-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الفنانة سمية درويش تفتح قلبها لمجلة الشروق العربي

ارتدائي الحجاب ثم خلعه قرار نابع من داخلي.. وأنا الوحيدة فقط التي أعلم به

طارق معوش
  • 2713
  • 0
ارتدائي الحجاب ثم خلعه قرار نابع من داخلي.. وأنا الوحيدة فقط التي أعلم به
تصوير: أيمن فرحات

إنها سمية درويش.. التي يأتي حديثها صورة واضحة عن شخصية حملت الكثير من خفة الدم والصراحة، على طريقتها. ولكنّ صراحتها لم تمنعها أحياناً من مواجهة بعض الأسئلة، فتعترض وتلتزم الصمت، وتحاول أخذ الحديث في اتجاه آخر، كي لا تفتح أبواباً أرادتها أن تبقى مغلقة. ذوقها وأناقتها صفتان أساسيتان في شخصيتها، تدركهما لحظة دخولك عتبة دارها، وتلمس كم أنّ ذوق الأنثى واضح على أثاث منزلها، الذي يشبهها إلى حدّ بعيد في الألوان المريحة.

منذ ظهورها الأول فى عالم الغناء، من خلال أغنية «واحشنى بجد صحيح»، رأى الكثير أن صوتها نسخة «طبق الأصل» من الفنانة شيرين عبد الوهاب، وهو ما رفضته بشدة، مؤكدة أنها تغني منذ صغرها، وأن «شيرين» هي من تشبهها، وليس العكس. إنها المطربة «سمية درويش»، التي اعتزلت الغناء وارتدت الحجاب، وعادت إلى جمهورها مرة أخرى بعد خلعه.

التقت بها «الشروق العربي » لمعرفة أسباب اتخاذها هذه الخطوة المفاجئة، وتعاملها مع الهجوم العنيف الذي تعرضت له، وسر تعلقها بوردة الجزائرية، فضلًا عن الحديث حول زواجها السابق وأسباب انفصالها، وأشياء أخرى نكشفها في الحوار..

ارتدائي الحجاب ثم خلعه قرار نابع من داخلي.. وأنا الوحيدة فقط التي أعلم به

 بداية، نرجع إلى الوراء قليلا.. ما أسباب عودتك إلى الغناء بعد الاعتزال وارتداء الحجاب؟

 مررت بظروف صعبة للغاية، جعلتني لا أريد أن أعمل مرة أخرى. لذلك، ارتديت الحجاب في شهر رمضان، واعتزلت الغناء منذ فترة، وابتعدت عن الجميع، حتى لا يتصل بي أحد، ويطلب مني الغناء أو التواجد في الحفلات والسهرات.

بعد ذلك، شعرت بأن هذه الخطوة كانت متسرعة جدا، لذلك خلعت الحجاب وعدت إلى الساحة والجمهور مرة أخرى.. أنا عاطفية للغاية، وأفعل أي شيء أشعر به دون تردد. وهذا لا يعني أنني لا أعرف ربي، فقد تربيت في بيت ملتزم للغاية، ومنذ صغري أؤدي الصلاة في وقتها، وأعتبرها مثل الطعام والشراب، وشقيقات والدتي منتقبات.

لكن البعض قال إن زوجك السابق فرض عليك الحجاب.. وخلعته بعد انفصالكما.. ما تعليقك؟

 لا.. إطلاقًا، فأنا ارتديت الحجاب بعد انفصالي عنه بعام تقريبًا، وهو ليس له علاقة، من قريب أو بعيد، بارتدائي الحجاب أو خلعه، ارتدائي الحجاب قرار نابع من داخلي، وأنا الوحيدة فقط التي أعلم به، لأني كنت في هذه الفترة تعرضت لاكتئاب شديد بسبب الخيانة والظلم من أشخاص حولي، فوجدت أن أقرب طريق هو التقرب إلى ربي.. وصلت وقتها إلى درجة التفكير في الانتحار بطريقة جدية، وكان من الممكن أن أفعل ذلك مع نفسي، خاصة أني لم أخرج من غرفة نومي لمدة خمسة أشهر.. الطريقة الوحيدة التي خلصتني من هذا الهاجس هي الله- عز وجل- الذي أخذ بيدي ورحمني برحمته الواسعة، وهداني إليه وإلى الطريق الصواب، وكان إلى جانبي، فلا يتركني أبدًا.

 هل تعرضت للطعن والخيانة من أشخاص قريبين منك؟

 تعرضت للخيانة من أقرب صديقة لي، وكنت أعتبرها شقيقتي، لكنها أخذت حبيبي مني، الذي كان الحب الحقيقي في حياتي، وكان من المفترض أن نتزوج، لكنها قامت بالوقيعة بيننا والعبث من ورائي، وطعنتني في ظهري، فصدمت كثيرًا وأصابني الذعر من الزمان. وقتها سألت نفسي: «هل من المعقول أن يحدث ذلك لي من أقرب الأشخاص حولي؟.. وأنا التي ما فكرت يومًا في أذية أحد أو تمنيت الشر لأي شخص، ودائمًا أقف بجانب أي إنسان يحتاج إلى مساعدتي.

لا أقدر على المجاملة.. فأنا صريحة ولست دبلوماسية..

 لاحظ الجمهور أن لدى سمية درويش ثقافة فنية عالية.. ولباقة مجتمعية واضحة.. ما أهم الأمور التي ساهمت بصقل شخصيتك المجتمعية والفنية؟

 مثل ما يقول المثل بأن: (الولد مرآة أهله)، والحمد لله رب العالمين الذي أنعم عليّ بعائلة– أدعو الله أن يحفظهم لي ولا يحرمني منهم ويأخذ مني ما يريد ويبقيهم لي– هذه العائلة كان لها الدور الكبير في تربيتي وتعليمي وتثقيفي، كما أن المجتمع الذي قدمت منه هو مجتمع مصري أصيل ومثقف ولبق في التعامل، وأتمنى أن أكون قد نجحت في عكس صورة جيدة عن ذلك المجتمع.

شخصيّتك مليئة بالثقة بالنفس؟ هل يمكن وصفك بالمشاغبة؟

 لست مشاغبة، وأحترم الجميع، ومن يقل شيئاً لا يعجبني أردّ عليه، فأنا أحترمه. وإذا لم أردّ على كلامه وتجاهلته، أكن بلا احترام، ومن يدعمني يستحقّ على الأقلّ أن أبرّر له ما يحصل. وأتمنى أن لا تفهم كلامي هذا غرورا، لا سمح الله.. الحمد الله، جمهوري بمصر وبالعالم العربي يعرف من تكون سمية درويش.

ما دمت تتحدثين عن الغرور، هي تهمة ترافقك على الدوام؟

في الحقيقة، هذا ظلم كبير، أنا على قناعة بأن الغرور مقبرة المبدع، ولهذا أشك في أن جمهوري وكل من يعرف سمية درويش من بعيد أو من قريب يقول إنني مغرورة.

 تشتهرين بأنك غير مجاملة.. هل هذا صحيح؟

 نعم، لا أقدر على المجاملة، فأنا صريحة ولست دبلوماسية.. ودعني أقلها بصراحة: لا يوجد صداقات في الوسط الفني، مع احترامي للجميع.. بالنسبة إلي، غالبية صداقاتي من خارج الوسط الفني.. وعند الحديث عن الغناء المشترك، فإنني سأكون غير صريحة، ومجاملة إن قلت لك إنني لن أتردد في الغناء مع هذا الفنان أو هذه الفنانة، لو عرض عليّ، لأن “الديو” أو “الدويتو” لابد من أن يجمع بين اثنين من الفنانين، تربطهما ليس فقط صداقة حميمية، بل وتجمعهما كيمياء روحانية من نوع خاص، وغير ذلك ليس أكثر من كونها تجارية، ومدفوعة الأجر، للغناء لشخص ما، أو في مناسبة ما.

وردة الجزائرية صوت واسم لن يتكرر.. كانت ومازالت فخرا للجزائر ولمصر

أنت إنسانة صريحة وجريئة إلى درجة تلامس الوقاحة نوعا ما، أليس كذلك؟

 رأيي أقوله مهما حصل.. فالخوف من المولى- عز وجل- فقط. هذا صحيح، ولكن وبكل صدق أنا إنسانة تحترم الطرف الآخر دائما، عندما أصادف أمامي شخصا “غلطا” أقول له هذا الشيء في وجهه، ولا أخاف من الحقيقة أبداً. ولكن مع الوقت، تعلمت ألا أتدخل في ما لا يعنيني، إذا علمت بأن نتيجة هذا التدخل ستكون سلبية. ولكن في كل الأحوال، لا أستطيع إخفاء شعوري تجاه الأشخاص الذين أحبهم أو أكرههم.

نبقى مع الصراحة.. لماذا تعتبرين زواجك السابق أكبر غلطة في عمرك؟

 صرّحت فعلًا بذلك أكثر من مرة، وهذا حقيقي، فتجربة زواجي السابقة تعتبر نقطة سوداء في حياتي، لأني لم أتمهل فيه، وزواجي به كان تقليديا، وغير نابع عن أي حب، وموافقتي عليه جاءت بناء على رغبة أبي وأمي، مثل أي بنت تريد أسرتها لها الاستقرار والحياة الزوجية ورؤية أبنائها، لكنني وجدت في النهاية أن هذا الشخص غير مناسب لي، وكنا مختلفين تماماً.

تعليقك على اتهامك بأن خلع الحجاب «شو إعلامي» للفت الأنظار؟

 رأيت ذلك الهجوم، لكن لا أعيرهم أي اهتمام.. بالنسبة إلي، ارتديت الحجاب منذ فترة طويلة، قبل عودتي إلى الغناء، وسبب العودة بكل صراحة، أنه ليس لدي مصدر رزق أو مهنة تناسبني غير الغناء، وظروف البلد الاقتصادية صعبة للغاية، وأنا منذ صغري مسؤولة عن أسرتي، ويعتبرونني رجل البيت.. تخيلوا رجل البيت بقي في المنزل دون عمل، كيف نستطيع أن نعيش؟

من مثلك الأعلى في الغناء؟

مثلي الأعلى الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية دون منازع، وأنا فخورة جدا لكوني قبلتها قبل رحيلها، وهذا كان حلما من أحلامي.. وردة أعتبرها صوتا واسما، لن يتكرر ربما بعد عشرات السنين.. أحببتها من كل قلبي- رحمة الله عليها- كانت ومازالت فخرا للجزائر ولمصر.

 ماذا تعرفين عن الفن الجزائري؟

من غير شك فن الراي عالمي.. فأنا من أشد محبي هذا الفن، الذي من مغنيه الشاب مامي وخالد، دون أن أنسى فلة وأسماء كثيرة.

 تملكين خامة صوتية ساعدتك على أداء مختلف اللهجات والألوان. هل تفكرين في مسيرتك الفنّية في أن تغني إيقاع الراي؟

ما يغريني في الفن الجزائري هو العالمية. وأطمح، بل وأحلم بغناء هذا الإيقاع. وإن شاء الله، سأقدم مفاجأة لجمهوري.. كما سأغنّي طبعاً مختلف اللهجات والألوان، خلال مسيرتي الفنّية.. نتمنى فقط أن يزول عنا هذا الوباء، وتعود الحياة مثلما كانت وأحسن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!