-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

احتلالٌ فاشيٌّ عنصريّ

بقلم: جلال نشوان
  • 670
  • 0
احتلالٌ فاشيٌّ عنصريّ

تعجز الكلمات عن وصف وحشية الاحتلال الصهيوني وبشاعتِه وانحطاطه الأخلاقي، فمن إعدام الشباب الفلسطيني على الحواجز، إلى سرقة الأراضي، إلى التمثيل بجثث الشهداء، إلى تدنيس المسجد الأقصى المبارك، إلى تعذيب الأسرى وإجراء التجارب على جثامين الشهداء وسرقة أعضائهم… تلك الانتهاكات وغيرها كثير، تجسد حجم تفشي الكراهية والعنصرية في المؤسسة العسكرية الصهيونية، وهي ما تتم ترجمتها باستمرار عبر عمليات القتل والقمع والتنكيل ضد أبناء شعبنا في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وللأسف مازال العالم يلوذ بالصمت، رغم أن العالم  شاهد إعدام  الأمريكية راشيل كوري عام 2003، وشاهد  الجرافة الصهيونية وهي تقطّع جسدها في مشهد يدل على فاشية الاحتلال وانحطاط أخلاقه.

إن تلك الجرائم تكذّب زيف ادعاءات جنرالاته الإرهابيين بشأن (أخلاقيات جيش الاحتلال)! وهي لم تكن لتحدث لولا حالة اللامبالاة الدولية تجاه ما يتعرض له شعبنا من انتهاكات جسيمة لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي وللشرعية الدولية وقراراتها.

وهل نسى العالم اللقطات المصوَّرة للجرّافة الصهيونية برفقة الدبابة العسكرية وهو تنكل بجثة الشهيد محمد علي الناعم، 27 عاماً، شرق خانيونس جنوب مدينة غزة، وعملت على تجريفها واختطافها تنفيذاً لتعليمات عصابات المتطرفين الإرهابيين من الحكومات الفاشية المتعاقبة؟ تلك المشاهد المؤلمة اختار بعض قيادات وأنصار اليمين المتطرف مشاركتها على حساباتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي كما حصل مع عضو الكنيست متان كهانا الذي وصف المشاهد بأنها (انعكاس مباشر لوجود بنيت في وزارة الجيش)، في همجية علنية تجسد حجم تفشي الكراهية والعنصرية في المؤسسة العسكرية الصهيونية، وهي ما تتم ترجمتها باستمرار عبر عمليات القتل والقمع والتنكيل ضد أبناء شعبنا الفلسطيني.

إنّ المجتمع الإسرائيلي يميل منذ سنوات نحو التطرف والعنصرية، ولكن النزوع نحو الفاشية بما في ذلك ضد اليهود من الجنسيات المختلفة مثل الأثيوبيين والشرقيين علاوة عن فرض قوانين عنصرية قاسية على أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة عام 48، وعليه فإن هذا الأمر ينعكس في السياسات والتشريعات من خلال الإعدامات الميدانية والاستيطان ومصادرة الأراضي وهدم المنازل.

كما تتعاظم الفاشية داخل أروقة الحكم في دولة الاحتلال وهذا ما يقر به الصهاينة أيضاً بمن فيهم الإرهابي رئيس الوزراء الأسبق من حزب العمل أيهود باراك الذي كان قد قال في مقابلة مع القناة الصهيونية العاشرة إن الحكومة الصهيونية “تعاني من  نزعات فاشية”.

وشهد شاهدٌ من أهلها: مجرم الحرب الصهيوني وزير الجيش الصهيوني الأسبق موشي يعالون قال إن هناك قوى متطرفة وخطيرة استولت على الحكم في دولة الاحتلال وزعزعت الاستقرار لأن الفاشية تتسرَّب أيضاً إلى داخل الجيش الصهيوني.. إنها دولة فاشية بامتياز ويتضح ذلك في  توجه دولة الاحتلال، على المستويين السياسي والشعبي، نحو اليمين منذ بداية العقد الماضي. ولعل وجود الإرهابيين  بزعامة بنيامين نتنياهو  ونفتالي بينت ولابيد واعتلائهم سدة الحكم، وانضواء عصابات المستوطنين ذات النهج السياسي الفاشي، يؤكد صحة هذا  الطرح.

من جانب آخر أخذت هذه القوى تطرح قوانين موغلة في العنصرية، وتصاعدت هذه الممارسات والتصريحات  في أعقاب انتفاضة القدس، وذلك بدءاً من تشجيع وزير الأمن الداخلي الإرهابي المستوطن (يتسحاق أهرونوفيتش) على الإعدام الميداني للمشتبهين بتنفيذ العمليات في القدس، ومروراً بدعم قيادات الاحتلال لأفراد الشرطة الذي نفذوا جريمة قتل الشهيد خير الدين حمدان، واستمراراً بـقانون القومية وانتهاء بالخطة التي تقدّم بها رئيس لجنة الكنيست الإرهابي  ياريف ليفين، لقمع الاحتجاجات في القدس.

ومع هذا التصاعد في منسوب العنصرية، أصبحت دولة الاحتلال تُنعت بالدولة الفاشية، وهذا ما يتردد في العديد من المحافل الدولية. دولة الاحتلال هي حالة استعمارية ونظامها هو نظام توأم لنظام الأبرتهايد العنصري، وهذه الحالة الاستعمارية هي أصعب من الفاشية.

العصابات الصهيونية تزداد  يوما بعد، لكن شعبنا الفلسطيني العملاق، الذي قدَّم  مئات الآلاف من الشهداء، وآلاف الأسرى الذين يواجهون جلاوزة الإرهاب من السجانين والسجانات، ومئات الآلاف من الجرحى، سيستمرون حتى ٱخر قطرة دم في مقارعة المحتلين الغزاة الذين جاؤوا من وراء البحار، وسواء طال الزمن أم قصر، فالاحتلال إلى زوال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!