اتحاديات رياضية بئيسة إعلاميا تُذكّر بِالتكلّس الإداري للبنوك
-
-
1686
-
1
كشفت ألعاب البحر المتوسّط نسخة وهران 2022، عن حالة من البؤس الإعلامي تكاد تقترب من وصف “الميؤوس من علاجها”، تُعاني منها اتحادياتنا الرياضية.
اتحاديات رياضية تملك مقرّات في العاصمة من نفقات “البايلك”، وتمنح الحكومة لِإطاراتها ميزانيات مُحترمة، يزعمون أنها تتبخّر في تكاليف المعسكرات الإعدادية و”كتلة الأجور” و… وتستفيد من التمويل (السبونسور) المُسيل للعاب، ومع ذلك…
هيئات مثل اتحاديات كرة اليد أو الملاكمة أو ألعاب القوى أو الجيدو أو السباحة – وهي رياضات لها قاعدة جماهيرية في الجزائر – لا تملك مواقع إلكترونية أو وسائل إعلام تتواصل بِواسطتها مع عشّاق المنافسة. بل يُصرّ أهلها على مخاطبة الجمهور بِلغة “الفاكس”، والبيانات التي تُعلّق على الحائط!
وفي اتحادية كرة القدم، رحل الرئيس شرف الدين عمارة، فَشُلّت خلية الإعلام في ألعاب البحر المتوسط! وبدا وكأنّ القوم في إضراب ويشتغلون بـ “الحدّ الأدنى من الخدمات”!
ما الذي يمنع رئيس الاتحادية الفلانية “الهمام”، من الاستعانة بِرهط (عدد يُحسب على أصابع اليد الواحدة) من خرّيجي الجامعات في الإعلام (العلوم الإنسانية/ الاجتماعية) وأيضا الإلكترونيك (الفروع التقنية)، لِتنوير الجماهير الرياضية في عصر الإنفجار المعلوماتي؟ هل هذا يستنزف ميزانية الإتحادية؟ نكاد نجزم أن سفريات رئيس اتحادية “س” إلى الخارج لِقضاء مصالحه الخاصّة من ميزانية هيئته (وليس من حرّ ماله) ترف باذخ وفاحش، لا تظهر معه تكاليف الطاقم الإعلامي، لو وضعناهما جنبا إلى جنب أمام العين المُجرّدة.
هذا البؤس الذي يلتصق بِالاتحاديات الرياضية، لا يُشبه سوى التكلّس الإداري في البنوك (البريد أيضا). ونحن في عصر البصمة الإلكترونية، ما زال المُوظَّف (أو المُوظَّفة) في المصرف (أو البريد) يُحذّر الزّبون من أن ينسى توقيعه اليدوي! ويمنعه من سحب أمواله! ويُفترض أن يعيَ مسؤولو البنوك (والبريد) أن استمرار العمل بـ “التوقيع اليدوي” في 2022 “عيب”.
ولا تسأل عن موقع إلكتروني محترم لِبنك من البنوك المنتشرة عبر تراب الجمهورية، حتى لا يحدث لك ما حدث لـ “الشقّي” أبي نواس وهو يبحث عن “خمّارة” البلد (أكرمكم الله)!
