إمدادات الجزائر من الغاز لإيطاليا تتراجع إلى النصف

كشف المدير التنفيذي لمجمع “إيني” الطاقوي الإيطالي، كلاوديو ديسكالتسي، عن تراجع رهيب لقدرات الجزائر التصديرية للغاز نحو روما، مشيرا إلى أن الإمدادات الغازية الجزائرية لفصل الشتاء المقبل ستتراجع إلى النصف تقريبا، ولن تتعدى 50 مليون متر مكعب يوميا.

وجاء تصريح الرقم الأول في مجمع “إيني“، المعروف بتسمية “الكلب ذي ستة أطراف“، وهو شريك سوناطراك في تسويق الغاز الجزائري بإيطاليا، خلال جلسة استماع في لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ الإيطالي “سيناتو“، حيث قال المتحدث بأنه “وخلال هذا الشتاء القادم فإن الجزائر سيكون بمقدورها إمداد إيطاليا بكمية من الغاز في حدود 40 إلى 50 مليون متر مكعب في اليوم الواحد فقط، وهذا عبر أنبوب ترانسماد الذي يربط الجزائر بإيطاليا “جزيرة صقلية” عبر تونس.

وأضاف المتحدث أنه في فصل الشتاء المقبل وعند الحاجة فقط ستتمكن الجزائر من إمدادنا بكمية غاز يومية تصل 50 مليون متر مكعب، وهي الكمية التي تمثل النصف تقريبا عما كانت عليه مثلا في فيفري 2012 أين وصلت 80 مليون متر مكعب وبعيدة عن الكمية المصدرة خلال الفترة الأخيرة والتي تراوحت ما بين 60 و70 مليون متر مكعب يوميا.

وتأتي هذه التصريحات يومين فقط بعد نشر إحصائيات من طرف شركة “سنام ريتي غاس“، المسيرة لشبكة الغاز  في إيطاليا، والتي كشفت بأن الجزائر أكبر خاسر في سوق الغاز بإيطاليا حيث بلغ تراجع الصادرات الشهرية نسبة 87 بالمائة، خصوصا بعد مراجعة أسعار عقود الغاز، وهذا مقابل زيادة غير مسبوقة للصادرات الليبية على حساب الجزائر حيث زادت بنحو107 بالمائة في الفترة الأخيرة.

واتصلت “الشروق” بالشركة الوطنية للمحروقات “سوناطراك” قصد الحصول على معلومات وتوضيحات بخصوص تصريحات الشريك الإيطالي، إلا أن الهاتف ظل يرن لعشرات المرات من دون أن يرد علينا أحد.

وتتزامن هذه الأخبار غير السارة للجزائريين، مع التراجع الكبير لأسعار النفط في البورصات الدولية، حيث وصل أمس سعر خام برنت إلى 82 دولارا للبرميل، وهو ما سيترتب عليه تراجع معتبر في مداخيل الجزائر بنهاية السنة الجارية ودخول العام المقبل، في ظل صعود مكوكي لفاتورة الواردات.. ما يضع التوازنات المالية للبلاد على كف عفريت، خاصة إذا استمر تهاوي أسعار النفط في السوق الدولية، وعدم اتضاح موقف منظمة أوبك بعدُ من قضية خفض الإنتاج من عدمه.