيفها  منظمة إرهابية، وقد استجابت له هذه المحكمة في 28 فبراير الماضي.

ويأتي هذا الحكم ليقدّم دليلاً إضافياً على أن القضاء المصري قد تخلى تماماً عن حياديته واستقلاليته وتحوّل إلى مجرد أداة طيّعة بيد الانقلابيين يحكمون بواسطته على خصومهم كما يشاؤون، ويبرّئون من يريدون؛ بالأمس برأ قضاءُ الزور والعار الرئيسَ المخلوع مبارك والعادلي وكبار معاونيه من تهمة قتل 866 متظاهر خلال ثورة 25 يناير 2011، وكأن هؤلاء الضحايا قد قتلتهم كائناتٌ مجهولة جاءت من الفضاء وليس رجال أمن، في حين حَكم بالإعدام على الرئيس الشرعي محمد مرسي وعدد كبير من شرفاء مصر دون ذنب اقترفوه.. واليوم يبرّئ هذا القضاء كيان الاحتلال من تهمة ممارسة الإرهاب ضد مئات الآلاف من الفلسطينيين والعرب طيلة 68 سنة، منهم آلاف الأسرى المصريين الذين أُعدموا في حرب 1967 بسيناء، وهي جريمة حرب، في حين يدين حركة حماس التي تقاوم في غزة وتسعى إلى تحرير فلسطين، ويتّهمها بـالإرهاب“.. أليس هذا تطابقاً بين تفكير الانقلابيين وتفكير الصهاينة؟    

مؤسس جريدةالمصري اليومهشام قاسم عبّر عن هذه الوضعية الغريبة بتصريح أدلى به أمس، لصحيفةيديعوتالعِبرية، زعم فيه أنإسرائيلليست هي عدوّ مصر، بل إن عدوّهاالحقيقيهو حماس. وتفاخر قاسم بوصْفِه بـالمُطبّععوض أن يرى ذلك الوصف شتيمة ووصمة عار كما كان الأمرُ من قبل؛ أي حينما كانت الهرْولة تُخجِل صاحبها وليست مصدر فخر واعتزاز كما هو الحال اليوم، كما تفاخرَ بحجمالتعاون الأمني العاليبين الصهاينة والمصريين ووصفه بـالعمل الجيّد، وأثنى على الدور الكبير للكيان الصهيوني في قبول أمريكا والغرب انقلاب 3 جويلية 2013، ما دفع السيسي بالمقابل إلى إقامةتعاون استراتيجي كبيرمع الصهاينة اعترافاً بـجهودهم، وعلى حساب المستضعفين في غزة ومقاومتها الشريفة.

لا شكّ أن الجريمة التي ارتكبها مرسي خلال سنة واحدة فقط من حكمه، هي قيامه بإخراج مصر من الحضن الصهيوني الذي رماها فيه السادات ومبارك طيلة 32 سنة، وإعادتِها إلى التخندق مجدداً في الصف العربي والذود عن قضايا الأمة كما كان الأمر في عهد عبد الناصر، ولذلك سموا تخفيفه الحصار عن غزةتخابراً مع حماسيستوجب إعدامه شنقاً، ولو تخابر مع العدوّ الصهيوني، وتآمر معه على المقاومة، وشاركه جريمة حصار غزة، لاعتبرَ ذلكعملاً وطنياً عظيماًيستحق عليه الثناء والأوسمة والنياشين.

إنه زمن الأنذال وليس زمن الصناديد والرجال، ولذلك يجد مرسي نفسه مهددا بحبل المشنقة، ولا يجد المرجفون حرجاً من الافتخار بالتطبيع والهرْولة وخدمة العدوّ.. إنها علاماتُ آخر الزمن

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • جزائري

    الوضع في مصر ينعكس إيجابا أو سلبا على غزة، ومن المهم أن يحكمها الوطنيين لا عملاء اسرائيل.. ألا تفهم؟

  • بدون اسم

    "من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

  • اسلام

    نشكر-الكاتب-على-#كلمة_الحق-ما-فض-فوك-يا-استاذ
    بالنسبة-لعمار-باب-الزوار-نحن-امة-واحدة-همٌّ-المصريين-همّنا-وفرحهم-فرحنا-ألهذه-الدرجة-تمكنت-منكم-عقدة-سايس-بيكو؟!متى-تستيقظون؟!

  • احمد عبادة

    نظرا لإنهيار القيم وإنقلاب الموازين وتصدر الرويبضة وألإنهزام الروحي والإتصاف بالغدر والنذالة في تناول شأن بني القوم وألإتزام بالدونية والتخاذل والتملق في التعامل مع الاجنبي الصهيوامريكي يجوز في حقنا كل انتهاك يمس الكرامة الانسانية لاننا في نظر الغرب ومن يتملقونهم من الحكام بحكم التفويض الذي نالوه بعيدا عن إرادة الشعب لا نستحق ان نمارس انسانيتنا وخاصة اذا كانت لها علاقة بالهوية وبالتالي فكل ما نتعرض له من بني جلدتنا يندرج في هذا المخطط الذي ما هم فيه الا بيادق ومعاول هدم تدار بالصيغة الاستدمارية

  • عمار

    وانث واش داخلك في شؤون مصر. ياخي حالة ياخي!

  • kamel

    الكَارِثَةُ الكُبْرَى ، الْمُصِيبَةُ

    إِنَّهَا الطَّامَّةُ الكُبْرَى تلاحق العرب والمسلمين

    إن هذه الإيديولوجية تلاحق وتعذب وتقتل ما لا يحصى من الأبرياء المسلمين