جواهر

إعدام امرأة في مقصلة ”الكوزينة”!

جمال الصغير
  • 2952
  • 6

كان ”ن . م” متزوجا من ”ف.ك” ومدة زواجهما لا تقل عن 8 أشهر، الراحة التي كان يعيش فيها ”ن.م” جعلته يوفر كل شيء لزواجه من بيت كبير وواسع، وسيارة فاخرة، وشركة ضخمة تجعله مرتاح البال لمستقبل أولاده، وكانت سريته اليومية هو أنه يغادر البيت صباحا، ويعود إليه ليلا، ويكون التعب قد نال منه، مما يجعل إقباله على النوم أمر مفروغ منه بدون مناقشة..
وفي أحد أيام رمضان كان جالسا هو وزوجته ”ف.ك” أمام مائدة الفطور والتلفزيون أمامهم، وإذا بخبر على قناة ”الشروق نيوز” مفاده أن نساء جزائريات ركض تضمانا مع بنت ضربها أخوها، رافعين شعار ”بلاصتي مش في الكوزينة”، فكان الخبر مثابة ظهور إبليس آخر على عقل الزوجة ”ف.ك” بدل إبليس المسجون في شهر الغفران والرحمة، نظرت إلى زوجها بطريقة عنيفة:
– ”والله معهم الحق هذوا البنات، بلاصتنا مش في الكوزينة”
الزوج ”ن.م” اعتقد أن زوجته تمزح، وبما أنه لم يعد صائما، فقد تناول ما تناول، حتى أنه وصل إلى سيجارته اليومية، رد عليها مزاحا:
– ”واه يا لالا بلاصتكم وين”
-”في أي مكان آخر، وسأجعل المطبخ أخر الأماكن التي أكون موجودة فيها ”
غضب الزوج ” ن.م ” وأقلب الطاولة، وبدأ يصرخ بصوت عال جدا:
– ”معنديش زوجة تروح وتخلي بيتها وكوزينة نتاعها، وإذا نرجع كاش نهار ومنلقكش راني نعدمك في مقصلة الكوزينة”
خرج الزوج ” ن.م” وهو في حالة غضب جنونية، إلا الزوجة لم تنحني لهذا الكم الهائل من الغضب، حملت نفسها وغيرت ملابسها ونزلت للركض، واستمر بقاؤها خارج البيت إلى ساعات متأخرة من موعد السحور، إلى أن تذكرت نفسها وعادت إلى بيتها، وعندما فتحت الباب بحثت عن زوجها فوجدته في ”الكوزينة” وأمامه مقصلة إعدام.
– ”يا زوجتي وعدتك بلي نعدمك في الكوزينة نتاعك، ومشكلة حذرتك، أملا أرواحي”
بدأت تجري في البيت، وهو يجري وراءها، تحاول الهروب منه، إلا أن أمسكها وربطها ووضع رأسها في المقصلة، وقال لها:
– ”منخرجش على قواعد الإعدام قولي آخر أمنية ليك، قولي آخر أمنية عندك”
– “حابة نرجع إلى بيتي وزوجي وإلا كوزينتي”
– ”فات الوقت يا زوجتي العزيزة الحاجة لنوعدك بيها هي جنازة راح تليق بيك”
ثم عاد إلى الخلف وضرب الكرسي، لتسقط الزوجة ”ف.ك”، ويبدأ صراعها مع الاختناق وهي على مشارف الموت، تحاول بيدها أن تستغيث بزوجها وهو ينظر إليها قائلا:
– ”واش بيك نعستي، قومي راه بغي يأذن”
هو يحاول أن يجعل تستيقظ، وإذا بها استيقظت وهي تقول:
– ”والله ما نعود نكررها، منيش حابة نموت زوجي ”
الزوجة ” ف.ك” جهزت غداءها، وجلست أمام تلفزيون ومن شدة التعب، بدأ النعاس يغلب عليها، وكانت آخر ما شهدته هو خبر النساء التي خرجن للركض، وحينما قامت من النوم، سألها زوجها:
– ”واش درتي، وشكون كان بغي يقتلك”
نهضت مسرعة إلى ”الكوزينة” وبدأن بتسخين الغداء، وطلبت من زوجها مساعدتها، وحينما جلسوا وراء مائدة الفطور، زوجها أرد أن يضع قناة للأخبار، فقالت له:
– ”خلينا من الأخبار وديرنا كاش مسلسل نتفرجوه”
حلم الزوجة غير فكرها، ربما ليس بسبب قمع زوجها، وإنما كانت مجرد إشارة أن ترك بيتها وزوجها والخروج ليس تحرر وإنما فسادا، وإن العلاقات الزوجية حينما يدخل فيها تحرر تضيع الأخلاق فيها، ولما تضيع الأخلاق تكون الانحرافات الدينية، وهذا ما يعجل في الطلاق غالبا.

مقالات ذات صلة