-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إلى من يكسرون قيود اليأس

إلى من يكسرون قيود اليأس

برزت في المدة الأخيرة طاقات صحفية وفنية شابة عبر مختلف أصناف وسائل الإعلام، أثبتت جدارتها وقدرتها على تبوأ مختلف المناصب، وشدت إليها الجمهور إن بكتاباتها أو برامجها المميزة أو إبداعاتها الثقافية والفنية والتقنية المميزة، رغم الصعوبات وقلة الإمكانيات وكثرة التحديات…

هذه الطاقات والقدرات ما كانت لتبرز لولا بصيص الأمل الذي رأوه هنا أو هنالك في هذه المؤسسة أو تلكمما يؤكد أننا لا نحتاج في بلادنا سوى إلى منع اليأس من أن يُحْكِم قبضته علينا بفعل فاعل وتخطيط مدبر.. لا نحتاج سوى إلى تحرير الطاقات الكامنة ووضع الثقة في أجيال صاعدة كثيرا ما وصفناها بقلة الخبرة وبالكسل والخمول وانعدام الإبداع والتهاون والاعتماد على الغيرولم نسمح لها بالدفاع عن نفسها أو بحق النقض

صحيح، غالبا ما تُهيمن على تفكيرنا تلك النظرة القاتمة عن شباب اجتمعت فيه كل الصفات السالبة، وكثيرا ما تَفرض عيّنات حيّة منه نراها أمامنا، تلك الصورة البائسة التي التصقت بأذهاننا عن هؤلاء منذ سنوات، ولكننا عندما نُمْعِن النظر فيما يُمكن أن يَحدث من تغيير لديهم إذا ما وَجدوا أدنى بصيص أمل، أدنى الإمكانيات المطلوبة، أدنى الحقوق، أدنى الحريات، أدنى الرعاية، فإننا سنرى هذه الصورة تتحول إلى عكسها تماما وبسرعة فائقة

هكذا هو حال الجزائر برمتها، في جميع المجالات، وفي كافة المستويات.. في حاجة فقط إلى من يمدها بالأمل من خلال تحرير طاقاتها الكامنة وتمكين قدراتها من أن تُبدع وتبتكر.. في حاجة إلى كسر تلك القيود التي مافتئت تُكبِّلها من خلال تزييف السياسة وعراقيل الإدارة واحتقار العلم، واحتكار النشاط الاقتصادي والاجتماعي، وتغييب فرص العمل، والتقليل من قيمة الفعل الثقافي والإبداعي، وبيع وهم الرفاه والتقدم عبر قوائم طويلة للانتظار ووعود قد تستمرّ سنوات وعقود..

نحن في حاجة إلى كسر كل هذه القيود المفروضة على سياستنا وعلمنا وثقافتنا واقتصادنا ومجتمعنا وفي المقام الأول على أجيالنا الصاعدة..

في حاجة إلى فعل سياسي إرادي يستلهم من تجربة الإعلاميين الناجحة تجربة تقوم على كسر قيود اليأس هذه واستبدالها برفع رايات الأمل والثقة في المستقبل، لدى كل من مازالت لديه إرادة مخلصة للعيش فيه في بلده وبين أهله وذويه

 

نحن بحق اليوم في حاجة للسماع عن مَن يَصنعون الأمل، اليوم عبر الصحف والمجلات وشاشات التلفزيون، وغدا في الواقع إن شاء الله.. شكرا لكم على كل ذلك.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • بدون اسم

    كسر اليأس ليس فقط في الإعلام، فهناك شباب يافع استطاع بفعل قوة الإرادة لديه و حبه للعمل أن يصنع لنفسه إمكان مادي خاصة في المجال الفلاحي، هؤلاء الشباب حتى لم يستفيدوا من دعم تشغيل الشباب لكنهم شقوا طريقهم و هم يصنعون إمكاناتهم بأيديهم و ما حباهم الله من إرادة في العمل؟؟؟

  • عبد الحميد السلفي

    السلام عليكم.
    إنّ من منشّطات الآعمال ومجددات الآمال كلمة سرور تدخلها في قلب أخيك المؤمن وإنّ ما ذكرتموه في مقالكم ليصب في الهدف النبوي صبا. يزيد الجاد في طلبه صبرا ويفتح الآفاق في زمن كثر فيه البكاء والعويل على ما مضى من مجد ،فقتل في عودهم الإبداع وحب النهوض من بعد الركود.فهي يا شباب فعليكم للنصح بالإستماع ومن أفواه أهل الخير الإستمتاع.

  • سعيد مقدم

    شكرا على دعمك لي.بهذه الكلمات الجميلة.

  • كلمة حق

    عندما تفتح الصفحات للسب والشتم والوصف بأقبح الأوصاف هذا ليس حرية تعبير إنما قلة أدب انظر الى الكم الهائل من السب للأساتذة والله عيب يوميا تحرر المواضيع والسبب معروف والتعليقات لا يتم فرزها حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من وكل نفسه لسب الآخرين وإيذاء مشاعرهم

  • شوشناق

    Don't give up where there's a will there's a way inshea Allah

  • سعيد مقدم

    يا أستاذ سليم أتمنى أنك قد اعجبت بمقالي المنشور في جريدة الشروق يوم أمس 16-03- في عمود حق الرد للأستاذ جمال لعلامي بعنوان "حرب الأزواج".

  • سعيد مقدم

    أستاذ سليم صخرة اليأس لازلت أحملها فوق ظهري الذي أنحنى وأنا في ريعان شبابي من ثقل اليأس الذي أحمله.أحمل معي حلم لازال في طابور الانتظار.
    اتدري يا سليم أصبحت اليوم كعابر السبيل لا يترك بابا الا وطرقه. طرقت باب قادة بن عمار .باب جمال لعلامي. باب سليم قلالة.باب محمد يعقوبي مدير جريدة الحوار. لكن يا سليم لا حياة لمن تنادي لا احد منهم شق صخرة اليأس التي أحملها فوق ظهري.

    أريد أن اكون اعلاميا بارزا.لأني أملك الطموح والرغبة والامكانيات الفنية والصوتية.أتلاعب بالألفاظ.أجيد فن الاثارة ....

  • مواطن

    لست من قطاع الإعلام ولم أطلع على بروز طاقات نتيجة كسر القيود.لكن أستغل هذه الفرصة لأدلي برأيي حول إعلامنا بصورة عامة.ما عدا البعض القليل فإن الركاكة في تكرار قلة من المواضيع السياسية تفسح المجال لمن يريد إفراغ كبته للسب والشتم وترويج كلام السفهاء بين سائر القراء مما يوحي بأن تلك الجريدة أو الشاشة لا تبحث في الحقيقة إلا عن رفع نسبة المتابعين لها ضاربة عرض الحائط دورها التربوي داخل المجتمع.إن الصحفي الذي ينشر دون تحقيق دقيق ما يطعن في الأشخاص أو المؤسسات لا يخدم مصلحة المجتمع بل يعتمد ترسيخ اليأس.