استحداث “بكالوريا فنية” قرار جريء.. لكنه سابق لأوانه!

تعتقد نقابات التربية المستقلة بأن استحداث “بكالوريا الفنون”، قرار جريء وصائب، لكنه سابق لأوانه، على اعتبار أن هناك أولويات للنهوض بقطاع التربية، حيث دعت السلطة الوصية إلى الاستعجال بتقويم وتشخيص وإعادة هيكلة التعليم الثانوي قبل اللجوء إلى اتخاذ مثل هذه القرارات، بوضع كل الترتيبات المطلوبة، بدءا بالفصل في منظومة “توجيه التلاميذ”، بالإضافة إلى إعطاء الضوء الأخضر لإطلاق “البكالوريا المهنية” التي لم تعرف طريقها نحو التطبيق.

وفي هذا الصدد يرى الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال بنقابة “الكناباست” بأن قرار استحداث بكالوريا فنية “سمعي بصري، موسيقى وسينما”، صائب، غير أنه يعتقد بالمقابل لا بد من اتخاذ خطوة مهمة في إطار العمل على تشخيص وتقييم وتقويم وإعادة هيكلة مرحلة التعليم الثانوي كليا، بداية من الفصل في منظومة “توجيه التلاميذ”، أي من السنة رابعة متوسط إلى الأولى ثانوي، ومن الأولى إلى الثانية ثانوي، إلى جانب الفصل في هيكلة الطور الثانوي من حيث الشُعب التي تتطلبها المرحلة، وتسمح بحل كافة المشاكل المطروحة، والناتجة عن تغييرات قد مست المنظومة التربوية سنوات 2003 و2004 و2005.

وأضاف مسعود بوديبة في تصريح لـ”الشروق” بأن “الكناباست” قد أعلنت في وقت سابق عن رفضها لسياسة إعادة هيكلة امتحان شهادة البكالوريا قبل إعادة هيكلة مرحلة التعليم الثانوي، لعدة اعتبارات أبرزها أنه لا يمكن وضع نظام بكالوريا جديد إذا لم يتم ضبط مسألة هيكلة التعليم الثانوي، وحتى لا يتم الوقوع في الخلط والمتاهات التي عشناها لمدة 18 سنة، ليجدد مطالبته بإطلاق “البكالوريا المهنية”، شريطة الفصل في مسألة ترتيب وضبط هيكلة التعليم النظامي ونظام التعليم المهني.

ودعا المتحدث إلى تدعيم سياسة التكوين من خلال التأسيس للمدارس الوطنية العليا، بدءا بضبط منتج التوظيف في القطاع بتوظيف خريجي المدارس العليا في جميع التخصصات.
ومن جهته، أكد رئيس النقابة الوطنية المستقلة لعمال التربية والتكوين، بوعلام عمورة، أن هيئته ليست ضد قرار استحداث “بكالوريا فنون”، وإنما سابق لأوانه، لأنه بحاجة إلى ترتيبات هامة مسبقة، برصد موارد بشرية ومادية ضخمة، مشيرا إلى أن هناك أولويات للنهوض بالقطاع بدءا باسترجاع معاهد التعليم التقني بالثانويات التي أصبحت هياكل من دون روح، على اعتبار أن الجزائر بحاجة ماسة إلى “تقنيين”، خاصة وأن المتاقن الموجودة بالثانويات، قد تم تجهيزها في وقت سابق بماكنات متطورة جدا وبدقة عالية، تم استيرادها من بلجيكا وهولندا بأموال طائلة.
أما النقابة الوطنية لعمال التربية، فقد ثمنت على لسان أمينها الوطني المكلف بالتنظيم قدور يحياوي، قرار مجلس الوزراء القاضي باستحداث “بكالوريا فنون”، على اعتبار أن هناك تلاميذ لديهم قدرات خارقة في المجال الفني بحاجة إلى تطوير وصقل مواهبهم الفنية.

من جانبه، ثمن رئيس نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، صادق دزيري، القرار والمرافعة لكل الإبداعات، لكنه بالمقابل دعا السلطة الوصية إلى إعطاء الضوء الأخضر لإطلاق مشروع “بكالوريا مهنية”، لأجل كبح ظاهرة التسرب المدرسي، وتشجيع التلاميذ على الالتحاق بالمعاهد للاستفادة من التكوين المتخصص.

وبخصوص استحداث المدرسة الوطنية العليا للرياضيات، أكد محدثنا بأن الخطوة جاءت متأخرة، وكان الأجدر فتحها بالتزامن مع فتح ثانوية الرياضيات النموذجية بالقبة أو بالتزامن مع فتح ثانويات النوابغ التي تم غلقها.