الجزائر
رضا مالك يرد على اتهامات الفرنسيين

اتفاقيات إيفيان قننت حقوق الفرنسيين والجزائر لم ترتكب تجاوزات ضد الأقدام السوداء

الشروق أونلاين
  • 13282
  • 48
ح.م
رضا مالك رئيس الحكومة الأسبق

نفى رضا مالك، رئيس الحكومة الأسبق، وعضو الوفد الجزائري المفاوض في اتفاقيات إيفيان، أن تكون الجزائر قد ارتكبت أية تجاوزات سياسية أو جنائية بحق الأوربيين الذين كانوا يقيمون بالجزائر (الأقدام السوداء) خلال الحقبة الاستعمارية، بعد وقف إطلاق النار.

 

وأكد رضا مالك أن المفاوضات بين الوفدين الجزائري والفرنسي، نصت على حقوق وواجبات هذه الفئة من الفرنسيين، وتأتي في مقدمتها تمتعهم بكافة حقوق المواطنة لمدة ثلاث سنوات، على أن يختاروا خلال هذه المدة، حمل الجنسية الجزائرية أو الفرنسية.

وتتعرض الجزائر هذه الأيام إلى حملة شعواء، يقودها اليمين الفرنسي الحاكم بزعامة الرئيس المترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية، نيكولا ساركوزي، في موقف غير مسبوق، انتقلت فيها باريس من وضع الدفاع ورفض الاعتذار للجزائريين، إلى الهجوم متهمة الجزائر بارتكاب جرائم مماثلة   للجرائم الاستعمارية، بحق الأقدام السوداء والحركى، بعد وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962 .   

وذكر السفير الأسبق بفرنسا في منتدى “المجاهد” أمس، بمناسبة الذكرى الخمسين لوقف إطلاق النار، أن الجزائر وافقت على بند في اتفاقيات إيفيان، يقضي بتمتع كافة العناصر الأوربية بحقوق الرعايا الأجانب المكفولة قانونا، في حال تمسكهم بالاحتفاظ بالجنسية الفرنسية، على غرار ما حصل مع الرعايا الفرنسيين الذين فضلوا البقاء في تونس والمغرب مع حفاظهم على الجنسية الفرنسية، بعد حصول هذين البلدين على استقلالهما عام 1956 .

وأكد رضا مالك أن 16 من الرعايا الفرنسيين، تمكنوا من حجز مقاعد لهم في المجلس التأسيسي الذي انتخب بعد الاستقلال، ما يؤكد زيف الاتهامات الفرنسية، التي تبيّن أنها تحركها حسابات سياسية ضيقة، قبل ما يقارب الشهر عن موعد السباق نحو قصر الإيليزيه.

وفي سياق متصل، دعت كوثر وكريمة كريم، نجلتا الراحل كريم بلقاسم، كبير المفاوضين الجزائريين في مفاوضات إيفيان، إلى جعل 19 مارس عطلة مدفوعة الأجر، تكريما لروح والديهما، الذي عثر عليه مقتولا في 18 أكتوبر 1970، بإحدى غرف فندق أنتركونتينونتال، بمدينة فرانكفورت الألمانية.   

وعبرت ابنتا الراحل، اللتان كرمتهما وزارة الخارجية وبلدية الجزائر الوسطى، عن أملهما في أن يأتي يوما تكشف فيه خبايا اغتيال والدهما، وقالت كريمة كريم التي بدت عليها علامات التأثر وهي تتحدث إلى الصحفيين: “مهما طال الزمن سيأتي يوما تتكشف فيها حقيقة وفاة والدي، الذي كرس حياته من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة”.

وأضافت: “التاريخ يشهد أن والدي لم يتأخر يوما عن الانشغال بقضية وطنه، ويكفي للتدليل على ذلك، أنه هو من وقع اتفاقيات إيفيان مقابل ثلاثة مسؤولين فرنسيين”. وسئلت نجلة الراحل عن إمكانية مطالبة السلطات الجزائرية بفتح تحقيق في وفاة والدها، فردت معتذرة، واكتفت بالقول: “ما أريد قوله هو أن والدي اغتيل بسبب أفكاره”، وأكدت بأن والدها كان رجل وحدة، ولم تكن له أية نعرة قبلية أو نزعة جهوية.

 

مقالات ذات صلة