-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عندما تتاح جميع وسائل التغيير الخارجي

إناث يرغبن في مثالية الفيلتر.. هل يمكن أن يتحول الجمال إلى هاجس نفسي؟

نسيبة علال
  • 2039
  • 4
إناث يرغبن في مثالية الفيلتر.. هل يمكن أن يتحول الجمال إلى هاجس نفسي؟
بريشة: فاتح بارة

تقتحم المرأة عالم التغيير الخارجي، بكل ما توفره لها تكنولوجيات الجمال العصري من خلال صالونات ومراكز العناية والتجميل، إلى قاعات العمليات، ولا يمكن إلا أن تتحول التجربة الأولى إلى هوس، ثم قد ينتهي الأمر بهذا الأخير إلى هاجس نفسي يلازمها مدى الحياة.

كلما تطورت الوسائل المتاحة أمام النساء للحصول على جمال إضافي، اتضح أن الأمر أصبح مشكلا اجتماعيا تعاني منه المرأة من مختلف الفئات والأعمار والطبقات الاجتماعية دون استثناء، بل إن خبراء وأخصائيين راحوا يدرسون الظاهرة في المجتمعات العربية على وجه الخصوص، ليكتشفوا أن الوضع متعلق حاليا بأزمات نفسية، وأن أهم ما يشغل المرأة العربية ويشكل لها عقدة لا تنفك، هو مظهرها الخارجي، لذلك هي دائمة السعي للحفاظ على شبابه، وتكييفه وفق معايير الجمال التي باتت تتغير موضتها سريعا.

في طريق الانتحار التجويع بغية التنحيف، وعمليات التجميل الخطيرة

في بداية الألفية الثانية، كنا نسمع عن عارضات أزياء يتناولن طعامهن ثم يقمن باسترجاعه خوفا من غرامات إضافية تظهر على أجسادهن. أما في أيامنا هذه، فأبسط مراهقة قد تضرب المثل في الهوس الشديد بما لم يكن يشغل سوى عارضات الأزياء في السابق، فقد أصبحت منتجات التنحيف، والأحزمة ومشدات الخصر، والخلطات الطبيعية وحتى الوسائل الجراحية لإنقاص الوزن ونحت الجسم متاحة للجميع وبنقرة زر واحدة. هذه البساطة خلقت المنافسة وصنعت أزمة نفسية تحوم حول التمتع بالقوام المثالي. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، في حين هناك أمهات يشكلن القدوة لبناتهن بهذا الخصوص، فقد أصبحت فكرة الريجيم شائعة في العائلات الجزائرية أكثر من أي وقت، والخطير فيها أنها أدت إلى الانتحار من دون علم أصحابها. فما يعرف بالحمية الغذائية لدى بعض النساء اليوم، ليس سوى عملية تجويع لا تخضع لشروط الصحة ومن دون استشارة أخصائيين، ولا يختلف

الأمر بخصوص الرغبة في اكتساب وزن إضافي ونفخ وإبراز المناطق الأنثوية في الجسم، باستعمال وسائل تقليدية غاية في الخطورة.

الإنترنت تلقي بجيل بأكمله في هوس الفيلتر والمقارنات

لا يختلف اثنان في أن للانفتاح على مواقع الإنترنت دورا لا يستهان به في تأجيج هاجس الجمال لدى المرأة، فقد زادت المقارنات وتغيرت المعايير، وفتحت الاحتمالات، ثم إن التغيير الجلي في القيم الاجتماعية والمهنية ساهم هو الآخر في جعل الصورة الخارجية أهم مقومات المرأة أينما حلت، ما جعلها توليها أهمية بالغة تفوق اهتماماتها الفكرية وحتى الأخلاقية أحيانا. تقول الأخصائية الاجتماعية والنفسانية، الأستاذة مريم بركان: “عندما نجد مراكز التجميل تعج بالإناث، وصالونات العناية بالأظافر والرموش تتكاثر، ويتم الترويج لتقنيات الشفط والنفخ أكثر من المكتبات والدورات التعليمية والتثقيفية، نستنتج بوضوح أين تصب اهتمامات النساء حاليا”.. وليس كل هذا ما يستدعي القلق الفعلي، بل تداعيات التعامل مع هذا التغيير، وتقبله في مجتمعات فقيرة ماديا وثقافيا، بحيث أصبح هاجس الجمال يخلف العديد من المشكلات النفسية والظواهر الاجتماعية الخطيرة، التي يصعب علاجها. تقول الأخصائية: “لقد ظهر مؤخرا ما يدعى وسواس الجمال القهري، الذي يدفع ضحاياه من النساء والرجال إلى إنفاق المال الوفير مقابل أي عملية تمنحهم المعايير الرائجة، إلى جانب مشاكل نفسية أعمق، وهي فقدان الثقة، الانفصام والاكتئاب في حال عدم القدرة على بلوغ الصورة المرجوة، ما يقود الكثير إلى العزلة، والانتقام ممن هم أجمل، والانتحار”.

وعلى عكس ما هو مروج له من كون النساء المتقدمات في السن هن أكثر المصابات بهاجس الجمال، لطمس آثار العمر، وتجاعيده، فالواقع يعكس أن الفتيات في مقتبل العمر والنساء في الثلاثين إلى الأربعين أكثر من يعانين من التبعات النفسية لهوس التشبه بنجمات التيكتوك والأنستغرام والظهور الطبيعي دون فيلتر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • محمد رضا

    يبدو أنه سبب نقص العقل عند المرأة.

  • ب. محمد

    *{وكلّ ما على التراب تراب}. *{ياخادم الجسم كم تسعى لما فيه خسران أقبل على النّفس واستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان}. وأقول للشباب عموما: *{ لايعجبك نوار دفلة في الواد داير ظلايل ولا يعجبك زين طفلة حتى تعرف الخصايل}.

  • مصطفى

    إذا ضعف الوازع الديني ، وانخفض مستوى التفكير ، وغفل الإنسان عن المهمة التي خلق من أجلها ، اشتد الاهتمام بالظاهر تعويضا للمخبر.

  • 777 Chouaf

    Proverbe arabe: 3a9lou elmara fi jamaliha..wa jamalou errajoul fi 3a9lihi .. wa salam