-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إن تقبلوا نعانق!

عمار يزلي
  • 4016
  • 0
إن تقبلوا نعانق!
ح.م

لما كان منتقدو السلطة منذ أكثر من 10 سنوات يقولون أن سياسة إصلاح “الفصاد” ستعمل على إفساد الناس والاقتصاد أكثر مما يراد لها إعلاميا أن تصلح الفساد، ولما كنا نتحدث عن خطر استغلال البحبوحة المالية لشراء السلم الاجتماعي باعتباره “Mort –fine”، يسكت الضرر ويفاقم الأضرار، كان الكثير يتهم هذه الأحكام بأنها أراجيف و”كلام جرائد”! وها هو الدينار “يطيح” وها هو النفط يسيح، وها هي سياسة “الفصاد” تذهب أدراج الريح، لتجد نفسها وجها لوجه أمام حائط مبكى يهود المسيح!: البكاء على “الأطلال” أم على “ودارت الأيام”؟

تبذير الأموال و”إشغال الشباب” بمشاريع وهمية، وتكديس الأموال في خزائن أوروبا وأمريكا، الآن ندفع ثمنها جميعا، والمواطن البسيط في مقدمة شهداء شهية الاستهلاك المهلك. وها قد وصلنا إلى مرحلة الشحاذة والشماتة، والتوسل والتسول حتى في المساجد لصالح خزينة الدولة عبر السياحة! تصوروا خطبا مسجدية، تمارس فيه كل أشكال الخطب إلا الخطاب الديني! والآن قد نتحول إلى خطاب خطب الود من السياح لكي يخرجونا من هذا الخطب الشديد ولو على حساب كرامتنا وأنفتنا المخروطة!

نمت لأجد نفسي إماما معينا، خلفا لإمام رفض أن يروج للسياحة على المنبر، أقف على المنبر وأرفع صوت مكبر الصوت المنفر، إلى أعلى مستوى حتى يسمع صوتي من كان في أذنه وقر أو كان ميتا منذ دهر، أو في مريض في حالة كوما منذ شهر: أيها الناس، إن الخزينة قد خنزت، وإن الدراهم قد كملت، وأسعار النفط قد “تفردخت”، والمداخل قد انكمشت، وسنوات “التفرشك” قد ذهبت، وما علينا اليوم إلا الدعاء بالمطر والتوسل للآلهة لتبعد عنا نذر الخطر، والتوسل للأرباب الأجانب لكي يزورونا سائحين لا مسبحين، منفقين لا مقترين! فلقد فتونا بجواز توفير ظروف السياحة من خمورنا المحلية الفياحة، فهي عليهم حلال.. وعلى بعض منا ليست “وبال” الأمرين، باعتبارها أخف الضررين! وفقه المقاصد أفيد من درء المفاسد. فرحم الله عمارة بن يونس، وفرنسا وتونس وكل المنتجين، ومروجي المشروبات الروحية، والروج والبيرة المحلية. لقد كانت خمورنا من أروع الخمور مذاقا، بل ترياقا! لما كنا نستغل عنب الكرم والمندرين، من أيام الكولون الميامين. لكن موسطاش بومدين قد جلب لنا الخسارة لما قرر نزع الكروم الغدارة، بعد أزمة النفط مع الغرب وفرنسا الجارة، التي اتهمت نفطنا الجميل بأحمر الكمارة! لقد حان موعد “تقليش” السياح الأوابق وبناء الفنادق. فإن يقبلوا نعانق، ونفرش النمارق! وإن يدبروا نفارق، فراقا غير وابق! فنحن بصدد فقه النوازل، وتحليل المنازل والسوائل، وإدخال الأجانب إلى بيوت الأواخر والأوائل، وهي عملية سهلة من أجل إدخال العملة الصعبة! ليستعمل كل واحد بيته وفراشه لاستقبال السائحات والسائحين، واستخدام أبنائه وبناته للسهر على راحة منقذينا من المصائب، مهما كانت مطالبهم مثالب! فاتقوا الله وأطيعوا أولى الأمر منكم، فلا طاعة لخالق في معصية المخلوق. فلزوم ما يلزم، تلزمنا أن نلتزم بصالح العمل للبلاد وإلا والله “كلاكم بوبي”، وشكسبير يقول “طوبي أور نوت طوبي”! فطوبا لمن باع الأرض والعرض من أجل إطعام ستين مليون مسكين بعد سنوات، وتوبة لمن خالف النواهي ونهى عن المعروف، وكل خروف وجهه معروف! أجمعوا أنفسكم وتوكلوا على الله وشمروا على سراويلكم وقمائجكم وعباءاتكم واتكلوا على أرواحكم. أقول قولي هذا واستغفر الله لمن وصلنا لهذه “المعزة ـ ق”!

وأفيق من دون أن أغمض عين! 

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • ضرير

    كيف تترحم على من قال نعلبو ليمايحبناش وتقول لامعصية لخالق في معصية المخلوق يبدوانك من هواةالقرعةوالكاس ...............................يبدو انك تكتب بااليسرى و القرعة باليمنى.

  • بدون اسم

    شكرا لك رضا

  • بوعلام

    من الغباء ما قتل يا دكتور عمار استغفر مولاك و دعك من الاستحمار انك تجاوزت كل الحدود و متى تكتب و انت مستيقظ اما كفتك الاحلام ....................?

  • بدون اسم

    اتق الله يا هذا في حرمة و قداسة المنبر.

  • Sérieux

    "فلا طاعة لخالق في معصية المخلوق". rak tkhallat bezzaf. istaghfer moulak

  • rida21

    هذا ما يتنظرنا في القريب
    فإن كان إلى أمد غير بعيد من الطابوهات الغير معلنة فهو فيما هو آت سيحمل علامة "صنع في الجزائر"
    الكذب والزور هو ما أوصلنا إلى حالنا وهو ما سيوصلنا إلى أكثر من هذا.
    حينها سنفقد كل شيء حتى كرامتنا، والمرأة ستفقد كل شيء بعدما كانت تنادي بالمساواة لنتساوى كلنا في الميزيرية والرخس