-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

استعبادٌ باسم “تشغيل الشباب”

حسين لقرع
  • 4815
  • 20
استعبادٌ باسم “تشغيل الشباب”

من الحيل التي “ابتكرتها” السلطة في بداية التسعينيات للالتفاف على المطالب المتصاعدة للشباب بضرورة توفير مناصب عمل له، ما يُعرف بجهازي “تشغيل الشباب” و”الشبكة الاجتماعية”، وكانت وزارة العمل تقول إنها أجهزة مؤقتة تمتص البطالة وتمهّد لاكتساب الخبرة المهنية ودمج الشباب في عالم الشغل، وغيرها من المبررات..

 الآن وبعد مرور أزيد من عشريتين عن ابتداع هذه الصيغ التشغيلية، تبيَّن أن المؤقت قد تحوّل إلى دائم وأن وعود الحكومات المتعاقبة بترسيم مئات الآلاف من “عمال” جهازي “تشغيل الشباب” و”الشبكة الاجتماعية” في مناصب دائمة، قد ذهبت أدراج الرياح.

 

 وعوض أن تعمل الحكومات المتعاقبة على دمج هؤلاء المهمّشين المستضعَفين، “ابتكرت” صيغة أخرى للتشغيل سمتها “عقود ما قبل التشغيل” وهي موجّهة للمتخرجين في الجامعة، قصد التمهيد لدمجهم في مختلف المؤسسات التي يشتغلون بها وفق هذه الصيغة، لكن الكثير منهم يشكو تعرّضه للاستغلال ردحاً من الزمن قبل الاستغناء عن خدماته.

 اليوم فاض الكأس وخرج آلاف الشباب يحتجُّون على هذه الصيغ التشغيلية التي لم يروا منها سوى الاستعباد والاستغلال وامتصاص العرق والجهد بأبخس الأثمان، وإلا هل يُعقل أن يتقاضى رب أسرة أو أرملة لها عدة أطفال مبالغَ تتراوح بين 5400 و8000 دينار شهرياً في عام 2013؟ ماذا يمكن أن تسدّ هذه المبالغ الهزيلة من احتياجاتهم الملحّة؟ هل تسدّ نفقاتِ الغذاء والكساء والدواء والدراسة وفواتير الكهرباء والماء وغيرها من الضروريات؟

 يحدث هذا، بينما تُرفع أجورُ النواب من 350 ألف دينار إلى 400 ألف دينار شهرياً وأجور الموظفين السامين للدولة إلى مستويات فلكية، أي عشرات أضعاف ما يتقاضاه “أشباه عمال” الشبكة الاجتماعية، دون أن تشعر الحكومة بأي خلل فيما تفعله.

 أنْ يتعرّض العاملُ للاستغلال لدى الخواص، فهذا أمرٌ مفهومٌ؛ فاستغلال العمال ومنحهم أجورا بخسة لتقليل التكاليف ومضاعفة الأرباح من طبع الخواص منذ بدء الخليقة إلى الآن، ولكن أن تقوم الدولة نفسها باستغلال مئات الآلاف من أبنائها بأجور بخسة، فذلك هو العجب العجاب.

 الدولة وضعت بنفسها قانوناً ينص بوضوح على أن أدنى أجر ينبغي منحه للعامل في الجزائر يجب أن لا يقلّ عن 18 ألف دينار شهرياً، ولكنها تشغِّل نحو نصف مليون من أبنائها بمبالغ شهرية تتراوح بين 5400 و8000 دينار، دون أن تشعر بالتناقض بين ما تشرِّعه من قوانين وما تمارسه في الواقع.

 وفي ظل هذا الوضع، كيف يستقيم أن تقوم الدولة عبر مفتشي العمل بمراقبة الخواص وإلزامهم بتطبيق قانون الحد الأدنى للأجور، والحال أنها أول من يخرق هذا القانون الذي وضعته بنفسها، مع نصف مليون على الأقل من “عمالها”، إذا صحّ أصلاً أن نسميهم “عمالاًّ”؟

 هذه الصيغ التشغيلية الاستعبادية التي تذكرنا بعهد “الخماسة” يجب أن تنتهي عبر إدماج كل المنتسبين إليها في مناصب عمل دائمة، وإلغاء هذه الأجهزة أو تطويرها بما يتوافق مع قوانين البلاد ومنع كل أشكال استغلال العمال وإذلالهم وسحق كرامتهم الإنسانية.

 لم يعُد من المقبول تشغيل جزائريٍ بمبلغ 5400 دينار أو حتى بـ8000 دينار في سنة 2013 التي بلغت فيها أسعارُ المواد الأكثر استهلاكاً السقف. هذا الوضع البائس يجب أن ينتهي، وشعار “العزة والكرامة” يجب أن يبدأ بهذه الفئات المسحوقة بإعادة الاعتبار لها ودمجها في مناصب دائمة بأجور تحقق الحدّ الأدنى من احتياجاتها المعيشية.  

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
20
  • mes38

    هل يمكن احتساب المدة التي عملتها في التسعينات في اطار تشغيل الشباب و الشبكة الاجتماعية و ضمها الى سنوات العمل في الوظيف العمومي ؟ و ماهي الطرق كي احصل على وثيقة تثبت ذلك ؟ جزاكم الله كل خير ....

  • عبدالرزاق

    - يتضح ان المسؤةل في الجزائر لايعمل وغير منتج ... المال هو الدي وحده يعمل , والشيىء الدي يضحك ويبكي في ان واحد تريح وزير التجارة بانشاء الف سوق هههاههها . مشروع لا يحتاج الى بدل جهد فكري بقدر ما هو تبدير للمال العام .

  • بدون اسم

    العيب في من يرضى بالعبودية

  • عاشق حبات رمال الوطن

    انا اردت ان اعمل في تشغيل الشباب ولم يحالفني الحظ واليوم الحمد لله انااعمل في التجارة عليكم بتقوى الله يئتيكم بالارزاق من حيثم لا تحتسبو النظام الفاسدهو اكبر خطر على الامةاستعمرهابشرعية الخيانة واستعبد الشعب بتدليل الشباب واهدارمقدراتهم وطاقتهم وكان الاحرى به تكوينهم ومصاحبتهم في ابداع وابتكار مشاريع دات منفعة عامة والله اقول لمن يحلمون بمناصب الدل لو تتوكلو على الله في اي مشروع ناجح بعد سنوات ستظحكون على انفسكم

  • amira hamdi

    زمن العبودية لم ينتهى و هدا اكبر دليل استغلال و احتقار و الحكومة تعلم بان هدا الثمن البخيص لا يكفي لكنها تتغاضى النضر مدام الوزير أجره 30مليون او اكثراصبحنا في زمن أليس في زمن العجائب و الغرائب.

  • بدون اسم

    نقترح صرف منح شهرية لكل العاطلين عن العمل الى غاية تحصلهم على مناصب دائمة فحتى العمال هم عاطلون في الحقيقة لكنهم يستفيدون من منح شهرية فكل القطاعات عقيمة وغير منتجة

  • bent aljazayer

    ana ayda aemal mondo 5achhor wlam atakada ratib

  • abdou

    انا عندي 18 سنة اعمل في الشبكة الاجتماعية مساعد ميكانيكي واقوم باعمال شاقة جدا يوميا واشعر بالذل والاحباط من الدولة والاستعباد من المسؤولين وكل همي ان تلتفت الينا الدولة ولكن يبدو ان لا حياة لمن تنادي واحتسب امري لله من قبل ومن بعد اضافة الى ذلك انا مهدد بالطرد اذا ما تأخرت عن شبه العمل بأجرة 5400 دج وشكرا يا المسؤولين والظلم يمرر معيشتكم والظلم حرمه الله على نفسه فكيف تظلمون وتشكون من وترفعون رواتبكم الى ربعين مليون والله لن تكفيكم ابدا ولو مليار في اليوم لان قلوبكم عمياء وحياتكم كلها شقاء ....

  • souad sibachir

    bravo a celui qui a ecrit cet article.et sans commentaire.merci

  • صديق عامل النظافة

    والدكسيد الرجال وله مناكل التقديروالاحترام حتى ولو راتبه قليل لكن خيره كثيرجدا لصالح الوطن والمواطنين لانه ينزع علينا الادران والاوساخ و الزبالةفهو سيدنا ولن يرقى الى مستواه اولئك النائمين تحت قبةالبرلمان الذين لن ينالوا رضانا ولا رضى الله لان اغلبهم مزوريون وغشاشين ومفسدين ولن ينالهم مناالافلةالاحترام لانهم لايمثلوننا وزيادةعلى ذلك لايعطون للمواطن اي وقار. فابوك احسن منهم حتى ولوهو قليل المال وفي نظرالكثير انه قليل الجاه لكن هو اشرف من النواب لانه مايقدمه من عمل صالح للبلادوالعباداحسن من النواب

  • h

    نعم الكل يعمل كالعبيد في دولة نقول انها مستقلة لكن نحن عكس ذلك

  • مبارك صوالحية

    انا شاب متخرج تخصص علم المكتبات و معلومات متحصل على معدل عام مقدر بـ 14.14 ، اشتغل في عقود ماقبل التشغيل براتب مقدر بـ : 9000 دج ، الكارثة انه لم اتحصل على راتبي لمدة اربعة اشهر و الكارثة العظمى أن المسابقات في دولة باتنة تكون تحت الطاولة ، بنت فلان وفلان ، و اليوم ينادون بتمديد العهدة وعهدة رابعة ، بل سرقات وإختلاسات رابعة .
    من القيقبة ، دولة باتنة العظمى ؟؟؟

  • مبارك صوالحية

    اعمل حاليا في عقود ماقبل التشغيل ، منذ حوالي ثلاثة اشهر ، متحصل على شهادة اللسانس في علم المكتبات و المعلومات ، بمعدل عام مقدر بـ 14.14 ، الكارثة انني منذ حوالي اربعة اشهر لم اتحصل على راتبي الشهري المقدر بـ : 9000 دج ، و الكارثة العظمى انه عندما اتقدم الى مسابقة تبدأعملية الضرب تحت الطابلة ، التشغيل للعنصر النسوي ، المهم انا اعلم انني مستعبد من طرف السلطات الجزائرية و دولة باتنة ، لأن ولاية باتنة في حد ذاتها تعتبر دولة . هذه هي العزة و الكرامة .
    من بلدية القيقبة ولاية باتنة

  • عبد العزيز

    انسيت ياحسين القول الشهير لعباس محمود العقاد "...الوظيفة هي المصطلح الجديد او العصري للرق...." فما بالك بما خفي من ادماج وشبكة وتشغيل الشباب وعقود ماقبل التشغيل والجزائر البيضاء والخضراء والحمراء وما فقع وحلك وناصع وقان لونه من مخططات السخارة.عند القطاع العام والنخاسة عند الخواص.

  • أسمهان

    لقد حاولت أن أجد لي امرأة تعمل في البيت بأجرة محترمة لكن كل من اتصلت بهن ممن وضعن طلباتهن في اليد العاملة رفضن العمل في البيوت وهن يفضلن الاستغلال الذي تحدثت عنه على أن يعملن في البيت حتى ولو كانت الاجرة أفضل والاكل والراحة متوفرين!!!!!!!!!!!!!!!!!

  • صوت الاحرار

    انا ألوم الشباب الذين قبلوا بهذا الاستعباد ، لو كانت الجزائر دولة فقيرة كنا تحملنا الوضع و تقاسمنا الفقر لكن الأمر ليس بذلك في الوقت الذي ينهب السراقين أموال البلاد بلا رحمة و أولادهم يعيشون بالخارج و يركبون أفخم السيارات يتفننون في إذلال أبناء الشعب.
    تفسقوا يا شباب انتم لستم عبيدا لاحد لكم حقوق مثلهم ، ارموا المنشفة و اعزفوا عن هذا النوع من الاهانات.
    عش عزيزا أو مت كريما

  • محمد

    وفوق الاستعبادهناك الابتزازإماتعمل عمل"المرسّم"الذي-غالبا-لايحضروإماعدم تجديد العقدلسنةأخرى؟أما مبررالدولةفي هذاالأمردائماهو"التضخم"فأماعندمايتعلق الأمربمهرجانات الرقص والغناءوعواصم الثقافةالعربيةوالاسلاميةأوالسرقةوالنهب(شكيب خليل64ملياردولار؛عاشور عبدالرحمن3200مليار دينار؛الخليفةمليارات الدولارات...وما خفي كان أعظم)فهذاعندالدولةلاعلاقةله بهذاالتضخم ..ولو أجريناعمليات حسابيةبسيطةلكل الأموال المنهوبةلكانت كافية و زيادةلدمج كل هذه الفئة..التي من ضمنها"الطبيب؛الممرض؛المعلم؛الاستاذ؛الاداري؛الحارس.."

  • حسين أحمد

    والله هناك أشخاص يعملون في الشبكة الاجتماعية منذ 1995 وذلك ببلدية بوسعادة .

  • غيري كثيرون جدا

    عملت 7 سنوات كمتعاقدة في قطاع التربية ثم تم فصلي في 2009 بحجة عدم الاختصاص الان مرت 10 سنوات على تاريخ تخرجي لم أعمل في أطار عقود ما قبل التشغيل لأني لم أرض بالتعرض للحقرة مرة أخرى لكن المصيبة الان أصبح لسنوات الاستعباد والاستغلال نقاط في المسابقات على أساس الشهادة ...أقصد أصبح لا مفر من الاستعباد بمنطق الأخد بالأسباب ...حرنا واش نديرو مع مفهوم العزة والكرامة بالنسبة لينا وليهم...

  • عبد الحميد

    نوام المجلس نائمين طيلة العام ويتقاضون 40 مليون ...وأبي عامل النظافة طيلة 15 سنة يتقاضى 15 الف دينارجزائري ... تبا لدولة غير عادلة