الجزائر
نشر للأسئلة عبر الفايسبوك في اليوم الأول من امتحان "البيام"

“إفطار جماعي” للمترشحين بسبب الفيزياء.. وخطأ تقني في العربية

نشيدة قوادري
  • 8378
  • 12
أرشيف

انطلقت، امتحانات شهادة التعليم المتوسط، الإثنين، على “وقع” تسريبات أو نشر الأسئلة في مادتي اللغة والعربية والفيزياء دقائق فقط من انطلاق الامتحان، والتي تم نشرها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي مرفوقة بالأجوبة. في حين تم تسجيل “إفطار جماعي” لعديد المترشحين بمراكز الإجراء بسبب مواضيع مادة العلوم الفيزيائية التي أربكتهم. بالمقابل سجل الأساتذة “خطأ تقنيا” في مادة اللغة العربية لم تتفطن له لجنة المراجعة والمراقبة.
وقد مرّ، اختبار مادة اللغة العربية في اليوم الأول من امتحان “البيام” بردا وسلاما على أغلب المترشحين الذي أجمعوا على سهولة المواضيع التي وردت في مستوى التلميذ المتوسط، غير أن الآراء بخصوص مادة العلوم الفيزيائية والتكنولوجية جاءت متباينة، فهناك من وصف الأسئلة بالسهلة نوعا ما، في حين أن عددا كبيرا من الممتحنين وجدوا صعوبة كبيرة في الإجابة، الأمر الذي أربكهم وحطم معنوياتهم رغم أن العربية كانت قد رفعت معنوياتهم.

الفيزياء تـٌفطر المترشحين

شهد اليوم الأول من الامتحان الذي انطلق عبر أزيد من 18 ألف مركز إجراء، إقدام مترشحين على الإفطار بسبب مادة الفيزياء، غير أن اللافت هو فئة الممتحنين الذين التحقوا صبيحة أمس بمراكز الإجراء وهم مفطرون، ولما اقتربنا منهم واستفسرنا منهم عن سبب إفطارهم، أكدوا لنا أن أساتذتهم هم من أفتوا لهم بذلك، بالمقابل أقدم رؤساء مراكز الإجراء على توفير المياه بقاعات الامتحان تطبيقا لتعليمات مديري التريية للولايات.

الـ3 جي تهزم أجهزة التشويش والأسئلة تجتاح “الفايسبوك”

وللسنة الثالثة على التوالي تمكنت تقنيات الـ3 جي والـ4 جي المتطورة من هزم أجهزة التشويش المنصبة بمراكز الإجراء، حيث تمكن عديد المترشحين من إدخال هواتفهم النقالة الذكية إلى قاعات الامتحان، وعقب استلامهم مواضيع الاختبارات أقدموا على تصويرها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة “الفايس بوك” خمس دقائق فقط من انطلاق الامتحان، والتي أرفقوها بعبارات التوسل للحصول على الأجوبة، ولحظات قليلة من نشر المواضيع حتى بدأت الأجوبة تتهاطل على مواقع التواصل الاجتماعي.

لا تأخرات وسط الممتحنين وفرصة ثانية للمتغيبين

والتزم المترشحون بتعليمات وزارة التربية الوطنية أين طبقوها بحذافيرها، حيث التحقوا بمراكز الإجراء في الوقت المحدد نصف ساعة قبل انطلاق الامتحان، فلم تسجل أي تأخرات وسطهم باستثناء وصول بعض الأساتذة الحراس متأخرين، بالمقابل سجل رؤساء مراكز الإجراء تغيب عدد ضئيل جدا من الممتحنين، والذين سيتم الترخيص لهم باستئناف الامتحان في المادة الموالية دون إقصائهم تطبيقا لإلزامية التعليم الأساسي التي تمنع طرد التلميذ في سن 14.

لا زيارات رسمية لمراكز الإجراء

من جهتهم، تقيد مديرو التربية للولايات بتوجيهات وزارة التربية الوطنية، حيث قاموا بمنع كل الزيارات الرسمية البروتوكولية للمسؤولين من ولاة الجمهورية والأميار إلى مراكز الإجراء، لعدم التشويش على الامتحان وعلى المترشحين، حيث اكتفى مديرو التربية ببرمجة زيارات لأمانات المراكز للوقوف على السير الحسن للاختبارات وعلى عملية توزيع المواضيع، دون احتكاك الوفود بالتلاميذ.

أستاذ اللغة: خطأ تقني فادح لم تتفطن له لجنة المراجعة

كشف، أستاذ مادة اللغة العربية، دولاش مصطفى، في تصريح لـ”الشروق”، أن معدي الأسئلة قد وقعوا في خطأ تقني بارز وواضح، حيث لم تتفطن له لجنة المراقبة والمراجعة ولم تتداركه، فقد ورد مضمون “النص” الذي تحدث على ظاهرة اجتماعية منتشرة على نطاق واسع وسط المتمدرسين وهي نسخ البحوث الجاهزة من الأنترنيت، مخالفا تماما لمحتوى “الوضعية الإدماجية” التي تطرقت إلى موضوع محاربة الإدمان على مشاهدة التلفزيون وسط التلاميذ، على اعتبار أن الوضعية الإدماجية تبنى على قاعدة قبلية مكتسبة فورا ومرتبطة ارتباطا وثيقا بمضمون النص الأدبي، وبالتالي فالملاحظ في السؤال هو أن العلاقة بين النص والوضعية أصبحت علاقة “تفكيكية” والتي من المفروض أن تكون علاقة “تركيبية”، من خلال التطرق على سبيل المثال لموضوع محاربة الإدمان على الأنترنيت لتكون بذلك الوضعية الإدماجية مطابقة لمضمون النص.
وأشار محدثنا إلى “مضمون” النص الذي اختير كموضوع لاختبار في امتحان رسمي، والذي تم انتقاءه من مقال صحفي من جريدة الحوار التونسية وليس نصا أدبيا، يتحدث عن ظاهرة اجتماعية منتشرة كثيرا وهي لجوء التلاميذ إلى نسخ بحوث جاهزة من الأنترنيت، بعد ما اكتشف الأساتذة أن التلاميذ يلجأون إلى الانترنيت للحصول على كم هائل من المعلومات، لكن دون اطلاعهم عليها فهم يجهلون حتى مضمونها.

مقالات ذات صلة