-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وعودتهن سالمات إلى حضن العائلة يضرب شرفهن

اختفاء القاصرات في الجزائر يؤجج الجدل

نسيبة علال
  • 2989
  • 0
اختفاء القاصرات في الجزائر يؤجج الجدل
أرشيف

تحول اختفاء القاصرات، وخاصة المراهقات، إلى ظاهرة اجتماعية خطيرة، يزيد استفحالها أكثر مع ارتفاع الحالات، وتصاعد الشكوك والجدل حولها، إذ كشفت إحصائيات قامت بها الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل، أن أزيد من مائة فتاة قاصر اختفت في ظروف غامضة، خلال فترة الحجر الصحي لوحدها.. أمر أسال حبر الصحافة الوطنية، وتحول مع مرور الوقت إلى موضوع يمضغه المجتمع مع كثير من التأويلات، بينما حير الأخصائيين والخبراء.

منخرطات في الدعارة وترويج المخدرات

كشف السيد عبد الرحمان عرعار، رئيس الشبكة الوطنية للدفاع عن حقوق الطفل، في لقاء سابق له مع الإعلام، أنه وبفضل خبرتهم كأخصائيين، توصلوا إلى أن نسبة كبيرة من الفتيات القاصرات اللواتي يتم إعلان اختطافهن، إنما يهربن من المنزل بمحض إرادتهن، وبإيعاز من عصابات نسوية تشتغل في الدعارة والمتاجرة بالمخدرات، تقوم باستدراجهن عبر وسائط التواصل الاجتماعي، لاستغلالهن في هكذا نشاطات.

اختطاف.. أم هروب مخطط ! المؤثرات عبر مواقع الإنترنت في قفص الاتهام

تكرر حالات اختفاء القاصرات في المجتمع الجزائري أصبح يستدعي الدراسة والتعمق أكثر، ويثير تساؤل المختصين ويفرز تحليلاتهم المرتبطة بالواقع، إذ تشير الأخصائية النفسية، نادية جوادي، المهتمة بشؤون الطفل والمراهق، إلى: “غياب دور الأسرة في التوجيه وغرس القيم، بالإضافة إلى إلقاء مسؤولية التربية والمتابعة على المدرسة والمعلمين، وتقاعس بعض هؤلاء في احتواء التلميذ، مع غياب الإرشاد النفسي داخل المؤسسات التربوية، وإفساح كل هذا المجال أمام مواقع التواصل الاجتماعي للسيطرة على عقول المراهقات، في وقت تستغله بائعات الهوى والمنحرفات لاستقطاب أكثر عدد من القاصرات لمتابعتهن والتأثير بهن سلبا، كل هذه العوامل وأخرى، تبرر الانتشار الرهيب لاختفاء المراهقات في الجزائر..”. وبعيدا عن استعمال مصطلح الاختطاف، يجب الاعتراف بأن أكثر حالات الاختفاء تعود إلى عمليات هروب ماكر أو استدراج، حسب ما تؤكده الأخصائية، رغم غياب نتائج التحقيقات

بعد ظهور الضحية مجددا، أو التحفظ عليها من قبل الجهات الأمنية، إلا أن حيثيات الاختفاء تشير بوضوح إلى غياب عمليات الاختطاف، فالفتيات المعنيات إما يغادرن رفقة زميلة أو صديقة، أو تختفي معهن فتات أخرى في الظروف ذاتها وفي الحيز المكاني ذاته، مثلما حدث مؤخرا مع فتاتين من بلدية شفة وبلدية موزاية غربي البليدة، أو إن القاصر المختفية تقوم بعملية سرقة لتأمين مغامرة هروبها، عادة ما تتحفظ عليها العائلات تفاديا لتشويه سمعة ابنتها في حال عودتها.

الاختطاف أرحم من العودة بلا أدلة

عودة المراهقات المختفيات إلى أحضان العائلة سالمات، بعد غياب أيام أو شهور، أصبح ظاهرة بها من الغرابة والغموض ما يدفع المجتمع بجميع أطيافه إلى الشك والتساؤل ومحاولة الحصول على تفسير، خاصة وأن التغطية الإعلامية والتضامن أو لنقل الجدل الإلكتروني حول هذه الحالات سرعان ما يصنع زخما اجتماعيا يصعب نسيانه أو تجاوزه إلى غاية ظهور الضحية، ثم يشوب القضية غموض قاتم حتى تسكت عنها الأفواه.. لكن، هل يمكن فعلا أن تسكت أفواه المحيطين بالفتاة وعائلتها، وهل سيتم نسيان القضية بتلك السهولة؟ تقول الأخصائية الاجتماعية مريم بركان: “إن أولى الاتهامات التي تقذف بها فتاة مختفية بعد عودتها إلى المنزل هي هروبها مع عشيقها، وفقدانها شرفها، لا تهم الظروف ولا الحيثيات فقد أصبح من الأرحم على عائلة المختطفات أو المستدرجات بالإبعاد، أن يحصل عليهن في أيدي عصابة خطيرة، أو حتى جثثا هامدة، على أن يعدن بمحض إرادتهن سالمات من دون أدلة أو تبريرات..” ومع هذا، لا يمكن الإنكار بوجود حالات اختطاف مروعة، الهدف منها استغلال الفتيات في العمل المنحرف، أو سرقة وبيع أعضائهن، وحتى استخدامها للسحر والشعوذة، أو لأغراض انتقامية، والمؤسف أن المتهم غالبا يكون من العائلة أو الأقارب، وما حادثة القاصر كنزة بعزازقة التي قام والدها بقتلها وإعلان اختطافها إلا دليل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!