-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إلى المصرّين على إضاعة أيام رمضان الغالية

سلطان بركاني
  • 1651
  • 0
إلى المصرّين على إضاعة أيام رمضان الغالية
ح. م

مع أنّنا نقرأ قول الله جلّ وعلا في كتابه الكريم عن رمضان بأنّه أيام معدودات، ومع أنّنا نحسّ بأنّ هذه الأيام تنسحب من بين أيدينا بسرعة عجيبة، إلا أنّنا -إلا من رحم الله منّا- نقضي ساعات رمضان الغالية فيما لا ينفع في دين ولا دنيا؛ ننفق أوقاتنا بسخاء وكأنّ الواحد منهم سيعيش عمر نوح، أو أنّه سيعود بعد الموت ليعيش عمرا آخر؛ إفراط في النوم، جلسات سمر وسهر في القيل والقال، خرجات وجولات في الأسواق بغير هدف ولا منال. بل لعلّ منّا من يقضي ساعات رمضان حول طاولة اللعب بالورق والشطرنج وفي نوادي الأنترنت ينظر إلى المحرّمات!. الموظّفون في الإدارات في عطل غير رسمية، المدخّنون بين الحياة والموت، التجّار لا يفهمون إلا لغة الدينار. النساء لا يسمعن إلا حديث الأطباق… أ لأجل هذا خلقنا؟ أ هكذا نعامل رمضان الذي نعدّ الأيام لقدومه؟ ألسنا نقرأ قول ربّنا جلّ وعلا: ((أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُون)) (المؤمنون: 115)، نحن لم نخلق ليتحوّل اللّهو والعبث أصلا في حياتنا، في غير رمضان، كيف والحال أنّنا نعيش أياما وليالي يتمنّاها أهل القبور، ويبكي عليها كلّ مبتلًى ومعذور؟.

لينظرْ كلّ واحد منّا في حاله ولْيسأل نفسه: كم يضيّع من ساعاتٍ كلّ يوم فيما لا ينفعه في دينه ولا دنياه؟ وكم ساعة يضيّع في الأسبوع وفي الشهر وفي السنة؟ كم ساعة ضيّعها خلال 20 أو 30 أو 40 سنة عاشها بعد البلوغ؟ إذا كان يضيّع 3 ساعات فقط كلّ يوم، فإنّه يضيّع من عمره كلّ عام شهرا ونصف الشهر!.

ثمّ ليسألْ كلّ واحد منّا نفسه: كم رمضانًا صام منذ بلوغه، وكم ساعة ضيّع من كلّ يوم صامه؟ وهل أدرك رمضان الذي أعتق فيه من النّار أم إنّه لا يزال مرتهنا لها رغم كلّ الفرص التي أتيحت له؟.

أخي المؤمن.. ضياع الوقت أعظم من ضياع المال، بل أعظم من الموت، لأنّ الموت يقطعك عن الدّنيا وأهلها، وضياع الوقت يقطعك عن الله والدّار الآخرة، ومن علامة سقوط العبد من عين الله أن يفتح عليه باب الكسل والفراغ وإضاعة الوقت، فلا يُرى إلا في لهو ولغو وضحك وسمر وسهر، وكما قيل: “علامة المقت إضاعة الوقت، هذا في غير رمضان، فكيف بإضاعته في رمضان؟.

فالله الله أخي المؤمن في أيام وليالي رمضان الغالية، اغتنمها قبل أن يأتي عليك يوم تندم على انقضائها وضياعها، وتتمنّى لو تعطى فرصة أخرى، ولكن هيهات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • أبوسلمان

    حقا ما قلت ياشيخ والكثير منا لا يعلم قيمة رمضان ولهذا تضيع الأوقات هدرا .

  • بدون اسم

    و له في المدلول ( لمن يعتبر ) عبرة و برهان . جازى الله عنا أخينا خير جزاء . وتقبل الله صيام الجميع والسلام على من اتبع الهدى.

  • محمد الطاهر

    .....مجرد كلام

  • بدون اسم

    بوركت اخي

  • بدون اسم

    جزاك الله عنا كل خير