جواهر

ادعيت المرض النفسي فكرهني زوجي!

جواهر الشروق
  • 9873
  • 8
ح.م

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا متزوجة منذ سنة، ومعي طفل، لكن ظروف زوجي صعبة، فهو يعمل في مجال البترول، فيغيب عني شهرا ونصفا، وبعدها يأخذ عطلة لمدة أسبوع أو أسبوعين، وعندما كنت عروسا كنت أتضايق جداً خصوصاً إنني مغتربة، وأعيش مع أهله الذين كانوا يتأففون من كثرة طلباتي خلال فترة الحمل والوحم، وكان زوجي لا يكلمني بالأيام ولا يتصل ليطمئن علي، وفي المنطقة التي يعمل بها كان يذهب للمبيت عند أعمامه، وكنت أقول له إني أشك فيه من كثرة غيابه وعدم تلبيته لطلباتي، وبدأت المشاكل بيننا، وإحدى بنات أعمامه وجدته يتعامل معها بشكل أثار غيرتي بسبب حركاته المبالغ فيها، وشكوته لأهله وطلبت الطلاق بإصرار.

وخلال فترة الحمل كنت عصبية بشكل كبير، وفقدت أعصابي بسبب غيابه وكرهت تواجدي بين أهله وهم في لا مبالاة، قلت له إنني أعاني من أمراض نفسية وعصبية حتى يخاف ويطلقني، وأصبح هو عصبي أيضاً لا يحب النقاش، لكنه رفض الطلاق وقال إنه سيذهب معي لأفضل الأطباء النفسيين لعلاجي، وأنه يريدني حتى لو كنت مريضة.

وقبل الولادة بدأت مشاكل بيننا على مصروفاتي، واكتشفت أن عليه ديناً يقوم بتسديده لمدة خمس سنوات ولم يخبرني، وتصاعد الأمر فذهبت لبيت أهلي وطلبت الطلاق مرة أخرى، وكنا نتحدث فقط على الواتس أب، وفجأة وجدته تغير، قال لأهله أنه لم يعد يريدني، وأنه لا يستأمنني على بيته وأولاده، وأخبر أهلي بذلك.

وبعد الولادة جاء لرؤية ابنه، وبصراحة ما قصر أحضر لي كل ما أريده، وأنهى أوراق التأمين لي ولابني، وعندما تحدثت معه عن عودتي معه لكن بشرط أن يضع حدودا لأهله، أخبرني أنه لا عودة لي وأنه بدأ في إجراءات الطلاق!!

بعدها بشهرين تدخلت أمي وأمه للإصلاح، وأمي أخبرته أني لا أعاني أية أمراض نفسية وأنني كنت أكذب، وأمه طلبت أن يعطيني فرصة أخرى، ووافق بشرط ألا أنكد عليه حياته بالمشاكل، وألا أعصيه على أهله، وأخبرني أنه لو لم أتغير سأعود لأهلي بدون ابني!

لكنه الآن يرفض تماماً أن ننجب ثانية، ويهددني بالزواج الثاني، وعندما أخبرت أهلي بالأمر وأني أريد الطلاق، قالوا لي أنهم لن يستقبلوني في بيتهم !! ورفضوا الفكرة، الآن لم أعد أريد الطلاق فسني صغير، وأريد أن أكسب زوجي، خائفة أن يكون قد كرهني، وأخاف أن يطلقني في أي لحظة، فهو الآن لا يعطيني حقي الشرعي إلا مرة كل شهر حتى أعتاد على غيابه ولا أشتكي… أحتاج نصيحتكم.

فاطمة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلاً وسهلاً بك أختي معنا على صفحات جواهر الشروق، والله أسأل أن ييسر لك أمرك، وأن يرزق وزوجك السكن والمودة والرحمة.

أختي الفاضلة اعذريني لكنني أراك لست مؤهلة أصلاً للزواج وبناء أسرة!!

طلب الطلاق بشكل متكرر وبدون سبب، وكذبك بخصوص مرضك النفسي وما شابه هو أساس المشكلة، فأنت من صنعت هذه المشكلات وليس زوجك، فالرجل عندما يجد زوجة نكدية تفتعل المشاكل بسبب الفراغ، وتظل تشكو بدون أسباب منطقية  ييأس ولا يجد لها بالاً طويلاً، فالرجل يختلف عن المرأة بشكل كبير.

الآن هو فعلاً في مرحلة حرجة بأن يتخلص منك بالطلاق مع أول مشكلة سوف تفتعلينها، فلا تتحدثي معه نهائياً في موضوع الزواج الثاني، أو عدم رغبته في الإنجاب، كل ما عليك الفترة القادمة أن تتقربي إليه بحسن الخلق وحسن التبعل كما أمرنا  الإسلام، فهو يكد ويتعب في عمله، فمن الصعب يا أختي أن يعود فيجد زوجته تنكد عليه الفترة التي يبحث فيها عن الراحة!

احترميه، واحترمي أهله وساعديه على برهم، والأوهام بأنه يستلطف فتاة من أقاربه لا تدعيها تسيطر عليك، فإن كان يريد أي من بنات أعمامه كان سيتزوجها بدلاً منك، وبالتالي فطالما أختارك زوجة له فهو يحبك ويريدك أنتي، فلا تنزعي هذا الحب بيدك!!

هذه التهديدات لن تتم إذا وجد معك السكن والراحة، ولا تستطيعين لومه أبداً إن هو تزوج بسببك ! إن هو وجد الراحة وبشاشة الوجه والسعادة معكِ، سوف يرضى عنكِ وهذا هو المطلوب الآن وفقط.

تحدثي معه في موضوعات مبهجة أثناء تواجدكم سوياً، اخرجوا للتنزه بدون الطفل من وقت لآخر حتى يزول الجفاء بينكم، تقربي إلى أهله خاصة والديه فهذا يسعده ويجعله يثق بك، وبخصوص حقك الشرعي فلا تتحدثي أو تجادلينه بهذا الخصوص، فليس من المنطقي أن يجد الرجل زوجة جميلة تتزين لزوجها وتتبسم، زوجة لا تفتعل المشاكل وتهدد هي بطلب الطلاق، أو تخيفه بأنها مريضة نفسياً فيهجرها !

الأمر كله بيدك، فاستخدمي كيد النساء الحكيمات لاسترجاع زوجك!

وإن عاود هو الحديث معك عن رغبته في التعدد لا تصرخي وتقولي أنك ستطلبين الطلاق!! كوني ذكية ردي عليه بأنك تغارين عليه، سوف تشغلين باله وعقله وقلبه فلن يحب غيرك، وغيرها من الكلمات التي تأسر قلوب الرجال بالحب واللين، فضعف المرأة مركز قوتها عند زوجها.

وإن تحدث معكِ بخصوص الإنجاب أخبريه أنك تريدينه هو زوجاً وحبيباً قبل أن يكون أباً، وتحدثي معه عن قناعتك أنه سيكون أب رائع حنون، وأنك سعيدة لأنك ترين أبنه نسخة منه، استخدمي حلو الكلام فهو طريق القلوب.

بعد فترة من تحسن أوضاعكم – أرى أنها لن تكون قبل 6 أشهر من الآن –  لا مانع أن تتحدثي معه في مشاكلك، ولتتحدثي عنها لتجدون حلاً لا لافتعال المشاكل، خاصة وأنها مشاكل بسيطة جداً، واعلمي أنه لا كمال في الحياة، ومشكلات بسيطة كهذه احمدي الله عز وجل عليها، فغيرك تمر بابتلاءات أشد قسوة.

تقربي لأهله، وعندما يشعرون أن ابنهم أصبح سعيداً معك سوف يسعون لراحتك.

تمنياتي لك بالسعادة والتوفيق.

للتواصل معنا:

fadhfadhajawahir@gmail.com

مقالات ذات صلة