-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الساعة الجزائرية التي سبقت المنبه

ابن الفحام التلمساني.. مخترع المنجانة

فاروق كداش
  • 3525
  • 0
ابن الفحام التلمساني.. مخترع المنجانة

من الشخصيات الجزائرية العلمية التي غيبها التاريخ، وبدل أن تحتفي به الإنسانية، مثل كبار العلماء والمخترعين، اختفى أثره.. هو ابن الفحام الجزائري التلمساني، رائد علم الميكانيك والرياضيات. الشروق العربي، تنفض الغبار عن هذه الشخصية المغمورة والقامة التي لا يعرفها الجزائريون.

ابن الفحام التلمساني، هو عالم مسلم جزائري، يعتبر واحدا من أعظم المهندسين والميكانيكيين والمخترعين في التاريخ. عايش عصر الدولة الزيانية، تحت حكم السلطان أبي حمو موسى الثاني. صنعت أنامل ابن الفحام ساعة المنجانة، أو المنكانة، بقصر المشور بتلمسان، في أوائل سنة 1337م، حيث قام ابن الفحام بتعديلها كمنبه، يساعد في معرفة الوقت، بطلب من السلطان الزياني. وتمكن ابن الفحام أيضا، من صنع ساعة مائية معقدة كثيرا، بالمدرسة البوغانية بفاس، حيرت العلماء إلى يومنا هذا. وتعد ساعة المنجانة أول منبه في التاريخ، سبقت تصميم العالم الفرنسي أنطوان ريدييه، الذي سجل المنبه كبراءة اختراع عام 1847، أي إن ابن الفحام سبقه إلى هذا الاختراع بـ5 قرون. المنجانة، من أعقد الساعات الميكانيكية وأتقنها صنعا. وقد اخترع ابن الفحام هذه الآلة لرصد الوقت في زمن لم يسبقه إليها أحد. وقد تم ذكر هذا الاختراع في كثير من كتب المؤرخين. ومن أشهر من ذكرها، أحمد ابن المقري، في كتابه “أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض”، فقال: “… وبالقرب من السلطان خزانة المنجانة. وقد زخرفت كأنها حلة يمانية، لها أبواب مركبة على عدد ساعات الليل الزمانية. فمهما مضت ساعة وقع النقر بقدر حسابها، وفتح عند ذلك باب من أبوابها، وبرزت منه جارية صورت في أحسن صورة، في يدها اليمنى رقعة مشتملة على نظم فيه تلك الساعة باسمها مسطورة، فتضعها بين يدي السلطان بلطافة، ويداها على فمها، كالمؤدية بالمبايعة حق الخلافة.. هكذا، حالهم إلى انبلاج عمود الصباح”.

أما يحيى بن خلدون، كاتب السلطان أبي حمو موسى الثاني، مؤرخ دولته، فقد وصف المنجانة العجيبة في “بغية الرواد”

بقوله: “… وخزانة المنجاة ذات تماثيل اللجين المحكمة، قائمة المصنع تجاهه، بأعلاها أيكة تحمل طائرا فرخاه تحت جناحيه ويخاتله فيهما أرقم خارج من كوة بجذر الأيكة صعدا، وبصدرها أبواب موجفة عدد ساعات الليل الزمانية، يعاقب طرفيها بابان موجفان، أطول من الأولى وأعرض فوق جميعها. ودون رأس الخزانة قمر أكمل يسير على خط استواء نظيره في الفلك، ويسامت أول كل ساعة بابها المربع، فينقض من البابين الكبيرين عقابان، يفي كل واحد منهما صنجة صفر يلقيها إلى طست من الصفر مجوف، بوسطه ثقب يفضي بها إلى داخل الخزانة، فيرن وينهش الأرقم أحد الفرخين فيصفر له أبوه، فهنالك يفتح باب الساعة الراهنة، وتبرز منه جارية محتزمة كأظراف، ما أنت راء بيمناها إذ بارة فيها اسم ساعتها منظوما ويسراها موضوعة على فيها (أي فمها) كالمبايعة بالخلافة لأمير المؤمنين”.

وخلد ابن خلدون المنجانة، بقصيدة يقول فيها:

يا أمير المسلمينا وجمال العالمينا … الذي حاز المعالـي كلها دنيـا ودينـا … قد مضت لليل خمـس حسنها راق لعيونا … وانقضى النصف فآه هكذا تمضي السنونا … ومت في عز وسعد خالد الملك مكينا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!