-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عائلات تتمسك بعادات تجديد "لماعن" رغم التقشف والأزمة

إنزال على محلات بيع الأواني وسط دعوات لتجنب التبذير

نادية سليماني
  • 1430
  • 1
إنزال على محلات بيع الأواني وسط دعوات لتجنب التبذير
ح.م

رغم الحملات التحسيسيّة المُتكرّرة لمُحاربة التبذير، ورغم الشكاوى الدّائمة للعائلات من قلة ذات اليد، ورغم نداءات الأئمة بجعل رمضان شهرا للعبادات والطاعات، لا تزال غالبية العائلات الجزائرية مُتمسكة بعادة التجديد الجزئي أو الكلي للأواني المنزلية مع دخول الشهر الفضيل، وكل لها هدف معين من العملية.. فبين التفاخر وسط الأقارب والضيوف وبين تزيين موائد رمضان بأبهى الأطباق، تُصرف أموال وأموال.
إنزالٌ كبير تعرفه الأسواق الشعبية والمراكز التجارية الكبرى من طرف ربات المنازل، فجميعهن يتسابقن للظفر بأجمل تشكيلة أواني من صحون وكؤوس وقدور وحتى ملاعق وأشواك لاستقبال الشهر الفضيل.
فالمُترددات على المساحات التجارية الكبرى، يبحثن أكيد عن ما هو غالي وجميل، فلا حرج لديهن في اقتناء الأواني الإيطالية والفرنسية والصينية ذات النوعية الجيدة، حتى ولو كانت أسعارها مرتفعة، فمثلا صحن إيطالي وجدناه يباع بأحد المحلات الراقية وسط العاصمة بـ650 دج، ومع ذلك وجدنا إقبالا من فئات معينة.
أما الباحثات عن الأسعار المنخفضة والجودة المتوسطة، فيتهافتن على الأسواق الشعبية، فمثلا سوق بن عمر بالقبة، وباش جراح وساحة الشهداء والحراش، صارت متنفسا للنساء أياما قبل رمضان لاقتناء ما يُردن من مختلف تشكيلات الأواني.
محل ببن عمر يبيع الأواني الصينية، لا تجد موطىء قدم لك داخله، بسبب أسعاره التنافسية، فالسكين لا يتعدى 50 دج والصحن بـ 60 دج، والقدرة بالكسكاس 250 دج، ورغم أن الأواني ليست بالجودة التي تجعلك تحتفظ به سنوات وسنوات، ومع ذلك فالتجديد مطلوب عند الكثير من الأسر ولو لمدة شهر فقط، وفي هذا أخبرتنا سيدة أنها اشترت سكينا من المحل، وبعد أسبوع من استعماله انكسر، ومع ذلك عادت للمحل ووجدناها تشتري صحونا وكؤوسا، قالت إنها تستعملها فقط للشهر الفضيل ولا يهم إن تلفتْ بعدها، فيما يفضل البعض اقتناء الأواني الفخارية والتي تُعرض بأسعار مُرتفعة، فقدر بغطائه يصل حتى 3000دج.
وتجديد الأواني وجدتها بعض العائلات الفقيرة وبائعو الخردوات فرصة ذهبية للظفر بما ترميه ربات المنازل في المفرغات أو تتصدقن به من أوانيهن القديمة، فيما لا تجد بعض العائلات ذات الدخل المحدود حرجا في إعادة إصلاح أوانيها القديمة لدى محلات معينة.
وفي هذا الصّدد، يعتبر رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، أن رمضان يُعتبر فرصة لدى كثير من العائلات، لتجديد أوانيها، حيث قال “العائلات تُعتبر رمضان ضيفا فتستعدّ لاستقباله بأبهى الأواني، من خلال تزيين البيت، وهو فرصة أيضا لاستقبال الضيوف والأقارب، وما يستلزمه الأمر من تزيين لطاولات الإفطار”.
ومع ذلك يستنكر المتحدث، هدف عائلات أخرى من اقتناء أواني جديدة في رمضان، والتي تنوع الطاولات بما لذّ وطاب من المأكولات، فتشتري عددا كبيرا من الأطباق لاستيعاب الكميات الكبيرة والمنوعة من المأكولات، وهذه الظاهرة حسبه، تدخل في سياق التبذير خاصة وأن البعض يضطر للتدين لتغيير أواني المطبخ، وهو أيضا إحراج للعائلات الفقيرة والتي لا تستطيع تجديد ولو صحنا واحدا في رمضان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • Zohir

    كما تكونوا يولى عليكم. صفات التبذير المذمومة و الرياء تجذرت فينا و العياذ بالله. عوض أن نستعد لرمضان بشحذ الهمم للطاعات نشحذ مطابخنا و بطوننا. اللهم اهدنا و ارفع مقتك عنا يا رب العالمين. سلام