الجزائر
تجارة تسيل لعاب الشبان والشابات والشرطة في حرب ضد البارونات

إمبراطورية ليريكا.. الحبة الواحدة بـ700 دج وحمولات بسعر 200 مليون

الطاهر حليسي
  • 13837
  • 4
ح.م

تشهد ظاهرة المهلوسات والأقراص المخدرة استفحالا لدى الشبان وحتى الشابات سواء، من حيث الاستهلاك والاتجار، فكل الإحصائيات تشير أنها في ارتفاع كبير بالنظر لعمليات الحجز التي تكشف عن الآلاف منها خلال الأسبوع والمئات يوميا في كافة مناطق ولاية باتنة على وجه الخصوص. يفسر بعض العارفين بخبايا سوق المؤثرات العقلية “بسيكوتروب” أن الاتجار بها يشهد الذروة لسببين، هما أن حمل كميات كبيرة منها لا يتطلب وسائل وعتادا مثل الخمور مثلا، يكفي لحقيبة يدوية أن تخفي المئات مثلما وقع مع المراهقة التي تم توقيفها بداية الأسبوع بباتنة وبحوزتها 329 قطعة، لكن الحافز المادي مغر للكثيرين، فحبة بريقالين 300 ملغرام المعروفة بليريكا تباع بـ700 دج، فيما يبلغ سعر بريقالين 150 مليغرام 350 دج للقطعة، وتكشف الحجوز الكبيرة أن مبالغ طائلة على المحك وفي مزاد سوق غير شرعية ما فتئت تتطور، وتشكل رافدا ماليا سهلا وسريعا يغري الكثير من الشبان والشابات من الطبقات المحرومة الباحثة عن ثراء مادي في مجتمع صار استهلاكيا دون ضوابط.

وتشير معلومات أن عديد التجار دخلوا المجال عقب اكتشافهم أن الربح يبلغ الضعف دائما، بل إن أحدهم قايض سيارته بحمولة من علب المؤثرات العقلية واقتنى سيارة جديدة يبلغ ثمنها ضعف سيارته الأولى، علما أن قيمة الشراء تبلغ أحيانا بين 100 مليون و200 مليون سنتيم لعلب المؤثرات العقلية، التي يتم تدبيرها عبر شبكات تهربها من بعض المؤسسات والمصانع الدوائية وحتى المستشفيات أو من وراء الحدود، وتشكل تركيا بلدا جديدا تجلب منه الأقراص بكميات وافرة.

هذا السوق مرشح للازدهار مستقبلا بفعل الركود الاقتصادي الذي تشهده البلاد، حيث تعاني عدة قطاعات كانت تدور عجلتها بورشات رجال أعمال ومقاولين مقربين من العصابة، في توقف السيولة المالية، كما يعزز المشهد الانتقالي هشاشة اقتصادية مست مستثمرين غير مستعدين للمغامرة في ظل الضبابية والغموض، ما يدفع الكثيرين للنشاط في الاقتصاد الإجرامي، المتعلق بالممنوعات، وتبدو المهلوسات المرشح الأكبر للعب هذا الدور، غير أن مصالح الأمن التي شرعت في مكافحة الظاهرة بلا هوادة منذ أشهر تعمل في الوقت الراهن على منع قيام بارونات للمهلوسات.

مقالات ذات صلة