-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"مريومة" تعكس الشرف والهوية والتمسك بالأرض

احتفالية “الشايب عاشوراء” تصنع الحدث في شوارع تكوت بباتنة

صالح سعودي
  • 6600
  • 0
احتفالية “الشايب عاشوراء” تصنع الحدث في شوارع تكوت بباتنة
ح م

انطلقت احتفالية “الشايب عاشوراء” في بلدية تكوت الواقعة جنوب ولاية باتنة، سهرة الثلاثاء، وهي التظاهرة التي صنعت الحدث في مختلف شوارع ومداشر المنطقة، حيث يتم تنظيمها موازاة مع حلول عاشوراء، وذلك بتقديم مسرحية متنقلة في الهواء، وسط تفاعل الجمهور الحاضر، والتركيز على ثنائية الهوية والشرف وكذا التشبث بجذور الأرض.

وجرت احتفالية اليوم الأول من “الشايب عاشوراء” في منطقة تكوت العلوية، وهذا مباشرة بعد صلاة العشاء، وهذا تحت إشراف الجمعية الثقافية “تامزغا”، على أن تشمل التظاهرة أحياء أخرى ببلدية تكوت، على غرار حي تيغزة، وحي البرج قبل العودة إلى تكوت العلوية خلال حفل الاختتام.

وحسب القائمين على التظاهرة، فإن ممثلي مسرحية “الشايب عاشوراء” يعدون من شبان المنطقة، ويؤدون أدوارا متكاملة تنحصر في الأسد الذي يعد رمزا في القوة والبطش ضد الأعداء، و”مريومة” تعني الهوية والشرف والتشبث بالأرض، إضافة إلى الحراس الذين يعكسون صلابة وصمود الشعب الأمازيغي على مر السنين، حيث يرتدون ألبسة تعكس مناخ وتاريخ وطبيعة المنطقة، مثل ريش الدجاج وأدوات الفلاحة وغيرها، على أن تكون الانطلاقة من مكان يجهله الجمهور الحاضر، قبل أن يتم المرور على مختلف شوارع الدشرة وصولا إلى الساحة المخصصة لعرض المسرحية التي تحمل الكثير من الرمزية. وفي كل مرة يتم اختطاف “مريومة”، لكن سرعان ما يتم استرجاعها من قبل الحراس، بعد القبض على المتسبب الذي يخضع لعقوبة مالية أو يتعرض إلى عقوبة جسدية يتولاها الأسد.

ويؤكد القائمون على التظاهرة بأن محتوى المسرحية مستمد من التاريخ القديم للمنطقة، وتنظم ليلة الاحتفال بعاشوراء، ويتم تعميمها على بقية شوارع المدينة، حيث تتلخص رمزيتها في التعريف والحفاظ على الموروث التاريخي والثقافي للمنطقة، والحرص على الهوية، والدفاع عن الأرض المستمدة من دور “مريومة”. وتعتبر مدينة تكوت الوحيدة التي حافظت على هذه التظاهرة، وهي شبيهة حسب رئيس جمعية “تازغا” بتظاهرة مماثلة في تلمسان والمغرب ومناطق أخرى لشمال إفريقيا وجزر الكناري، حيث تم ترقيتها إلى مصاف المهرجانات الوطنية، في المقابل دعا السيد هشام برحايل إلى إخراج هذه التظاهرة من دائرة المحلية، والعمل على عرضها في مختلف التظاهرات الوطنية، على غرار ما حدث في السنوات الأخيرة بباتنة والعاصمة، وهذا في إطار التعريف بالموروث التاريخي واللامادي للمنطقة.

ومعلوم أن التظاهرة عرفت متابعة واسعة من سكان بلدية تكوت وعدة مناطق مجاورة على غرار آريس وثنية العابد وإينوغيسن وغسيرة وبسكرة وغيرها، حيث لم يفوت الكثير الفرصة لمعرفة خبايا ومضامين هذه التظاهرة التي تفردت بها منطقة تكوت بعيدا عن مآسي والآم الفقر وضحايا ومرضى مهنة صقل الحجارة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!