الجزائر
المؤسسات الإستشفائية استقبلت عشرات الحالات

احذروا.. مكيفات هوائية رديئة تُباع في الأسواق وتسبب أمراضا

زهيرة مجراب
  • 12376
  • 11
أرشيف

تستقبل المؤسسات الاستشفائية والوحدات الطبية هذه الأيام المتزامنة مع ارتفاع درجات الحرارة لمعدلات قياسية، العديد من الحالات لمسنين وأطفال مصابين بمشاكل صحية وتنفسية، كانت المكيفات الهوائية عاملا رئيسيا فيها جراء استعمالهم المفرط لها، وهو ما يستلزم خضوعهم لفترة علاج طويلة مع ضرورة تفادي التعرض لتياراتها الباردة.

تحوّلت العيادات المتعددة الخدمات والوحدات الاستشفائية الجوارية هذه الأيام إلى مقصد للكثير من المواطنين من مختلف الفئات العمرية يشتكون من آلام في المفاصل، العظام، الرقبة أو نزلات برد وصعوبة في التنفس، غير أن جل المشتكين يشتركون في كثرة تعرضهم للمكيف الهوائي، وهو ما زاد من تدهور وضعيتهم الصحية.

وخلال تواجدنا في المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالقبة، صادفنا بعض الحالات لسيدات وفتيات يشتكين آلاما مبرحة في العظام وصعوبات في التنفس. تقول إحدى الفتيات بأنها تعاني من وجع على مستوى الرقبة وقد أخذت المسكنات واستعملت بعض المراهم، لكن الوجع لم يختف، ولم تُجد معه لا الأدوية ولا حتى الوصفات الشعبية، ويزداد كلما شغلت المكيف ليلا، لكن الحرارة مرتفعة لا تطاق وما باليد حيلة، لتضيف “زرت الطبيب مرتين، ولكن بدون جدوى وفي آخر مرة طلب مني القيام بأشعة فأجريتها وجلبتها له لعل الوجع يزول”.

أما الحاجة فاطمة فهي الأخرى تعاني من حيرة كبيرة، فإذا أطفأت المكيف أو “البراد” مثلما تسميه لا تستطيع النوم، فالحرارة جد مرتفعة فتنزعج وتتوتر ويرتفع ضغط دمها، كما تزداد الهبات الساخنة التي تتعرض لها ولذا تكون مرغمة على تشغيله حتى تنعم بالنوم، لكنها لا تسلم في الصباح من الآلام المبرحة في مفاصل يديها وقدميها، والآن ازداد الأمر سوءا، حيث أصبحت تشعر بألم شديد عند التنفس وتعاني من سعال مستمر.

وليست الحالتين السابقتين هما الوحيدتين، لكن هناك الكثير من السيدات زادت المكيفات الهوائية من سقمهن وأوجاعهن، لكن ما يبعث على الدهشة هو حال رضيع صغير يبلغ من العمر 6 أشهر، جلبه والداه على جناح السرعة، وهو يعاني من الحمى وسيلان في الأنف لتعرضه للتيارات الهوائية الحارة والباردة. تحكي والدته أنها بالرغم من حرصها على عدم تشغيل المكيف الهوائي في غرفة نوم الصغير، لكن والده يرفض قيادة السيارة بدونه، وهو ما جعل الصغير يتعرض للهواء الساخن مباشرة عند نزولهم منها فأصيب بزكام.

وفي السياق، أكد رئيس مصلحة طب الأطفال بمستشفى الحراش، البروفيسور مصطفى خياطي، استقبال المستشفيات العديد من الحالات يوميا طوال فصل الصيف، لمرضى في حالة صحية خطيرة بسبب المكيفات الهوائية، وهم في الغالب من الفئات الهشة أي كبار السن والأطفال الرضع، ويرى البروفيسور خياطي أن غياب ثقافة استخدام المكيفات أحد العوامل الرئيسية، فإذا تم التعرض له بشكل كبير ولفترة زمنية طويلة فسيعمل المكيف على تجفيف الهواء، وبالتالي يشعر المستخدم بالعطش الشديد ولذا لابد عليه من شرب كميات كبيرة من الماء.

ومن المخاطر الصحية التي يحدثها المكيف خصوصا لدى فئات كبار السن “الإنتان”، فبعد جفاف القصبات الهوائية تصبح الرئتان عرضة للإصابة بالبكتيريا، وهي التي تحدث الإنتان، وهذا الأخير حسب ما ذكره المختص هو السبب الأول والرئيسي في الوفيات لدى المسنين.

ولتفادي التعقيدات والمشاكل الصحية الناجمة عن استعمال المكيفات الهوائية، دعا البروفيسور خياطي لاستخدامها بعقلانية، ناصحا المسنين باستبداله بالمروحة، فهي بالرغم من عدم تبريدها الغرفة بنفس درجة المكيف، إلا أنها تسمح بتحرك الهواء وتجديده وتنقله في المكان، ويواصل المختص بأن المصابين بهشاشة العظام يستحسن عليهم تجنبه فهو يزيد الآلام.

ووجه البروفيسور خياطي جملة من النصائح للمواطنين كي يتجنبوا المرض منها: تشغيل المكيف لتبريد الغرفة عند خروجهم منها مع إغلاق النوافذ والأبواب، وبمجرد دخولهم إليها عليهم إطفاء المكيف وإبقاء المنافذ الهوائية مغلقة، كما ينبغي أن لا تتجاوز درجة الحرارة 24 درجة، وأوضح المتحدث بأن غالبية المكيفات الهوائية الموجودة في السوق من نوعية رديئة لا يمكن ضبط حرارتها وفق المعدلات الحقيقية لذا يصعب معرفة درجة حرارة الغرفة.

مقالات ذات صلة