-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إصلاحات الغالب والمغلوب

الشروق أونلاين
  • 4722
  • 1
إصلاحات الغالب والمغلوب

يبدو أن النظام الجزائري في أعلى السراي قد بدأ يحس بفشل وعدم جدوى مبادرته الأحادية الجانب في عملية الإصلاح الجارية من جانب واحد ووحيد، فبدأ يتحين أي فرصة مهما كانت صغيرة وتافهة لاستغلالها في محاولة إنقاذ آلية بن صالح من الغرق..

  • ولكن حاله تبقى دائما كحال الغريق الذي يبحث عن النجاة في التمسك بالقشة. فبمجرد إعلان عبد الحميد مهري مثلا عن استعداده للذهاب إلى لجنة بن صالح حتى دقت طبول الأفراح بهذا النفس من الأوكسجين بعد أن كادت الأمور تختنق وبعد أن دب اليأس نتيجة قلة المصطفين أمام باب اللجنة من الأحزاب والشخصيات ذات التأثير السياسي التي طالما عولت السلطات على استقطابها لهذا المهرجان، واقتصار المهرولين على الجثث السياسية المتعفنة وأشباه الشخصيات والهشيم السياسي التي تعود إلى الحياة كلما حل موعد الانتخابات أو مناسبة مثل هذه ليأخذ النظام منها تزكية سياساته الاحتيالية مقابل ما تمتصه من خزينة الدولة والمال العام.
  • الذعر والخوف من الفشل وصل بالسلطات هذه الأيام إلى تجاوز أعمال لجنة بن صالح وإقدام الرئيس بوتفليقة على وضع برنامج دقيق لاستقبال الرؤساء السابقين الأحياء الذين تداولوا على الجزائر بمن فيهم الذين أبدوا عدم اهتمامهم بالإصلاحات الجارية.
  • هذا ما يعني أن السلطة عازمة على مواصلة سياستها الأحادية بنفس الأساليب والطرق التي تنتهجها منذ الاستقلال من أجل إعادة رسكلة نفسها بعيدا عن تطلعات المجتمع وطموحاته وآماله واحتياجاته وبعيدا حتى عما يجري في العام من أحداث وتطورات متسارعة لا يمكن فصلها عن المصير الداخلي للجزائر، بل وأكثر من هذه الطرق والأساليب البالية أصبحت هذه السلطة في السنوات الأخيرة تمارس مع المجتمع والشعب سياسة الغالب والمغلوب وتعامل هذا المجتمع وهذا الشعب على أنه مغلوب أمامها وعليه أن يقبل ما تفرضه من شروط وسياسات مجحفة وما تمارسه من ظلم سياسي، وهذا ما يجعلها في كل مرة تبادر إلى مثل هذه الألاعيب والمهازل لترسيم هذه السياسة وفرضها على المجتمع بعيدا عن الإصلاحات الحقيقية التي يجب أن تمس أركان الدولة نفسها بكل مؤسساتها التي تحتاج إلى الإنقاذ من الغرق والانهيار.
  • لكن ما يجري اليوم هو تصرفات معاكسة تماما للمطلوب ولا يتعدى أن يكون مجرد إجراءات لإنقاذ النظام وأشخاصه والبحث عن البديل لهؤلاء الأشخاص من نفس الطينة ونفس التوجهات والأفكار والمصالح.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • wao

    وشهد شاهد من اهلها