احتفالات بشوارع البليدة بعد إقالة الوالي

عاشت عاصمة ولاية البليدة، مساء الإثنين، أجواء احتفالية تواصلت إلى ساعة متأخرة من الليل، ونزل المواطنون إلى الشوارع وتبادلوا التهاني وأطلقت السيارات العنان للأبواق عقب الإعلان عن خبر إنهاء مهام الوالي مصطفى العياضي.

أجمع مهتمون بالشأن المحلي في البليدة على أن قرار رئاسة الجمهورية بإقالة والي البليدة جاء في وقته، بالنظر لحالة الغليان التي طبعت الشارع البليدي بسبب سوء تسيير هذا الأخير لـ”أزمة الكوليرا” التي ضربت المنطقة وأودت بحياة شخصين، ففي وقت بادر الأمين العام للولاية إلى الانتقال على متن سيارته الخاصة إلى مصلحة الأمراض المعدية في زيارة غير رسمية واحتك بالمرضى واستمع لانشغالاتهم وتم السماح لهم بالخروج إلى حديقة المستشفى للتخفيف من الضغط الذي يعانونه، التزم الوالي الصمت لأيام  منذ أول ظهور للمرض بتاريخ 22 أوت الفارط ولم يخرج للاطمئنان على صحة مواطنيه ولا العائلات التي تملّكها الرعب بسبب انتشار الوباء القاتل.

وكانت زيارة الوالي المتأخرة إلى المستشفى بعدها القطرة التي أفاضت الكأس وأثارت سخط وتذمر مواطني البليدة بسبب الطريقة المهينة التي تعامل بها المسؤول الأول للجهاز التنفيذي  بالولاية مع مريضة بالكوليرا كانت تستنجد به بعدما غُلّق عليها المستشفى بباب من حديد بسبب حملها  للعدوى وكذا أبواب المسؤولين لأن  ابنها معاق  ومحروم من حقوقه، في حين بدا تصرف الوالي غير مفهوم وفسره الملاحظون بأنه  “خائف” من العدوى ورفض الاقتراب من المرضى ومنع العاملين من فتح الباب وخاطبهم من وراء القضبان ومن على  بعد أمتار أمام أعين وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية التي غطت الحدث تزامنا وزيارة وزير الصحة لمستشفى بوفاريك.

وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي الفيديو واستنكروا موقف الوالي وطريقة تعامله بـ”فوقية” مع المريضة وتعالت الدعوات للمطالبة بتنحيته، إلى جانب هذا يُؤاخذ على الوالي المُقال من منصبه تردي الوضع البيئي ومعضلة النفايات المتفاقمة  ما نجم عنه انتشار أمراض فتاكة على غرار الكوليرا، فالبليدة وبحسب متتبعين للشأن المحلي، وبعد استرجاعها لقب مدينة الورود وفق مشروع “البليدة وريدة” الذي أعادت للمنطقة جماليتها وتمدنها التي غابت لعقود، تبدو اليوم بصورة بائسة ، علما أن مصطفى العياضي عُين على رأس ولاية البليدة بتاريخ 14 جويلية 2017 قادما من ولاية المدية.