اقتصاد
تقدم في مفاوضات الاستثمار في قطاعي الدواء والسيارات

إيران تعرض على الجزائر وصفة للتخلي عن التبعية للمحروقات

محمد لهوازي
  • 5154
  • 20
ح.م
سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالجزائر، رضا عامري

أكد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالجزائر، رضا عامري، وجود مفاوضات متقدمة بين الجزائر وطهران بخصوص الاستثمارات الاقتصادية في مجالي السيارات والدواء.

وفي حوار أجراه مع جريدة “الإخبارية” الجزائرية، قال السفير رضا عامري إنه تم التوافق المبدئي أسس تنفيذ مشروعي مصنع “خودرو” و”سايبا” لإنتاج السيارات الإيرانية في الجزائر، وتمت بعض الإجراءات التمهيدية لذلك، ولكن التحضيرات والتوافقات لم تكتمل بعد ونحن حريصون لتذليل العقبات في هذا الصدد.

ونفى السفير الإيراني وجود تأخير في إنشاء مصنع الأدوية الإيراني بالشراكة مع الجزائر، إنما يوجد المشروع في طور المتابعة، مشيرا إلى “وجود شركتين من القطاع الخاص الإيراني والجزائري توصلتا إلى تفاهم وتوافق جيد في هذا المضمار، حيث تم التبادل الفني وزيارات الوفود المتخصصة لكلا الطرفين والأمور تسير حسب الخطة المرسومة”.

وفيما يتعلق بقضية السجاد الإيراني لفرش أرضية مسجد الجزائر الأعظم الكثير من اللغط، قال السفير الإيراني: “كما تعرفون فإن الجمهورية الإسلامية الايرانية تحتل الرتبة الأولى عالميا في إنتاج وحياكة السجاد اليدوي الذي يتمتع بشهرة عالمية، وتتزين حاليا بعض المساجد الكبرى في العالم الإسلامي بزرابي إيرانية ذات مقاسات كبيرة تصل إلى 6 آلاف متر مربع في قطعة واحدة، وتزيد من رونق وجمال المسجد، فإن حائكي السجاد الإيراني مستعدون لحياكة أجمل سجاد يدوي بألوان ونقوش مبهرة للمسجد الأعظم الجزائري، ليسجل في دفتر غينس كأكبر سجاد في العالم طولاً وعرضا، وفي هذا المضمار قدمت الشركة الايرانية المتخصصة في حياكة السجادات اليدوية ذات المقاسات الكبيرة عروضها في هذا الشأن، ولا شك أن القرار أولاً وأخيراً بيد الإخوة المعنيين هنا”.

وأكد أن “إيران بسبب ما تمتلكه من إمكانيات فنية وخبرة عالية مستعدة للمساهمة في تزيين المسجد بزخرفة المرايا والأحجار التقليدية والمنمنمات والموزاييك الملون، على جدران وسقف المسجد والخطوط المتنوعة لكتابة الآيات القرآنية وذلك إن طلب منها”.

وفيما يتعلق بتجربة القضاء على التبعية لقطاع المحروقات في إيران، أوضح السفير رضا عامري بقوله: “العقوبات الظالمة التي فرضتها قوى الاستكبار العالمي على بلدنا بحجج واهية أدت إلى توظيف إيران إمكانياتها ومواردها الضخمة الاقتصادية والبشرية والعلمية، بغية الوصول إلى الاكتفاء الذاتي في الكثير من مناحي الحياة وتحرير اقتصادها من التبعية للمحروقات، حيث انخفض معدل اعتماد ميزانية الدولة على البترول من 95% في بداية الثورة إلى حوالي 35% في الوقت الحاضر”.

وأكد أن “إيران مستعدة تماما أن تجعل هذه التجارب القيمة تحت تصرف الأشقاء في الدول الصديقة، ليستفيدوا منها لخفض اعتماد الميزانية على المحروقات وتنويع موارد الدخل والتحرر من التبعية للبترول، واتخذت الجزائر خطوات جيدة في هذا الاتجاه نأمل أن تصل إلى أهدافها المنشودة في أسرع وقت ممكن”.

وفيما يتعلق بحجم التبادل التجاري بين البلدين، أوضح السفير أن “التبادل التجاري ينبغي أن نعمل لتوسيعه وإيصاله إلى ما ينشده الطرفان، وقد ارتفع أضعافا مضاعفة خلال سنتي 2016 و2017 لكنه لم يصل بعد إلى مستوى الطموح”، مضيفا أن “البضائع المنتجة في إيران ذات جودة وسعر تنافسي، وهي قادرة على المنافسة مع نظيراتها الأجنبية، لذلك فإن العديد من المنتوجات والسلع الإيرانية المصدرة إلى الجزائر مرحب بها من قبل الناس ونأمل أن تستمر هذه الوتيرة..”.

وأيد السفير التصريحات السابقة للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، بخصوص أن إيران والجزائر تتمتعان بعلاقات إيجابية وبناءة على كل الأصعدة وقال: “نعم، العلاقات الإيرانية الجزائرية علاقات قديمة والآن وبعد مرور أزيد من نصف قرن على علاقاتهما الثنائية، يعمل البلدان على توسيع رقعة العلاقات في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية بدعم من قيادتي البلدين، وشهدت العلاقات الثنائية وخاصة في العقدين الأخيرين تطورا ملحوظا وملفتا، حيث تم في الماضي تبادل زيارات وفود رفيعة المستوى، منها زيارة رؤساء الجمهورية ورؤساء الوزراء ورؤساء البرلمانات ووزراء الخارجية وعدد من الوزراء”.

وأضاف “فيما يخص العلاقات الاقتصادية وإن لم تحظ بالتطور المنشود كما في العلاقات السياسية ولأسباب مفهومة ومقدرة، ولكن وجود الإرادة السياسية الجادة لتطويرها وتعميقها، جعل الأمل قائما في توسيعها وإيصالها إلى مستوى العلاقات السياسية في المستقبل القريب، أما حاليا فالكثير من الشرکات الإيرانية لها الرغبة في التفاهم مع نظيراتها الجزائرية للعمل على تنفيذ مشاريع فنية وهندسية واستثمارية مشتركة، وقد أجرت هذه الشركات اتصالات ولقاءات عدة حول إنتاج الدواء وإنشاء مجمعات سكنية والتعاون الفلاحي، والتي نأمل أن يتم إبرام عقودها وتنفيذها قريبا”.

مقالات ذات صلة