الجزائر
والدة الشاب المقتول بأمريكا تخرج عن صمتها وتكشف لـ"الشروق":

ابني قتله مسبوق إيطالي.. وهذه آخر أمنية له!

سيد أحمد فلاحي
  • 8091
  • 8
ح.م

بعد مرور أسبوع على اغتيال الشاب كبيري أكرم صاحب الـ 23 سنة، بمنطقة بروكلين بالولايات المتحدة الأمريكية، خرجت والدة الراحل السيدة كبيري . د عن صمتها مفضَلة جريدة “الشروق”، لكشف ملابسات مقتل ابنها الوحيد، لاسيما بعدما تعدَدت الروايات المغلوطة التي أضَرت بالعائلة كثيرا، وقد كان الحوار عبر الهاتف مباشرة من أمريكا.

سيدتي ما هي المعطيات المتوفرة لديكم حول اغتيال ابنكم؟

بالمناسبة أشكر كل جزائري، تضامن مع قضيتنا التي شغلت الرأي العام، وأتمنى أن يكتب ابني مع الشهداء لأنه مات مغدورا، وعلي أن أصحَح الكثير من المفاهيم التي ظلَت مبهمة وغامضة، في ما يخص تصفية أكرم رحم الله. أوَلا ابني أكرم شاب يعشق الحياة، وجد طموح بدليل أنه كان يقتحم أي مجال يرى فيه الخير والفلاح، بداية بمزاولته الدراسة بالجامعة لرفع مستواه الدراسي، ثاني شيء أنه كان رياضيا لحد النخاع ويمارس عدة أنواع من الرياضات أبرزها تقوية العضلات، والفيتنس، وثالث شيء أكرم مغن راب هاو يملك في رصيده العديد من الأغاني التي تم تسجيلها على أساس أن ينشر أول ألبومه مطلع سنة 2019، لكن القدر كان أسرع.

حدثينا عن يومياته في منطقة يقال إنها الأخطر في أمريكا؟

هذه أيضا نقطة أخرى يجب الوقوف عليها، فنحن نقطن في بروكلين صحيح لكن في أهدأ نقطة بالمقاطعة، التي لا يوجد فيها أي نوع من أنواع العصابات الخطيرة، مما يطلق عليها بالغونغ، بينما يتواجد هنا بكثرة الرعايا الروس والصينيون وبطبيعة الحال الكثير من الجزائريين، أما عن يوميات أكرم، فهي مثل أي شاب طموح، حيث كان يقسَم وقته بين الرياضة والغناء، وفي ما يخص العمل، فقد سمح له اقتناؤه سيارة بالانضمام إلى مجموعة “إيبر” وهي خدمة جديدة تمكن لكل من يملك سيارة شخصية أن ينضم إلى تلك المجموعة، وعرض خدمة التوصيل على الزبائن، والأكثر من ذلك أنه قرر دخول القفص الذهبي بعد ارتباطه مع فتاة أمريكية من أصول أوكرانية تدعى إيلونا، ولكن تبخَر حلمه للأسف.

نعود الآن إلى حقيقة ما جرى وملابسات اغتياله.. كيف حدث ذلك؟

أكرم كان في ذلك اليوم المشؤوم بالمنزل كعادته، حين تلقى مكالمة هاتفية لا تزال الشرطة تبحث عن هوية صاحبها لأنه تحدث برقم مجهول، وقد ضرب له موعد بالقرب من مسكنه، والغريب في الأمر أن أكرم، ليس من عادته الخروج من البيت إلا وهو بهندام لائق، ولا ينسى أبدا وضع ساعة اليد وأغراضه الشخصية مثل قلادته الخاصة المكتوب عليها اسم الجلالة، وما هي سوى لحظات حتى التقى بقاتله في حدود السادسة والنصف مساء الذي حاول أن يسلبه ماله، لكن أكرم قاومه بشراسة، ما دفع بالجاني الذي يدعى جيمس وهو إيطالي مسبوق قضائيا في الـ 19 من العمر، كان رفقة شخص آخر باكستاني، إلى إخراج مسدسه وإطلاق رصاصتين على ولدي، الأولى سكنت صدره، أما الثانية فقد اخترقت ذراعه أسفل الإبط واستقرت على الأرض، حسب المحققين ورغم مساعي رجال الشرطة والإسعاف لإنقاذ أكرم إلا أن الرصاصة القاتلة لم تترك له فرصة للنجاة.

كيف تم التعامل مع قضيتكم في أمريكا؟

تلقينا حملة تعاطف وتضامن كبيرتين هنا بأمريكا، وقد تعاملت شرطة بروكلين مع الجاني بحزم، وسيحاكم غدا الثلاثاء، وهو من سيكشف عن سبب قتله لابني ولن يفلت من حكم المؤبد لأن الإعدام هنا غير مطبق، ولكن ما يحز في نفسي برودة موقف السلطات الجزائرية هنا بأمريكا، التي لم تمد لنا يد المساعدة سواء من خلال مجريات التحقيق، ولا حتى من خلال مساعدتنا على نقل جثمان ابني لدفنه بمسقط رأسه بوهران، وأتساءل عن سبب هذا التهميش أليس أكرم ابن الجزائر؟ أم لأنه ينحدر من عائلة معوزة قصدت أمريكا لبناء مستقبلها بعد أن سدَت في وجهها كل الأبواب في بلاده.

ماذا كانت آخر أمانيه؟

كان كثيرا ما يكتب إلي رسائل قصيرة، يعبَر فيها عن حبه الكبير لي وطموحه اللافت، لكن في أيامه الأخيرة صرَح لي مرارا بأنه يحلم أن يصير مغنيا شهيرا يسير على خطوات مغني الراب سولكينغ للتعبير عما يعانيه الشاب الجزائري، كما كان شغله الشاغل مساعدة الفقراء، ولعل أفضل صدقة جارية تركها ابني، هو إقناع خطيبته إيلونا باعتناق الإسلام، والزواج صيف 2019، لكن للأسف خطفه الموت.. ألف رحمة عليك يا قرة عيني.

مقالات ذات صلة