استثمار الوقت بدل الضائع

تصالح الحاج وحاليلو أخيرا وعادت المياه إلى مجاريها !، وانتهت منازلة استمرت حسابيا ستة أسابيع جرى إهدارها في الكلام الغير مباح.

الكثيرون تنفسوا الصعداء لإنهاء الحاج مقاطعته المزمنة لحاليلو، وهو أمر نادر الحدوث عالميا، في مسلسل رديء أريد للجزائريين أن يستهلكونه، لكن هل استثمر الناخب الوطني كما الرقم الأول في الفاف الـ42 يوما الماضية في إعداد خطط المونديال ورسم أفضل السيناريوهات للنيل من بلجيكا، إرباك كوريا الجنوبية وكسر البرود الروسي؟.

الظاهر أنّ لا شيئ أنجز عدا ما يتعلق بالشق اللوجستي لإقامة الخضر في البرازيل، فالحاج أنفق وقته في الاستعراض وانتقاد الأندية، بينما البوسني المنعزل في بيته العتيق بمدينة ليل، اختار الإمعان في استفزاز الجزائريين بنغمة “لن يكون في الإمكان أبدع مما كان”، حتى وإن كان هناك من أنهك نفسه بالقول أنّ حاليلوزيتش كان يصل يومياته بلياليه وهو يبحث تفاصيل تقنو-تكتيكية ويعدّ العدّة لجعل المحاربين مفاجأة مذهلة على أرض السامبا  !                 

الأجمل والأكثر عقلانية أن لا يبدّد روراوة وحاليلوزيتش المزيد من الوقت، ويشرعان منذ الآن فيما هو أفيد للكتيبة الخضراء، وأول الأمور حسم منصب المدرب المساعد، فمصير تاسفاوت ظلّ معلقا في خضم الضرب تحت الحزام، وهوية المنافسين الآخرين للمحاربين بعد سلوفينيا، لا تزال غامضة، تماما كمعاينة أضلاع المجموعة الثامنة ورسكلة أداء النخبة الوطنية وذاك أهم استثمار للوقت بدل الضائع.