-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إلقاء الحجارة “إرهاب” !

حسين لقرع
  • 1232
  • 0
إلقاء الحجارة “إرهاب” !

يندرج القانون الذي صادق عليه البرلمان الصهيوني أمس والمتعلق بتغليظ العقوبة على كل فلسطيني يلقي حجرة على مستوطن أو شرطي، من 3 أشهر حبساً كما هو معمولٌ به منذ سنوات، إلى 20 سنة سجناً، في إطار إمعان الاحتلال في إذلال الفلسطينيين وإهانتهم واحتقارهم وسحق كرامتهم وإنسانيتهم..

هو قانونٌ عنصري ينمّ عن كراهية وحقد شديدين على الفلسطينيين، والواضح أن الاحتلال يريد من خلاله أن يرهب الفلسطينيين بالسجن ويقتل فيهم روح المقاومة تماماً حتى بالحجارة.. ممنوعٌ على الفلسطيني استعمال السلاح الناري لمقاومة الاحتلال ومن يفعل ذلك يُعتبر  إرهابياً، وممنوع عليه حتى إلقاء الحجارة على المستوطنين أو جنود الاحتلال إذا اعتدوا عليه أو صادروا أرضه أو هدّموا بيته أو دنّسوا أقصاه، ومن يفعل ذلك يُعتبر إرهابياًأيضاً حسب وزيرة العدل إليت شاكيد، ويُحكم عليه بالسجن 20 سنة كاملة إذا أدى إلى الإضرار بأي مستوطن أو شرطي، أو على الأقل 10 سنوات إذا لم يترك أي أثر أو أضرار!

ومعنى هذا أن الفلسطينيين مطالبون بالاستسلام التام للاحتلال والخنوع له، وقبول سياساته التعسفية الجائرة التي يمارسها يومياً بحق الفلسطينيين، وعدم مقاومتها بأي شكل من الأشكال ولو بإلقاء حجرة على الاحتلال.. المطلوب فقط من الفلسطيني هو أن يقبل الاحتلال وضياع فلسطين بشكل نهائي، وأن يتعايش معه، وإلا فإنهإرهابيٌينبغي أن تُسلّط عليه أقسى العقوبات.

إنها عقوباتٌ فاشية بأتمّ معنى الكلمة أصدرها عدوّ مجرم ارتكب مئات المذابح بحق الفلسطينيين منذ عام 1948 إلى الآن، وقصف أطفال غزة بالصواريخ والقنابل والمدفعية والفوسفور الأبيض دون أن يرى ذلكإرهابا، أو يعاقبه عليه أحد، في حين يرى أن إلقاء حجر صغير على مستوطن إرهابايعاقب عليه فاعله بأشدّ العقوبات

وإزاء هذا الإمعان في إذلال الفلسطينيين واحتقارهم والتعسّف ضدهم، ينبغي أن يكون الرد العملي مختلفاً تماماً عن لغة التنديدات الجوفاء والاستنجاد بالرأي العام الدولي للضغط على الكيان الصهيوني للتراجع عن عقوباته، فذلك نوعٌ من الذِّلة والهوان.. الرد الحقيقي ينبغي أن يكون بتفجير انتفاضة ثالثة تزلزل الأرض تحت أقدام الاحتلال بالضفة الغربية كما زلزلتها الانتفاضتان السابقتان.. أضعف الإيمان الآن هو العودة إلى انتفاضة الحجارة على الأقل إذا تعذّرت المقاومة بالرصاص كما في غزة، والكف عن ماراطون المفاوضات ومسلسل التنازلات المجانية الذي لم يزد الاحتلال إلا تغوّلاً وتوسّعاً في الاستيطان والتهويد وتصعيد ممارسات إذلال الفلسطينيين واحتقارهم.

نأمل أن يعود الرئيس عباس إلى شعبه وهو في أواخر عمره كما فعل عرفات عقب لقاء كامب ديفيد ويقود انتفاضة ثالثة ضد الاحتلال لعلها تشفع له في ماضيه، إما إذا أبى إلا الاستمرار في غيّه، فيجب أن يأخذ الفلسطينيون زمام المبادرة بأنفسهم، ويوسّعوا دائرة المقاومة الفردية التي تقضّ مضاجع العدو منذ أشهر عديدة واتخذت أشكال الطعن بالسكاكين والدهس بالسيارات، إلى مقاومةٍ شاملة تجرف في طريقها كل من يقف ضدها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • صالح/الجزائر

    4)- عندما تشير وسائل الإعلام عن اتفاق بين السعودية وحركة " حماس " للمشاركة بنحو 700 من مقاتليها في عملية "عاصفة الحزم" لتدمير اليمن الفقير /السعيد ، الذي رفضت السعودية عضويته في مجلس التعاون الخليجي .
    فإننا نشك في جدية المقاومة ، بل إننا أصبحنا نخاف من أن تكون المقاومة بيعت ، لمن يدفع أكثر ، في سوق " المرتزقة "
    نريد لفلسطين أن تكون مرفوعة الرأس .

  • صالح/الجزائر

    3)- الفلسطينيين ، المبعثرين ما بين " الشتات " ، وما بين السلطة(؟) في الضفة وفي قطاع غزة .
    المقاومة تبدأ بتحديد الصديق من العدو بدقة وبالكف عن المتاجرة بالقضية ما بين سوريا وقطر وما بين إيران والسعودية .
    عندما يغادر رئيس المكتب السياسي ل" حماس " دمشق ويفضل الاستقرار في الدوحة ، التي كانت مع العملاء الآخرين ، ومازالت رغم خفة حدتها ، وراء تفجير وخراب سوريا بعد ليبيا .
    عندما يهرول نفس الرئيس إلى الرياض ، التي كانت ومازلت في صف إسرائيل وبقية أعداء الأمة ، وليس مع غزة أو المقاومة .

  • صالح/الجزائر

    2)- إسرائيل أن ترجو من " الفلسطيني استعمال السلاح الناري لمقاومة الاحتلال " ومن لا يفعل ذلك يُعتبر ‘‘ إرهابيا ’’ " ؟ .
    الفلسطينيون مطالبون بالمقومة ، بكل الوسائل المتاحة ، وليس بالاستسلام للعدو .
    لأن الحرية غالية الثمن فهي تنتزع ولا تعطى .
    المقاومة تبدأ بتجديد القيادات المترهلة المنتهية الصلاحية ، أكان في رام لله أو كان في غزة .
    المقاومة تبدأ بتنظيف البيت من مخلفات " كامب دافيد " ومن مخلفات " أوسلو " ومن غيرها ، التي وضعت " كل الأوراق " في يد أمريكا وقتلت ، كما يبدو ، الروح النضالية لدى

  • صالح/الجزائر

    1)- أظن أن القانون يصب في صالح الفلسطينيين الوطنيين المخلصين .
    كانت فرنسا المحتلة ، حسب روايات كبار السن في الجزائر ، تعاقب سارق البيضة أسوأ من سارق البقرة .
    إذا كان القانون الجديد يعتبر كل فلسطيني يلقي حجرة على مستوطن أو شرطي إسرائيلي " إرهابيا " ، ويرفع العقوبة ضده إلى 20 سنة ، فمعنى هذا أن القانون يدفع بالفلسطينيين دفعا إلى اللجوء إلى وسائل أنجع من الحجارة .
    إذا استعملت الحجارة تعاقب ، وإذا استعملت البندقية والسكين تعاقب ، فلماذا لا تستعمل البندقية والسكين فهي الأنجع ؟ .
    هل ننتظر من