-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إنهم أناسٌ يتطهّرون!

حسين لقرع
  • 1451
  • 0
إنهم أناسٌ يتطهّرون!

تعدّ الخطوط الجوية الجزائرية إحدى الشركات الوطنية التي تنخرها الفضائح منذ سنوات عديدة بسبب تفشي سوء التسيير والإهمال والتسيّب ومظاهر سلبية أخرى…

منذ يومين فقط، انفجرت فضيحة رفض قائد طائرة الإقلاع من مطار هواري بومدين إلى بشار، دون أن تكلّف الشركة نفسها عناء تقديم تفسير مُقنِع لعشرات المسافرين الذين اضطروا إلى قضاء يومين كاملين بالمطار، وهم ينتظرون معرفة ما يجري، ولماذا رفض قائدُ الطائرة الإقلاع إلى بشار؟ ولماذا لم توفر الشركة بديلاً آخر له؟

الغريب أن الجوّية الجزائرية لم تعلن إلى حدّ الساعة فتح أي تحقيق، ولا معاقبة قائد الطائرة الذي رفض أداء عمله، أو إحالته على مجلس التأديب، في حين أنها سارعت منذ أيام إلى معاقبة المضيفوليد. بالذي رفض تقديم الخمر لأحد المسافرين، وهو على متن طائرة متجهة من دبي إلى الجزائر، حيث أوقفته عن العمل مؤقتا وأحالته إلى مجلس التأديب.

لو كنّا في بلدٍ يحترم دينه وقوانينه، لكانت إدارة هذه الشركة هي الأولى بالعقاب وليس المضيف؛ فهو لم يقترف ذنباً حينما رفض تقديم الخمر للمسافر، لأن دينه يحرّمها ويلعن حاملها وساقيها، أما شركته فقد داست الدستور الذي ينص في مادته الثانية على أن الإسلام دينُ الدولة، وفي مادته التاسعة على أنهلا يجوز للمؤسسات القيام بأي سلوك مخالف للخُلق الإسلامي، أم أن الجوية الجزائرية تعتقد أن تقديم الخمور للمسافرين موافقٌ للخُلق الإسلامي؟

الأحرى بالشركة أن تعمل على معالجة الشكاوى المتكرّرة للمسافرين حول التأجيلات الكثيرة للرحلات، وسوء الخدمات، وإهمال الزبائن وعدم الاكتراث بهم، وإساءة معاملتهم أحياناً كما حدث منذ أيام مع مسافري بشار.

هذه هي المسائل التي ينبغي أن تركز الشركة على معالجتها، وليس اضطهاد أحد موظفيها وقطع رزقه عقاباً له على تطهّره وعدم تقديم الخمور لزبون مارق.

الجوّية الجزائرية تعاني منذ سنوات عدمَ القدرة على منافسة شركات الطيران العالمية، بل حتى الخليجية، بسبب تراجع خدماتها وتفشي الإهمال والتسيّب فيها، وقطعاً لن تتمكّن من منافستها بتقديم الخمور للزبائن ومعاقبة موظفيها الذين يرفضون مخالفة دينهم، بل برفع مستوى خدماتها والدقة في مواعيدها، ومحاربة الاستهتار المتفشي فيها، إلى درجة أن قائد طائرة يرفض الإقلاع إلى ولاية صحراوية ويترك عشرات النساء والأطفال والعجزة والمرضى ينتظرون يومين كاملين دون أن تتحرّك الإدارة لمعالجة الأمر في وقته.

كنا نودّ أن تحترم مختلف مؤسسات الدولة قيمَ الشعب وتقاليده بحذافيرها ولا تُشغِله بمسائل الحجاب والخمار وتحريربيع الخمور وتقديمها في الطائرات.. وغيرها من المسائل التي تُلهي المجتمع عن قضايا أخرى تقضّ مضجعه كأزمة السكن والبطالة وغلاء المعيشة وتفشي البيروقراطية والمحاباة في التوظيف والرشوة والفسادولكن يبدو أن التيّار التغريبي المتغلغِل في دواليب الدولة، لايزال يتصرّف من منطلقات إيديولوجية معادية لقيم الشعب، عوض أن يعمل على معالجة المشكلات الحقيقية للمواطنين انطلاقاً من مواقع المسؤولية التي يحتلها.

كلمة أخيرة للغيورين على قيمهم: هبّوا لنصرة وليد، ولا تكونوا أقلّ شأناً من الفرانكوش الذين أطلقوا منذ أسابيع حملة واسعة لنصرة ذواتالسيقان العارية، ولله في خلقه شؤون

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • أستسمحك يا أستاذ

    أعتذر إن كنت سألومك على استعجالك في استخلاص الخلاصة من القصة على عجالة، كان من المفروض التحري و ليس ادخال القضية فى بعد آخر قد يكون"البعد السادس'' كما مسلسل الخيال العلمي الشهير. مكانك لتناولت الموضوع بشكل آخر، و لكن الأمر يتطلب روية، و ليس تحليل موضوع حساس بهذا الشكل، على شكل رد فعل مُتسرع. كنت تناولت موضوع بعض الأعمال التي تتعارض مع العبادات و المعتقدات، مثلا، أو كنت استخدمت أسلوب دفاعي عن هذا الشخص بطريقة مباشرة و طالبت بتوضيحات للرأي العام، و لكن أن تستغل عمودك بهذه الطريقة غير الإحترافية؟؟

  • لماذا؟

    لم تكتب عن الطيارة التي لم تقلع تجاه بشار و خصصت مقال عن الموظف الذي رفض سقي الخمر؟ أي الأمرين أخطر و أجل؟ قتلكم النفاق في الدين، لم تحركك القضية الأولى رغم الضرر و ربما تأثيرها على المعنيين سيكون أكبر و لكن، شخص واحد يتضرر لا لا لا. أمة منافقة. ما الجلل في فصله؟ في جوية السعودية و الإمارات و قطر يُسقى الخمر، من أدراك أنه لو يُستدعى هذا ''وليد'' لشركة جوية أجنبية لسقى و سقى و سقى ووووو براتب جيد.؟؟ نفاق ينهش جسد مجتمعنا، و سكيزوفرينيا الأخلاقيات عقولنا، و أنتم يا بعض أشباه الكتاب ضرركم عظيم.

  • إنهم متطهرون؟؟؟ من هم؟؟؟

    لا تهمك الجوية قدر هذا الموظف ، كان من الأحسن لو أنك سردت مباشرة قضيته و دافعت عنه مباشرة و عن ما قام به. و لكن نصيحة مني ، بل تذكير و الذكرى تنفع المؤمنين، إذا كان الله عز وجل نهانى عن تزكية نفسنا، فكيف يمكننا أن نزكي آخرين، ما أدراك إن كان يتطهر؟؟؟ أنظر فقط للمتأسلمين و المتأسلفين هل هم يتطهرون؟ إنهم يأتون، كثير منهم، إلى المساجد برائحة نتنة أقدام سوداء و ألبسة ملطخة، كما أن الكثيرين منهم، لايشربون الخمر و يقتلون من يشربها، إلآ أنهم يبخسون الميزان، و يلقون بالزبالة في كل مكان و هو من الإفساد ف

  • الرجاء التوضيح سيدي

    من تقصد بأنهم أناس يتطهرون و أنت تتحدث عن شركة تجارية فاشلة؟؟ أم الموظف الذي رفض سقي الخمر؟؟ في قصة سيدنا يوسف إعتمد نبي من أنبياء الله على ساقي خمور؟؟؟ أم ربما لم أفهم القصة؟؟ ثم أن هذا الموظف، لماذا انتفض فجأة و رفض القيام بعمله، تاب؟؟؟ و الله مقالك مُقزّز و مُقرف، تغليط بدون حنكة يعط تفاهة.

  • إنك متناقض مع نفسك يا كاتب المقال

    من شدة أنك أردت أن تدافع، عن غير علم، عن الحجاب و الخمار و و و ، خرجت عن التحليل المنطقي، كان من المفروض، لإيصال الرسالة، نقد الوضعية التي وصلت إليها الخطوط الجوية دون لف و وران و الحديث عن الخمر و لست أدري ، أو قا عنون المضوع مع "وليد" ضد الجوية الجزائرية، و بذلك تكون مباشر و مُقنع، المهم أمك تظهر غاضب و متشتت الأفكار، و ليس كاتب ناقد ذو حبكة.

  • عبد الر حمان بوراس

    ما كان لهاذا الموضف أن يعاقبهاذا ظلم.من الأحراء أن يجاز لأنه إحترم دينه ومشي طبقا للقيم والأخلاق الرفيعة. ولهاذ يجب إعادته حالا الى عمله بدون أثارا من جانب أخر.

  • بنت لبلاد

    بارك الله فيكيا حسين لقرع على موضوعك الصريح و المريح جدا.

  • BESS MAD

    الشعب الذي تريد له أن يهب هو بين فكي كماشة التيارين التغريبي و التكفيري فاستقال كما استقال الشعب أيام الاستعمار لأنه لم يثق في فرنسا و الأحزاب المفبركة. جرد التيار التغريبي الشعب من حلاوة الحرية وجثم على صدره بعد تصفية حزب جبهة التحرير و الجيش الوطني الشعبي من الوطنيين و أحل محلهم الخونة و أبناءهم وأمكنهم من كل دواليب الدولة بمباركة فرنسية.ثم خرج علينا تيار تكفيري فتوجس الشعب منه خيرا فانتخبه ليكون خير خلف لخير سلف و لكن هؤلاء أفتوا بوجوب قتل المواطن الذي لا يتصف بصفاتهم الملونه بالربوبية .