الرأي

احذروا… “الطوفان”!

جمال لعلامي
  • 2605
  • 4

الامتحانات أو المناورات الناجحة والاحترافية التي قام بها الجيش الوطني الشعبي، وأطلق عليها تسمية “طوفان 2018″، هي رسالة تطمين لكلّ الجزائريين، ورسالة “تحذير” لأولئك المتربّصين من الخارج، ممّن يعرفون جيّدا تركيبة الجزائري، لكنهم يتناسونها أحيانا، ويلجأون إلى استعراض ألسنتهم، بتحامل وتطاول لن يحركا شعرة واحدة من أنفة بلد لم يتحرّر بالمزيّة ولم يقبض استقلاله كهدية أو مقايضة أو صفقة بين جبناء!
هو “الطوفان”، والجميع يعرف معنى الطوفان، ومن لا يعرفه، فإن القاموس والمعجم، متوفر بكلّ اللغات، لتفسير هذه الكلمة التي ليست كالكلمات، والحقّ يقال، أن الرسالة كانت واضحة ومفهومة عشرة على عشرة، إلاّ للذي أبى وتكبّر، أو اعتقد أنه تجبّر، وبطبيعة الحال فإن “اللبيب بالإشارة يفهم”، سواء كان من الجيران أو الأشقاء أو حتى الأعداء!
“الطوفان” هو طبعا مجرّد مناورة، لكنه ردّ بالتلميح كان أو بالتصريح، مفاده أن الجزائر واقفة بجيشها وقواتها المسلحة ومختلف قواتها الأمنية وبتلاحم شعبها، متواجدة برّا وبحرا وجوّا، في الجبال والصحراء، في الحدود والشعاب، في كلّ مكان تحرس هذا الوطن وتضمن الأمن والاستقرار والسيادة لمواطن وفيّ لجيشه ومنتم بالروح والدمّ وجيل بعد جيل إلى سليل جيش التحرير.
نعم، معروف عن الجزائري أنه يفعل ولا يتكلّم، وهذه وحدها تكفي لنقل الرعب إلى المرجفين والمتطاولين والمتآمرين وممّن ذاقوا مرارا وتكرارا “الطرايح”، لكنهم للأسف لم يستفيدوا من الدروس والهزائم، ولذلك، يعودون مثلما تعود ريمة اللئيمة إلى عادتها القديمة بشطحات حمقاء بلهاء!
“الطوفان” هو “فعل” وليس “قول”، مثلما الجزائري لا يتدخل في ما لا يعنيه، وإن تدخل فللوساطة ومن أجل الخير، ولمّ شمل المتفرّقين، وبالمقابل، ينتفض ويقصف ويضرب بقوّة ودون رحمة ولا شفقة، عندما يفكّر هؤلاء، أو يحاول أولئك، الاقتراب من أرضه المسقية بدماء مليون ونصف مليون شهيد، أو تدنيس سيادته، أو استفزازه في كرامته وكبريائه!
مثلما وقفت الجزائر وحدها في مواجهة أخطبوط الإرهاب، سنوات التسعينيات، وانتصرت عليه بمفردها، فهي واقفة اليوم، وستظل، في وجه دسائس خارجية مفضوحة، ينسجها بخلاء، بخلوا على أنفسهم صداقة الجزائر، وأغبياء سذّج لم يعرفوا بعد كيف يشترون ودّها ويتفادون “قطع صلة الأرحام” معها، وهم بذلك، كمن يعتدي “خدعة” على رجال يجدهم “المخنوق” في اليسر والعسر!
لا يُمكن توقيف “الطوفان” إلا بعد أن يجرف الشجر والحجر والبشر، ويصل إلى نهاية المصبّ، وعندها لا ينفع تعلّم السباحة ولا ارتداء هندام الغطّاس، ولا هم يحزنون.. فاحذروا!

مقالات ذات صلة